ارشيف من :آراء وتحليلات
الحرب على الفساد في تونس ومعارضة الحزبين الكبيرين
بخلاف ما توقعه كثير من الخبراء والمحللين، لم يتوقف رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد عن ملاحقة كثير ممن تحوم حولهم شبهة الفساد. و تأتي هذه الملاحقات في إطار حرب على الفساد كان أعلن عنها الشاهد منذ أسابيع ودشنها بالقبض على رجل الأعمال المثير للجدل شفيق الجراية.
تحركات دعما لمحاربة الفساد
واعتقد في البداية أن الأمر يتعلق بتصفية حسابات شخصية مع رجل الأعمال المذكور باعتباره صرّح أن الشاهد غير قادر حتى على ملاحقة عنزة، لكن الأمر تواصل طيلة شهر رمضان. و تم القبض على كوادر من الصف الاول في قوى الأمن و الديوانة (الجمارك) بالإضافة إلى رجال أعمال والإعلامي الشهير سمير الوافي الذي يعتبر برنامجه في إحدى القنوات التونسية الخاصة الأكثر متابعة من قبل جمهور المشاهدين.
انزعاج حركة النهضة
و يبدو أن إيقاف الإعلامي المشار إليه قد أثار حفيظة حركة النهضة التي حضر رئيسها راشد الغنوشي منذ أشهر معدودات زفاف هذا الإعلامي. فلم يشهد الموكب الرسمي لصلاة العيد الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بجامع قرطاج حضور أي من قيادات حركة النهضة التي وكلت محاميا مقربا منها للدفاع عن الإعلامي المشتبه فيه والذي يشيع البعض أنه ساهم في تلميع صورتها لدى الرأي العام.
ويرى الناشط الحقوقي والسياسي التونسي صبري الثابتي في حديثه لـ"موقع العهد الإخباري" أن "القبض على الإعلامي الشهير لا يعتبر استهدافا لحركة النهضة على غرار ما ذهب إليه كثير من المحللين في تونس وإنما هو إنذار يثير لديهم مخاوف لا غير، فالإستهداف الحقيقي الذي تخشاه الحركة هو فتح ملف شبكات التغرير بالشباب التونسي وإرساله للقتال في سوريا. فلو يفتح هذا الملف، وملف التمويل الخارجي للأحزاب، ستتم الإطاحة برؤوس كبيرة من حركة النهضة التي كانت وكيلا هاما من وكلاء مشروع ما يسمى الربيع العربي في تونس و ليبيا، وحتى مصر و سوريا ناهيك أنها والمرزوقي كانا وراء احتضان تونس لمؤتمر للتآمر على دمشق سمي زورا وبهتانا مؤتمر أصدقاء سوريا".
الإعلامي التونسي سمير الوافي
نيران صديقة
وفيما يتعلق بحركة نداء تونس فيرى الثابتي "انها في وادي ورئيس الحكومة في وادي آخر وأن الواقع يؤكد على أن الشاهد لا ينتمي إلى هذا الحزب بخلاف الظاهر. فقيادات النداء تتهجم على الشاهد في حربه على الفساد كلما سنحت الفرصة و تسعى حتى لتغييره أو لتفرض عليه تغييرا وزاريا يعدل من موازين القوى. وذهب نجل رئيس الجمهورية إلى حد تأجيل موعد الإحتفال بتأسيس الحركة ليتزامن مع زيارة الشاهد إلى الولايات المتحدة حتى لا يتمكن من الحضور".
فهناك بحسب الناشط الثابتي أن "نيران صديقة تستهدف رئيس الحكومة والسبب هو حربه على الفساد وخصوصا استهدافه لشفيق جراية المقرب من نجل رئيس الجمهورية والمحيطين به".