ارشيف من :نقاط على الحروف
كرز عرسال والإجماع الوطني
أيام قليلة ويعود الأمن إلى عرسال ومحيطها، بعد أن تنجز المقاومة الإسلامية مهمتها في طرد المسلحين الإرهابيين من جرودها وتسلم المنطقة إلى الدولة اللبنانية كما فعلت بعد تحرير الجنوب اللبناني والبقاع الغربي من العدو الإسرائيلي في العام ألفين، لتمارس الدولة مهمتها الأساسية في خدمة المنطقة وحفظها وحمايتها.
أيام قليلة ويعود العرساليون إلى كروم كرزهم ومقالع صخورهم، آمنين مطمئنين، لا يحول بينهم وبين أرزاقهم إرهاب حرمهم منها طوال أعوام مضت، بينما ينصرف المقاومون إلى مهام أخرى تنتظرهم في لبنان وسوريا، مواصلين ما بدأوه في حفظ الوطن من العدو الإسرائيلي ومشاركين الجيش السوري مهمة القضاء على الإرهاب في سوريا.
أما الحديث عن توريط الجيش اللبناني في هذه المعركة، فتعالوا نسأل من الذي يورط الجيش أو يحاول توريطه في كل مرة؟ من الذي أراد توريط الجيش وإدخاله في معركة مع المقاومة يوم طُلب من قيادة الجيش إرساله الى الجنوب بعد عدوان تموز 1993 لولا حكمة قائده يومها العماد إميل لحود؟ ومن الذي ورط الجيش وأراد أن يشعل حرباً بينه وبين المقاومة في الثالث عشر من أيلول من العام 1993 عند جسر المطار يوم خرج الناس متظاهرين رفضاً لاتفاق أوسلو بين السلطة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي، وجرى إطلاق الرصاص الحي عليهم ليستشهد من استشهد ويجرح من جرح، لولا حكمة قيادة المقاومة وحكمة قيادة الجيش؟
أما الإجماع الوطني الذي يتحدثون عنه في كل مرة يُحشرون فيها أو يُحشر أصدقاء لهم كإرهابيي النصرة، فمتى حصل إجماع على أمر في هذا الوطن منذ نشأته؟ هل كان هذا الإجماع في العام 1958 – إن لم نرد العودة إلى ما قبل هذا العام – يوم جرى استدعاء بحرية الجيش الأميركي إلى لبنان لدعم فريق ضد آخر؟ وهل كان هذا الإجماع يوم احتُلت العاصمة بيروت ومعها قسم كبير من الوطن من قبَل العدو الإسرائيلي وكان ما كان من مقاومين له ومتعاملين معه؟
حين يكون مصير الوطن على المحك، حين يهدد العدو الإسرائيلي أو الإرهاب اللبنانيين في أية منطقة كانت، من واجب كل شريف من أية طائفة أو منطقة من لبنان، أن يهبّ للمواجهة، أما الذي لا يشعر بالغيرة على الوطن ولا تستثيره الحمية، فليصمت على الأقل.