ارشيف من :ترجمات ودراسات
نتنياهو يشكك بمبادرة ترامب لـ’التسوية’
اشارت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو شكك خلال لقائه الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون في باريس، في احتمال نجاح "مبادرة السلام" التي يحاول الرئيس الامريكي دونالد ترامب العمل عليى اتمامها. من جهته، اعرب ماكرون لنتنياهو عن تأييده لمساعي ترامب، لافتا إلى سياسة العدو الإستيطانية ستجعل الوضع معقدا وأكثر صعوبة فقط.
واضافت الصحيفة ان "الحديث بين ماكرون ونتنياهو في قصر الاليزيه اول امس، تناول مواضيع عدوةكاتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، وتعاظم قدرات حزب الله في لبنان، والملف النووي الايراني، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين "اسرائيل" وفرنسا. كما تحدثت الطرفات حول ما اسموه "مسيرة السلام الاسرائيلية – الفلسطينية"، فضلا عن "مساعي إدارة ترامب لاستئناف محادثات السلام بين الطرفين"، على حد تعبير الصحيفة.
وأفادت مصادر دبلوماسية اطلعت على مضامين الحديث بين نتنياهو وماكرون، بان الأخير طرح مسألة التسوية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، وسأل نتنياهو عن موقفه من مبادرة التسوية التي عملت عليها الحكومة الفرنسية السابقة برئاسة الرئيس فرانسوا هولاند.
واعرب نتنياهو لماكرون حسب المصادر الدبلوماسية، عن معارضته لمبادرة التسوية الفرنسية، ووصفها المبادرة بـ "غير الجيدة". ولم يعترض الرئيس الفرنسي على اقوال نتنياهو، إذ كان واضحا أنه لا يشعر باي التزام لتبني المبادرة التي تلقاها بالوراثة من سلفه في المنصب. ومع ذلك، فقد عاد ماكرون وسأل نتنياهو ان لم تكن مبادرة التسوية الفرنسية فما الذي ينوي نتنياهو فعله لدفع مسيرة التسوية إلى الامام؟
وبحسب المصادر، فقد قال نتنياهو لماكرون ان "الرئيس الفلسطيني معقد"، مشيرة الى أن الرئيس الفرنسي لم يختلف مع نتنياهو ولكنه عقب قائلا ان "الموضوع الفلسطيني – الاسرائيلي معقد حقا. المشكلة هي انك تجعله معقدا أكثر عندما تبني اكثر مستوطنات".
واستغرق الحديث في موضوع المستوطنات اقل من خمس دقائق، لكن ماكرون اوضح انه وحكومته سيواصلان االعمل بشكل تقليدي على معارضة بناء المستوطنات واعتبارها غير قانونية"، فرد نتنياهو على ماكرون بانه سيكون من الخطأ التعاطي مع كل المستوطنات في الضفة كرزمة واحدة". وزعم نتنياهو ان "قسما كبيرا من البناء هو في الكتل الاستيطانية التي ستبقى بيد اسرائيل في كل اتفاق سلام مستقبلي"، مضيفا انه في كل الاحوال حتى لو تحققت تسوية دائمة مع الفلسطينيين، ليس في نيته اخلاء المستوطنات لانه لا يوجد ما يدعو الى ان لا يكون اليهود في الدولة الفلسطينية"، حسب مزاعمه.
وقال ماكرون لنتنياهو انه يؤيد مبادرة ترامب في المسألة الفلسطينية–الاسرائيلية، وقال: "في ضوء الوضع الحالي في الشرق الاوسط توجد فرصة للسلام"، فرد نتنياهو مشككا بذلك، مشيرا إلى انه "سيكون من المعقد السير بسرعة في المبادرة الامريكية".
كما نقلت المصادر الدبلوماسية عن نتنياهو قوله: "لكننا سنتعاون مع خطوة ترامب. اريد أن تكون مسيرة موازية مع الدول العربية الى جانب المسيرة مع الفلسطينيين. ليست واحدة على حساب الاخرى وليست واحدة قبل الثانية – بل بالتوازي".
وأشار موظفون اسرائيليون كبار الى أن نتنياهو خرج متفائلا من لقائه مع ماكرون وان التوافقات اكبر بكثير من الخلافات"، مضيفين "لم يأخذ نتنياهو الانطباع بانه لدى الرئيس الفرنسي الجديد شهية لمبادرات لتسوية مثل اسلافه في المنصب اوأن تثقل الخلافات في الموضوع الفلسطيني على العلاقات"، مضيفين انه "في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي والرئيس فرانسوا هولاند بدأت العلاقات مع نتنياهو وحكومته بالقدم اليمنى وبالعناق، لكن الواقع في الضفة وفي قطاع غزة، الى جانب الرغبة الفرنسية التقليدية لاداء دور في المسيرة السلمية، أكدت على مدى الزمن الخلافات، فاقيمت التوترات وخلقت أزمات".