ارشيف من :آراء وتحليلات
المستقبل قلق من الانتخابات: الحريري يده على الجمهور وعينه على التحالف مع التيار الوطني
مما لا شك فيه، ان تيار المستقبل هو الطرف السياسي الأكثر قلقاً من نتائج الانتخابات النيابية في أيار من العام المقبل، حيث ترجح كل التوقعات بأن المستقبل سيخسر عدداً لا بأس به من نوابه، فكل التوقعات تؤكد ان عدد نواب كتلة المستقبل لن يتجاوز ال 20 نائبا في أحسن الاحوال، بينما هناك من يرجح ان يكون العدد اقل من ذلك.
تيار المستقبل قلق من نتائج الانتخابات
ووفق جهات سياسية متابعة فان هناك العديد من الاسباب والمعطيات التي ترجح هذه الخسارة لحزب المستقبل في الانتخابات النيابية المقبلة ومن أبرز هذه الاسباب والمعطيات الاتي:
1 _ وجود خلافات داخل قيادة المستقبل على كثير من المسائل المتعلقة بالاداء السياسي للحزب ويشكل فؤاد السنيورة "مايسترو" المعارضين لرئيس المستقبل سعد الحريري، ومن بين هذه المسائل ما له علاقة بالتحالفات الانتخابية المقبلة، فالسنيورة لا يشجع على التقارب القائم بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وحتى على العلاقة الجيدة بين رئيس المستقبل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما ان هناك ململة بين كوادر المستقبل ومحازبي التيار المذكور بسبب تراجع الخدمات التي كان يقدمها المستقبل لمحازبيه وانصاره ومنها لجوء الحريري الى فصل الاف العاملين في مؤسساته خاصة "اوجيه" لبنان و"اوجيه" سعودي نتيجة الأزمة المالية للحريري.
2 _ تراجع شعبية المستقبل ورئيسه في مناطق كانت تعتبر مناطق شبه مقفلة للحزب المذكور ومنها بالاخص طرابلس على سبيل المثال، وهذا التراجع ليس وليد اليوم، بل انه بدأ منذ ابتعاد الحريري عن لبنان بعد انتخابات عام 2009 وتراجع المساعدات التي كان يقدمها النظام السعودي للمستقبل، فهو حصل مثلا في الانتخابات الماضية على ما يقارب نصف مليار دولار، بالاضافة الى تنامي بعض التيارات المتطرفة نتيجة ما حصل في كل من سوريا والعراق من توسع كبير للتنظيمات الارهابية وقيام النظام السعودي بدعم هذه المنظمات على حساب المستقبل والحلفاء الاخرين.
3 _صعوبة حصول الحريري وحزبه على تمويل سعودي كبير لحملته الانتخابية، فالجهات السياسية تعتقد ان نظام ال سعود غير قادرين على دفع مبالغ كبيرة كما حصل في الانتخابات السابقة، وفي حال تقديمها دعما له سيكون متواضعا الى جانب دعم خصوم الحريري في غير منطقة كالوزير السابق اشرف ريفي ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في طرابلس وايضا في مناطق اخرى.
4_ طبيعة قانون الانتخابات الجديد الذي يمثل حدا مقبولا من التمثيل الصحيح بعكس قانون الستين الذي حرم فئات كثيرة من التمثيل في الندوة البرلمانية.
عمل الحريري على ازالة الفتور مع ولي العهد السعودي بهدف الحصول على تمويل يغطي نفقات الانتخابات
وانطلاقا من هذه الصعوبات التي تواجه المستقبل ورئيسه في الانتخابات المقبلة يسعى الحزب منذ اليوم من أجل كسب بعض الاوراق التي تمكنه من تقليل خسائره انتخابيا، ولهذا يتحرك على خطوط متعددة منها:
اولا _ السعي قدر الامكان من اجل حلحلة التململ داخل المستقبل وبين انصاره، ولهذا يقوم الحريري وقيادات المستقبل بزيارات وجولات في مناطق وجود الحزب من اجل "شدشدة" الوضع الشعبي.
ثانيا: محاولة الحريري وقادة حزبه التقرب من التيار الوطني الحر بالتوازي مع استمرار تحالفه مع "القوات اللبنانية" واخرين، حتى يمكن تشكيل لوائح كبيرة قادرة على الحد من الخروقات. كما ان الجهات السياسية تعتقد ان الحريري سيضطر لاجراء مصالحة مع النائب وليد جنبلاط لاحقا.
ثالثا: محاولة ازالة الفتور مع ولي العهد الجديد في السعودية محمد بن سلمان بهدف تحضير الاجواء للحصول على التمويل المطلوب للانتخابات النيابية او على الاقل الحصول على تمويل مقبول يجنبه التعرض لخسائر كبيرة في الانتخابات النيابية.