ارشيف من :ترجمات ودراسات
إسرائيل’ تصعِّد من تهديدها على خلفية الوجود الإيراني في سوريا
صحيفة "هآرتس" - عاموس هرئيل
قال اللواء إحتياط يعقوب عميدرور، الذي كان يشغل منصب المستشار السابق للأمن القومي، في حديث لصحفيين أجانب من منظمة "Israel project " إن "بناء القواعد الإيرانية في سوريا يؤمّن لطهران وحزب الله منصّة إطلاق ضد "إسرائيل". ينبغي على "تل أبيب" منع ذلك بأيّ ثمن. وإذا لم يُؤخذ هذا في الحسبان من قبل أولئك الذين يحددون الترتيبات- أي الأميركيين والروس وغيرهم- فسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى التدخل والقضاء على كل محاولة لبناء بنية تحتية إيرانية في سوريا. لن نسمح للإيرانيين وحزب الله باستغلال انتصارهم في الحرب الطويلة في سوريا للتركيز على "إسرائيل".
لا منصب رسمي لعميدرور اليوم، لكن لا تزال لديه إجراءات محددة في مكتب رئيس الحكومة. يمكن الاعتقاد أن الحكومات الأجنبية، التي تتابع ما يحصل في المنطقة، سجلت أمامها تصريحات كهذه. هوية المتحدث مريحة أيضًا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه. وبذلك، التهديد الواضح لإيران وحزب الله لا يُفسّر على أنه إعلان إسرائيلي رسمي، لكن في الوقت نفسه من الصعب تجاهله.
إسرائيل" تصعِّد من تهديدها على خلفية الوجود الإيراني في سوريا
كلام عميدرور جاء بعد يوم على الانتقاد العلني لرئيس الحكومة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت له روسيا والولايات المتحدة في جنوب سوريا. نتنياهو ومَن يسمَون "موظفين كبارا" أطلقوا، في مؤتمر صحفي إسرائيلي أثناء زيارته إلى باريس، تحفظين إثنين: الأول مفاده أن "إسرائيل" تعتقد بأن هذا الإتفاق يتضمن التسليم بالوجود الإيراني في سوريا، الذي يشمل قواعد برية، وآلاف المقاتلين، وخطط متقدمة لإقامة قواعد جوية، ومرفأ بحريًا في أراضي الدولة. أما التحفظ الثاني فمفاده أن لدى "إسرائيل" شكوكا بما يتضمنه الاتفاق- أي التعهد بإبعاد الإيرانيين وقوات حزب الله لمسافة حوالي 20 كلم عن الحدود في هضبة الجولان.
"إسرائيل" لا تعتقد بأن الوحدات الروسية؛ التي تشرف على تطبيق الإتفاق، ستمنع فعلًا انزلاق قوات إيرانية إلى مقربة من الحدود. في الأيام الأخيرة شوهدت وحدات شرطة عسكرية روسية على مقربة من مدينة درعا في جنوب سوريا، على مايبدو كجزء من قوات تطبيق وقف إطلاق النار، لكن المعنيين في "اسرائيل" لا يزالون يحاولون الاستيضاح حول كيفية وطبيعة الإشراف الروسي على نشاطات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وشركائه.
بعد كلام نتنياهو، سارعت موسكو إلى إصدار بيان تهدئة. قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا يأخذ بعين الإعتبار الإحتياجات الأمنية لـ"إسرائيل"، وإن تطبيق الاتفاق سيتم بالتنسيق معها.
على الرغم من أن هناك شكًا في أن "إسرائيل" ستقوم يوم غد بمهاجمة القواعد الإيرانية في سوريا، تتضح هنا نقطة خلاف، سيكون نتنياهو مستعدًا وللمرة الأولى لمواجهة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علنًا. الشكوك الإسرائيلية فيما يتعلق بأداء واشنطن في الساحة السورية تتعلق بجوانب عدة: التنسيق الروسي-الأميركي، المنحى الأميركي الذي يشير إلى تقليص الوجود العسكري في المنطقة بعد هزيمة "داعش" في المعركة على مدينة الرقة، وما يبدو وكأنه تسليم لترامب بتعاظم إيران في سوريا.
يبدو أن قرار الإدارة الأميركية بعد مرور سنتين على الاتفاق بأن إيران التزمت بتجميد برنامجها النووي، أثار أيضًا انزعاج نتنياهو. وإلى أن جاء البيان، أطلق الرئيس الأمريكي خطًا عدوانيًا ومريبًا حيال طهران. سارعت واشنطن إلى التغطية، بعض الشيء، على البيان عبر فرض عقوبات على 18 شخصية ومنظمة إيرانية ردًا على الدعم الإيراني للنشاطات في الشرق الأوسط، ومساعدة نظام الأسد وتطوير صواريخ باليستية.
الرسائل المخفية تعكس واقعًا مائعًا فيما يتعلق بسوريا وإيران. من هنا، على ما يبدو، فرْض الضغط هدفه حثّ الأميركيين على تحسين الاتفاقات التي تم الوصول إليها لصالح "إسرائيل".