ارشيف من :ترجمات ودراسات
الخلاف السعودي-القطري: انتصار لقطر وإيران وخسارة ماء الوجه للأمراء السعوديين والإماراتيين
الكاتب : Moon of Alabama
عن موقع Mondialisation.ca. الالكتروني
5 تموز / يولو 2017
الحملة السعودية-الإماراتية على قطر سرعان ما اصطدمت بالجدار..ولم تنكسر قطر
الحملة السعودية-الإماراتية على قطر سرعان ما اصطدمت بالجدار. ولم تنكسر قطر كما كان متوقعاً. ولا وجود لخطة ب. أما من كانوا وراء المخطط فعليهم الآن أن يخافوا على رؤوسهم.
المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر، جميع هذه البلدان تشاركت في خلق ورعاية الجماعات الإرهابية التي تقاتل في بلدان أخرى. وجميعها يقدم المال والسلاح والدعم السياسي والإعلامي لمختلف جماعات القتلة التكفيريين. وعلى العكس من الدول الثلاث الأولى، لم تقدم قطر دعمها للسلفيين المتشددين وحسب، بل أيضاً إلى جماعات تنتمي إلى خط الإخوان المسلمين. والإخوان المسلمون لا يقبلون هيمنة الحكم المطلق المتمثل بالملوك العرب، وينادون بنمط من الحكم التداولي المتضمن حداً من المشاركة الديموقراطية من قبل الشعب. من هنا، فإن السعوديين وغيرهم من أصحاب الديكتاتوريات العائلية يعتبرونهم تهديداً مرعباً. أما الديكتاتور العسكري في مصر والذي يشارك السعوديين في النظرة إلى هذه المسألة، فقد أسقط حكومة الإخوان المسلمين المنتخبة في بلده بانقلاب عسكري.
وقد حاول السعوديون والدول الثلاث الأخرى المذكورة، حاولوا تصفية حساب قطر. الناطق الإعلامي باسم قطر، أي قناة الجزيرة، تدافع، شأن السعوديين، عن المواقع الطائفية والمعادية لإيران، ولكن قناة الجزيرة تساند الإخوان المسلمين. وهذا الوضع لا يمكنه أن يستمر.
في 5 حزيران/ يونيو، قررت الدول الأربع مقاطعة قطر ومحاصرتها. وبعد ثلاثة أسابيع، أرسلت إلى قطر لائحة بمجموعة من المطالب يمكن تلخيصها على النحو التالي : "تخلوا عن سيادتكم، وإلا...". ولم يكن هنالك بد من رفض هذا "العرض" الذي يتطلب عملياً استسلاماً كاملاً من الجانب القطري، إضافة إلى كونه قد جاء مترافقاً مع تهديدات بعقوبات إضافية، وحتى بهجوم عسكري.
وكما كان Alabama Moon of قد توقع بعد يومين من تفجر الصراع، أي في 7 حزيران / يونيو، فإن قطر لم تستسلم. فهي تمتلك مئات المليارات من الاحتياطي النقدي، وتحظى بدعم دولي من شركائها وزبائنها في مجال الغاز المسيل، كما أنها تحصل على التموين والدعم من تركيا وإيران. وبكل بساطة، لم ترد على "العرض" قبل انتهاء المدة المحددة للرد.
وكان السعوديون هم أول من ظهرت عليهم إمارات الضعف، وذلك عندما مددوا الإنذار ليومين إضافيين. وأمس، ردت قطر بتقديم طلبات لم يكن من الممكن غير رفضها تماماَ كحال "العرض" السعودي. كما أعلنت أنها ستزيد صادراتها من الغاز المسيل بنسبة الثلث، وهو الأمر الذي يمكنه أن ينتزع حصصاً من سوق العائدات السعودية. وفوق ذلك، قامت قطر بتذكير الإمارات العربية المتحدة بأن 80 بالمئة من الطاقة الكهربائية التي تستخدمها تعتمد على الغاز المسيل المستورد من قطر.
واليوم، يلتقي ممثلون عن السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين بهدف تدارس التداعيات المستقبلية، ومناقشة التدابير الجديدة التي قد يتخذونها بحق قطر. وتوقعت وسائل الإعلام الخليجية فرض مزيد من العقوبات على الدوحة.
لكن عصابة الأربعة قررت عدم القيام بأي شيء.
فقد صرح وزراء خارجية البلدان الأربعة المجتمعة في القاهرة أنهم يأسفون للرد "السلبي" الذي صدر عن قطر على لائحة مطالبهم.
وصرح وزير الخارجية السعودي أن إجراءات أخرى سيتم اتخاذها بحق قطر في الوقت المناسب، وأن هذه الإجراءات ستكون متناسبة مع القانون الدولي.
وقد عقد هذا الاجتماع عند نهاية المدة التي كان من المفترض بقطر أن توافق قبل انقضائها على لائحة المطالب، أو أن تتعرض لمواجهة عقوبات جديدة.
كل ذلك مزعج جداً بالنسبة للأمراء المثيرين للسخرية في السعودية والإمارات. فمحمد بن زايد ومحمد بن سلمان هما القيمان على الحملة ضد قطر. وكان على اجتماع اليوم أن يفضي إلى إجراء ما يتم من خلاله التضييق على قطر التي لم ترد بالإيجاب على أي واحد من المطالب. كان من المتوقع أن تفرض عقوبات إضافية على قطر أو أن يصار إلى تشديد الحصار عليها، أو أن تتعرض لهجوم عسكري. لكن الاجتماع لم يفض إلى شيء على الإطلاق.
لقد لعب الأميران المثيران للسخرية جميع أوراقهما منذ اليوم الأول. لم تبق أمامهما إجراءات جديدة ومناسبة يمكنهما اللجوء إليها. فالكويت وعمان ترفضان طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي، والإمارات قد تخسر جميع مؤسساتها الدولية في دبي إذا ما توقف إمدادها بالغاز المسيل القطري. بالتالي، فإنها ستجد نفسها بلا كهرباء. ثم إن تصعيد الحصار على قطر غير ممكن دون موافقة روسيا والولايات المتحدة وغيرهما من القوى الكبرى.
محمد بن زايد ومحمد بن سلمان هما القيمان على الحملة ضد قطر
مثل هذه الإهانة لا بد لها من تداعيات، فعندما عمد الأمير السعودي المثير للسخرية إلى شن حربه على اليمن، كان ينتظر من صنعاء أن تعلن استسلامها في غضون أيام، على حد قوله. وبعد مرور عامين على ذلك، لم تسقط صنعاء والسعوديون هم بصدد خسارة الحرب. وقطر أيضاً كان عليها أن تعلن استسلامها خلال أيام قليلة. لكنها تمتلك ما يكفي من الرساميل والعائدات التي تسمح لها بتحمل الوضع الحالي لسنوات عديدة أيضاً. ثم إن الحرب على اليمن والعقوبات على قطر تستهدف، بشكل غير مباشر، إيران، أي العدو الذي اختاره السعوديون لأنفسهم. لكن إيران هي، ودون أن تنفق قرشاً واحداً، هي التي ربحت في الصراعين المذكورين. أما محمد بن سلمان، الأمير السعودي المثير للسخرية، قد أثبت مرتين أنه استراتيجي كارثي يضع بلده في دائرة الخطر.
الملك السعودي سلمان وابنه محمد بن سلمان أعلنا أن أياً منهما لن يشارك في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ. وبهذا الصدد، تقول الشائعات، بأنهما يخشيان حدوث انقلاب في حال مغادرة أحدهما للبلاد.
لا ينبغي لأحد أن يفاجأ إذا ما انتهت حقبة سلمان بحمام من الدم خلال الأسبوع الحالي أو الشهر القادم.