ارشيف من :نقاط على الحروف

المرزوقي.. وحقيقة استنجاده بالمارينز في تونس

 المرزوقي.. وحقيقة استنجاده بالمارينز في تونس

مازالت قصة طلب الرئيس المؤقت التونسي السابق المنصف المرزوقي، إلى القوات الأمريكية التدخل لمنع استهداف السفارة الأمريكية في تونس تثير جدلا واسعا في الساحة السياسية التونسية. فالتونسيون يتحسسون كثيرا من مسألة وجود قوات أجنبية على أراضيهم وذلك منذ أن خاضوا ملحمة تاريخية بعد الإستقلال لتحرير آخر جيوب الإستعمار الفرنسي، مدينة بنزرت في أقصى شمال البلاد وأقصى شمال القارة الإفريقية وقاعدتيها البحرية والجوية.

 المرزوقي.. وحقيقة استنجاده بالمارينز في تونس
المرزوقي في "برنامج شاهد على العصر" على قناة الجزيرة


وكان المرزوقي وفي حوار لقناة الجزيرة قد تحدث عن بطولات وهمية له وعن تقصير لقوات الأمن والجيش في تأمين السفارة الأمريكية من هجوم قام به أبناء التيار التكفيري. وتطلب الأمر ردا من وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي الذي كذب المرزوقي وأكد أن هذا الأخير قد طلب تدخل القوات الأمريكية وهو ما رفضه وزير الدفاع رفضا قاطعا على حد قوله وطالب بالكشف عن الوثائق المكتوبة التي تم تبادلها وهي التي ستكشف حقيقة ما حصل.

 فتح تحقيق

وفي هذا الإطار يرى تيسير ضيا الأمين العام للمركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق أنه "وجب على النيابة العمومية في تونس أن تسارع بالإذن بفتح بحث تحقيقي بعد تصريحات وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي بشأن استنجاد المرزوقي بالجيش الأمريكي لتأمين الحماية لسفارة بلاده"، وبحسب الباحث التونسي "الأمر يتعلق بأمن قومي إقليمي مغاربي وليس فقط بأمن قومي تونسي تحوم الشبهة حول إمكانية التلاعب به".
ويضيف ضيا: "لقد بدا أن هناك صدقاً في تصريحات وزير الدفاع الأسبق حين طالب بكل ثقة بالنفس بالإفراج عن المراسلات السرية التي تم تبادلها بين رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع والتي تظهر أن المرزوقي طالب فعلا بتدخل قوات أجنبية على الأراضي التونسية. ووجب بالتالي على القضاء أن يطلب الإطلاع على هذه الوثائق التي ستكون الفيصل في إدانة المرزوقي أو تبرئته في هذا الملف المثير للجدل باعتبار وأن التونسيين يتحسسون كثيرا من مسألة وجود قوات أجنبية على أراضيهم بعد أن ذاقوا ويلات الاستعمار".

واجب التحفظ

ويرى ضيا أنه "بقطع النظر عن استنجاد المرزوقي بالقوات الأمريكية من عدمه فإنه كرئيس جمهورية أسبق وضعته حركة النهضة في قرطاج في ظرف استثنائي وخاص، ما كان عليه أن يتحدث عن أسرار الدولة في وسائل الإعلام". ويؤكد أن "واجب التحفظ ضروري وليس اعتباطيا، لأن الدول الكبرى لا تفرج عن وثائقها الرسمية وأرشيفاتها للمؤرخين وغيرهم إلا بعد عقود من حصول الوقائع".
و يشدد في ختام حديثه على أن "المرزوقي يخطئ كثيرا في حق تونس سواء في الحكم أو خارجه ووجب عليه احترام الدولة التي ما زالت إلى اليوم تمنحه راتبا شهريا من أموال دافعي الضرائب التونسيين الذين يكدون ليل نهار لتحصيل لقمة العيش. كما أن وزير الدفاع الأسبق أخطأ حين صمت ولم يتحدث عن هذا الأمر إلا عندما استهدفه المرزوقي ضمنيا في "شهادته على العصر على الجزيرة" فالأمر ليس هينا ويتعلق بخيانة عظمى والمساس بالأمن القومي لتونس وجوارها".

 

2017-08-03