ارشيف من :آراء وتحليلات

ما هو دور الجيش اللبناني في معركة تحرير جرود عرسال؟

ما هو دور الجيش اللبناني في معركة تحرير جرود عرسال؟

يدور الحديث جديا عن معركة قريبة يُحضّر لها الجيش العربي السوري وحزب الله، تهدف الى استكمال تحرير ما تبقى من مواقع تسيطر عليها عناصر ارهابية تابعة لداعش ولجبهة النصرة، وذلك في جرود القلمون الغربي المتاخمة للحدود اللبنانية، مع امكانية ان تشمل العملية بعض المواقع الحدودية داخل لبنان .

ما هو دور الجيش اللبناني في معركة تحرير جرود عرسال؟
الجيش اللبناني واصل معركته ضد هؤلاء الارهابيين متخطياً ومتجاوزاً تلك التقييدات


من الاسباب الموجبة للسير بهذه العملية والتي اصبحت حاجة ميدانية وعسكرية:
- ان هذا التواجد الارهابي المسلح اصبح محاصرا وفقد مؤخراً أي امتداد مع الداخل السوري، وبالتالي فقدَ أي معنى عسكري او ميداني يتعلق بالهدف الاساس لهذا التواجد حول مواجهة الجيش العربي السوري و"النظام" كما يدعي هؤلاء، وهو يشكل التواجد الوحيد المتبقي للارهابيين على الحدود اللبنانية - السورية .
-  ما زال هذا التواجد يشكل خطراً أمنياً وعسكرياً داهماً على المناطق المحررة في سوريا وعلى المناطق الداخلية في لبنان، حيث يستعمله الارهابيون نقطة ارتكاز لتحضير العمليات وتخزين وتصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة، ولايواء الفارين والمتسللين من الداخل السوري.
- لقد أثبتت الاحداث الاخيرة التي حصلت بين الجيش اللبناني وعناصر إرهابية انتحارية، في اكثر من مخيم للاجئين السوريين، والتي لها امتداد مفتوح بطريقة او بأخرى مع هذا التواجد الميداني الارهابي في الجرود، أن ذلك يُحتِّم ويفرض السير بعملية واسعة، اولاً لتحرير وتنظيف تلك المواقع بالكامل، وثانياً لقطع اي تواصل او اية امكانية ميدانية تجعل من المخيمات بؤراً إرهابية، الأمر الذي سيؤثر سلبا على قضية اللاجئين بالكامل، وأيضا على الامن اللبناني الوطني والاستراتيجي.
استناداً للأسباب الموجبة المذكورة اعلاه، لا شك ان الجيش اللبناني معني وبشكل كامل بتنفيذ هذه العملية، او على الاقل بالاشتراك فيها انطلاقاً من المواقع التي يسيطر عليها، وأيضا انطلاقاً من القدرات والجهوزية التي يتمتع بها وتخدم هذه المناورة بشكل أساسي، وحيث كانت قد واجهته سابقا الكثير من المعوقات والتقييدات الداخلية والاقليمية المعروفة، سياسياً ومذهبياً وطائفياً، فقد تابع دائماً وعبر مناورة ذكية وناجحة، معركته ضد هؤلاء الارهابيين متخطياً ومتجاوزاً تلك التقييدات، وذلك من خلال مسلسل متواصل لم يتوقف ابداً، أمنياً عبر متابعاته الاستعلامية المركزة على هؤلاء، وعسكرياً وميدانيا من خلال تعهد دائم بالقصف الصاروخي والمدفعي الدقيق لكافة مراكز وتحركات هؤلاء، وايضا من خلال تنفيذ العشرات لا بل المئات من العمليات النوعية الخاصة، والتي ادت احيانا الى مقتل العشرات منهم، ونتج عنها توقيف المئات من الارهابيين الخطرين، مما ساهم باحباط وافشال عشرات العمليات الارهابية الخطرة وتفكيك العديد من الشبكات والخلايا النائمة.
انطلاقا مما تقدم، يمكن ان يكون للجيش اللبناني دور مهم واساسي في المعركة المنتظرة لتحرير جرود عرسال، وذلك من خلال المناورة المحتملة التالية:
في دراسة ميدانية لتوزع القوى المحيطة ببقعة تواجد الارهابيين حاليا في الجرود، والتي من المنتظر ان تكون هدفا للعملية المرتقبة، ينتشر الجيش العربي السوري وعناصر من حزب الله في المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية للبقعة، بشكل يطبقون الحصار بالكامل على الارهابيين من الجهات الثلاث المذكورة، وينتشر الجيش اللبناني من الجهة الغربية للبقعة الهدف، وذلك ما بين شرقي عرسال ورأس بعلبك وقسم بسيط من جنوب شرق بلدة القاع ومشاريعها، وتمسك وحداته جميع المعابر المؤدية الى خارج عرسال غرباً وجنوباً، بالاضافة لمسكه بالنار وبالمراقبة الخط الفاصل بين الجرود ومخيمات اللاجئين في عرسال وامتداداً الى وادي حميد.
استناداً لانتشار القوى المحددة أعلاه، ولطبيعة ومكان انتشار مخيمات اللاجئين السوريين والتي هي النقطة الأكثر حساسية، وحيث يكمن فيها الخطر الاكبر، نظراً لما يمكن ان يتواجد فيها من عناصر أساسية او مساعدة للأرهابيين تختبىء وتتحضر بين اللاجئين، يبقى مسك وعزل هذه المخيمات وفصلها وقطع ترابطها مع الجرود يمثل جهدا رئيسيا في هذه العملية، والتي ستكون مهمة وحدات الجيش اللبناني، بالاضافة طبعا الى مهمة تأمين التغطية المدفعية والصاروخية للعملية، و ستشكل المهاجمة من خارج البقعة، والتي سينفذها عناصر حزب الله والجيش العربي السوري في التقدم من الشرق والجنوب والشمال، الانجاز الرئيسي في الضغط على الارهابيين ودفعهم للاستسلام او تدميرهم .

ما هو دور الجيش اللبناني في معركة تحرير جرود عرسال؟
للجيش اللبناني مهمة أساسية ورئيسية في معركة مهاجمة الارهابيين في جرود عرسال


 من هنا، و بمعزل عن أية تقييدات معروفة، تبقى مهمة الجيش اللبناني المذكورة مهمة أساسية ورئيسية في معركة مهاجمة الارهابيين في جرود عرسال، وتكون قد فرضتها المناورة والارض وطبيعة انتشار الوحدات المهاجمة من جهة، واماكن تواجد الارهابيين ومخيمات اللاجئين من جهة أخرى، ويبقى الميدان هو الاعتبار الوحيد الذي يفرض ويحدد توزيع المهمات في هذه العملية المرتقبة وليس اي اعتبار آخر.

 

2017-07-11