ارشيف من :آراء وتحليلات

بين تونس والرباط: أزمة برتوكول مع الشاهد!

بين تونس والرباط: أزمة برتوكول مع الشاهد!

تعتبر قضية الصحراء الغربية أهم عوامل التوتر في المنطقة المغاربية، منذ أن انسحبت إسبانيا سنة 1975 من الساقية الحمراء ووادي الذهب وسارع المغرب إلى ضمها من خلال ما سمي بـ"المسيرة الخضراء". ولم تلق هذه القضية بظلالها على العلاقات الجزائرية المغربية فحسب حيث أثرت سلبا حتى على العلاقات التونسية المغربية.
وتأكد ذلك خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد إلى الرباط والتي التقى خلالها نظيره رئيس الوزراء المغربي بمناسبة انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. ولم يحظ الشاهد باستقبال من الملك المغربي محمد السادس وهو ما يتعارض مع البروتوكولات باعتبار أنه ووفقا للدستور التونسي الجديد رأس السلطة التنفيذية حيث منح صلاحيات تفوق تلك الممنوحة لرئيس الجمهورية، أي أنه ليس مجرد وزير أول في نظام رئاسي حتى يتم تجاهله بهذه الطريقة التي رأى فيها تونسيون إهانة لهم.

بين تونس والرباط: أزمة برتوكول مع الشاهد!


مغربية الصحراء
ويرجح كثير من الخبراء والمحللين وفقا لمصادر أن يكون رفض الوفد التونسي لفقرة في البيان الختامي تنص على مغربية الصحراء الغربية هو الذي جعل العاهل المغربي يمتنع عن استقبال يوسف الشاهد. فيما تتحدث أطراف أخرى عن مرض مفاجئ ألم بمحمد السادس حال دونه واستقبال رئيس الحكومة التونسية الشاب الذي تتعاظم شعبيته من خلال الحرب التي يخوضها في بلاده على الفساد.
وما تجدر الإشارة إليه أنها ليست المرة الأولى التي تتوتر فيها العلاقات التونسية المغربية بسبب قضية الصحراء فقد سبق لرئيس الحكومة التونسية السابق الحبيب الصيد أن رفض، في زيارة كان من المفترض أن يقوم بها إلى المغرب، أن يتم استقباله في عاصمة الصحراء الغربية مدينة العيون. كما توترت في السابق العلاقات بين البلدين بعد أن أرسل المرحوم الحسن الثاني نجله الأمير رشيد لاستقبال الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في المطار عوض قدومه شخصيا وهو ما جعل الأخير لا يستقبل الملك محمد السادس في مطار قرطاج في أول زيارة يؤديها السادس إلى تونس بعد توليه العرش.


إحراج غير مبرر
وفي هذا الإطار يعتبر الناشط الحقوقي والسياسي التونسي محمد درغام أن " عدم استقبال محمد السادس ليوسف الشاهد يعتبر إهانة للطرف التونسي خاصة وأن رئيس الحكومة وفقا للدستور التونسي الجديد هو صاحب الصلاحيات الكبرى في السلطة التنفيذية والتي تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية".
ويضيف درغام: "حتى إذا فرضنا أن العاهل المغربي يعاني من وعكة صحية كان بالإمكان أن يتم استقبال الشاهد من قبل الأمير رشيد شقيق الملك محمد السادس، المهم أن يحصل استقبال في القصر الملكي وفقا للبروتوكول المعمول به".
ويتساءل درغام "لماذا لا يقوم الطرف المغربي بإحراج الدول الكبرى ويضمن بنودا تتعلق بمغربية الصحراء في البيانات المشتركة مع هذه الدول؟ لماذا يتم إحراج بلدان عربية وإفريقية مثل تونس يعتقد أنه يمكن التأثير عليها؟ ألا يسيء التوقيع التونسي على بيان فيه فقرة تتحدث عن مغربية الصحراء لعلاقات تونس مع الجزائر ويمس من مصداقية الطرف التونسي الذي التزم الحياد في هذا الملف منذ البداية؟".

 

2017-07-05