ارشيف من :ترجمات ودراسات

’اسرائيل هيوم’: بين الجولان والموصل طهران في الطريق

’اسرائيل هيوم’: بين الجولان والموصل طهران في الطريق

صحيفة "اسرائيل هيوم" - أيال زيسر

دخل اتفاق وقف إطلاق النار جنوب سوريا حيّز التنفيذ يوم الأحد الماضي. الطرفان يشدّدان حتى الآن على الحفاظ عليه، فيما توقف إطلاق الصواريخ على "اسرائيل"، وعاد الهدوء الحذر على طول الحدود في هضبة الجولان.

الاتفاق هو جزء من عملية ترتيب الوضع التي تقوم بها روسيا والولايات المتحدة من أجل تقليل قوة الاشتعال في الحرب السورية، أو إنهائها. في هذا الاطار، تعمل روسيا بالتعاون مع تركيا وإيران، والآن مع الأردن والولايات المتحدة أيضًا، وكما يبدو مع "اسرائيل" من أجل إقامة 4 مناطق تهدئة.

الرابح الأكبر من هذه الترتيبات هو الرئيس السوري بشار الأسد بالطبع. فقد ضَمِن بقاءه على كرسيه، وأُزيل التهديد الأمريكي ضده. المسلّحون لم يتضرروا أيضًا. وعلى المدى القصير، سيتوقف الضغط الروسي الايراني السوري، إلّا أن المسلّحين يعتبرون هذا الإنجاز قصير المدى. لدى الرئيس السوري في المقابل "نفسٌ" طويل سيمكّنه مع مرور الوقت من استئناف الحرب واستعادة السيطرة على كلّ الأراضي السورية.

فائزٌ آخر هو فلادمير بوتين، الذي حوّل روسيا بمباركة واشنطن الى ملكة في سوريا. الأمريكيون في المقابل ما زالوا يركّزون على الصراع ضد "داعش"، وليست لديهم استراتيجية أو خطة عمل فيما يتعلق بمستقبل سوريا، ولاسيما في جنوبها.

 

 

’اسرائيل هيوم’: بين الجولان والموصل طهران في الطريق

 

في اليوم الذي أُعلن فيه عن وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، تمّ الاعلان عن سيطرة الجيش العراقي على الموصل. بعد ثمانية أشهر من القتال العنيد، خسر "داعش" المدينة التي سيطر عليها قبل ثلاث سنوات، عندما بدأ في تشكيل "الخلافة" على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق.

لقد عادت "اسرائيل" وأوضحت ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لوجود ايران في هضبة الجولان. روسيا تستمع الى صوت "اسرائيل"، لكن هذا لا يُقنعها بالانفصال عن إيران. روسيا وبشار الأسد بحاجة الى القوات الإيرانية للحفاظ على استمرار النظام السوري، لذلك من الصعب رؤية كيف أن أحدًا ما سيحاول أو سينجح في إبعاد إيران عن سوريا.

وقف إطلاق النار في الجولان وإقامة منطقة عازلة يسيطر عليها المسلّحون وإبعاد إيران عن الحدود هو بلا شك إنجاز تكتيكي هامّ جدًا، لكن الحديث يدور عن إنجاز مؤقت لن يغيّر الصورة الكبيرة في سوريا، الملوّنة بألوان إيران والقوات التابعة بها.

وكما التهديد الذي يشكله حزب الله في لبنان، قد تكتشف "اسرائيل" أن ثمن إبعاد التهديد عن الحدود هو التسليم بوجود إيران في سوريا، وهو الوجود الذي يلقي بظله على الجولان وما بعده.

 

2017-07-11