ارشيف من :ترجمات ودراسات
أليكس فيشمان: يبحثون عن سلم
صحيفة يديعوت احرونوت - أليكس فيشمان
شخص واحد رشق حجرًا في البئر والف حكيم يحاولون الان اصلاح الضرر. البوابات الالكترونية التي اصبحت رمزًا لصراع ديني – قومي فلسطيني، ستختفي بالتدريج عن الحرم. هذه مجرد مسألة وقت. ما تفعله اسرائيل اليوم هو محاولة الخروج من هذه القصة بلا انتفاضة ثالثة.
نشر المجلس الوزاري المصغر يوم الجمعة بيانًا "جبانًا "، ترك للشرطة ولوزير الامن الداخلي – اللذين ارتكبا الخطأ – "ملف" البوابات وان يواصلا التوريط والتورط. عمليًا، جرى الحديث في المجلس الوزاري المصغر ايضًا عن الشروع في محادثات مع الاردنيين بحثًا عن حل. ولكن اهمها حفظ ماء الوجه.
يوم الجمعة فقط، في غضون عشر ساعات من العنف، قتل ثلاثة يهود وثلاثة عرب، اصيب 250، معظمهم فلسطينيون، واعتقل العشرات – "بينهم عرب اسرائيليون من الجناح الاسلامي الشمالي".
في القدس والضفة سجلت أكثر من 13 نقطة احتكاك، شارك فيها نحو 12 الف فلسطيني. ولا تزال، تلك الجهات في المؤسسة الامنية التي اتخذت القرار الشعبوي – الهاوي، في ابقاء البوابات الالكترونية في الحرم تواصل التنقيط للجمهور ان اعمال الشغب ليست بالحجم الذي يتم تصويره، والدليل، لم تندلع انتفاضة ثالثة ولم يقتل عشرات الاشخاص في الجانبين. غير أن طبيعة الانتفاضات هي أنها تنمو كالتسونامي: يستغرق وقتا الى أن تصل الى الشاطئ وتُغرق كل شيء.
في غرفة الطوارئ المشتركة التي اقامتها الاجهزة الامنية، كجزء من الاستعداد لمنع الانتفاضة الثالثة، تتراكم المعطيات، بما في ذلك اخطارات ملموسة بالعمليات، وتفيد أن الشارع الفلسطيني ناضج اليوم للعنف اكثر مما كان عشية موجة السكاكين في 2015. في ثلاث تقييمات للوضع اجراها وزير الامن في اثناء نهاية الاسبوع تقرر أن يركز الجيش الجهد على المحاور وعلى البلدات اليهودية. ولهذا الغرض فقد نشر، اضافة الى القوات العادية لقيادة المنطقة الوسطى، ست كتائب اخرى. وهي يفترض أن تشكل درعا ماديا يمنع العمليات من نوع القتل في حلميش وعمليات اطلاق النار على المحاور. فمثل هذه العمليات من شأنها ليس فقط ان تبعد كل حل محتمل، بل وايضا أن تشعل حماسة الوسط اليهودي المتطرف لاعمال انتقام.
حتى اذا ما وجد، حل ينهي الموجة الحالية، تستعد المؤسسة الامنية لـ "مجال الكبح": فترة زمنية تستغرق الى أن تخبو الموجة المتصاعدة – سواء في نقاط الاحتكاك في الميدان أم في الشبكات الاجتماعية. وسيتعين على الجيش، والشرطة والشاباك ان تبقي قوات في الميدان الى ان تبرد.
لقد أعلنت السلطة الفلسطينية عن وقف كل اتصال مع " اسرائيل" . إذ في اللحظة التي يبدأ فيها في التبلور حل ما للموجة الحالية، ستكون حاجة الى وجود افراد الشرطة الفلسطينيين في نقاط الاحتكاك في فترة "مجال الكبح". ومنذ الان يجري الشاباك اعتقالات بين السكان الفلسطينيين دون أن تنسق الخطوات مع اجهزة الامن المحلية. هذا لا يخلق فقط امكانية للتفجر مع افراد الشرطة الفلسطينيين، بل ان القطيعة تنقل ايضا رسالة خطيرة للسكان: مسموح ومرغوب فيه الصدام مع الاسرائيليين.
بين المعتقلين يوجد نشطاء ومحرضون دائمون، ينتمون لمنظمات مثل "شباب الاقصى" و "المرابطون" في الضفة، نشطاء في الحركة الاسلامية في "اسرائيل" وكذلك عشرات المحرضين والشركاء في المنظمات في الشبكات الاجتماعية، هنا وهناك.
كما أن القاتل من كوبر الذي ذبح ابناء العائلة في حلميش عثر عليه في الشبكة. فالوصية التي تركها عمر العابد على " الفيس بوك " استفزت مساء يوم الجمعة غرفة الطوارئ المشتركة التي اقامها الشاباك، الشرطة والاستخبارات. ولكنه كان متأخرا: حيث هرعت القوات بعد أن كان الرجل نفذ مأربه.
الدرس لا يعود بالضرورة الى ساحة الرد السريع بل الى "عائلة" القيود التكنولوجية التي ينبغي أن يوجد لها حل. في غرفة الطوارئ المشتركة تراكمت معلومات تشير الى أن للقاتل من حلميش توجد منذ الان مجموعة لا بأس بها من المقلدين، ويوجد سباق ضد الزمن للقبض عليهم، قبل ان ينطلقوا على الدرب.
في مقابلة قدمها منسق اعمال الحكومة في المناطق لـ "الجزيرة" امس قال ان " اسرائيل " مستعدة لان تفحص بدائل تضمن الا تقع عمليات في الحرم ودعا الدول العربية الى طرح بدائلها. وصباح يوم الجمعة مثل مبعوث عن رئيس الوزراء الى الاردن كي يجد ادوات غير ظاهرة للعيان، ولكن لا تزال تسمح بمتابعة الاشخاص والوسائل التي تدخل الى الحرم.
مع من لا توجد اتصالات؟ ابو مازن. "اسرائيل" لا تريد أن تصل الى حل يكون هو شريك فيه كي لا تعززه. ولكن لا يقل اهمية عن ذلك: "اسرائيل" ترى في الاتصالات مع المصريين ومع الاردنيين – والتي تجري بمشاركة الامريكيين – فرصة لصد الموجة المناهضة لـ " اسرائيل " المتصاعدة في الدول السنية – والتي توجد لـ "اسرائيل" معها علاقات رسمية وغير رسمية.
طالما لم يؤدِ الذراعان – السياسي الذي يبحث عن سلم ينزلها عن الشجرة، والعسكري الذي يحاول قمع العنف في الميدان، الى نتائج، فان موجة العنف الحالية لن تختفي. فتقويم الوضع هو ايضا حتى لو نشأت تهدئة مؤقتة ظاهرا، فانه سينفجر مرة اخرى.