ارشيف من :ترجمات ودراسات
NRG: نتنياهو بدأ يدفع ثمن غطرسته
موقع nrg -أريئيل كهنا
خرج بنيامين نتنياهو من الانتخابات الأخيرة بنتيجة واحدة: "أنا".. ظهر وكأنه يقول لليسار والإعلام والنخب وحتى زوجته متغنيًا بنفسه: "إنني أنا الكبير"، فهو قام للمرة الرابعة بما لا يمكن فعله عندما فاز وحده بالانتخابات.
الأسباب السياسية ليست وحدها التي دفعته إلى الاعتراف بـ"قيمته"، بل أيضًا الأسباب الأمنية والاقتصادية والسياسية. سنوات حكم نتيناهو تميزت بالازدهار الاقتصادي، التكنولوجي، الهدوء الأمني نسبيًا، وبقفزة سياسية تتناقض تمامًا مع كل نبوءات الغضب. بسبب ذلك وأكثر، ما زال نتيناهو يأكل دون ملح كل من يطمح لوراثة كرسيّه.
هذا الوضع قاد نتنياهو على ما يبدو للإصابة بالضعف الذي يُميز بعض القادة "الكبار".. إنها الغطرسة. مَن يعتبر نفسه شخصية لا تحتاج للآخرين، سيكتشف يومًا ما أن الآخرين غير مستعدين أيضًا للمشاركة في اللعبة. هناك أسباب للتفكير بأن نتنياهو قال الحقيقة الواضحة حين أقسم بأن لا علاقة له بقضية الغواصات. مع ذلك، مَن مثله يعلم بأننا أحيانًا ندفع ثمن التصورات وليس الأفعال. يكفي أن يُدان أحد مقربيه بأفعال جنائية لكي يصاب هو بذلك أيضًا.
نتنياهو
يبدو أن نتيناهو يميل لنسيان كل إخفاقاته وتذكر "نجاحاته" فقط. على سبيل المثال، بعد تجميد البناء في المستوطنات عام 2010، نتنياهو توجّه إلى الولايات المتحدة حين عزم على عدم الموافقة على تجميد ثانٍ، لكن لقاءً طويلًا مع هيلاري كلينتون، التي كانت حينها وزيرة خارجية في إدارة أوباما، "ذوّبه" كالزبدة.
سنوات الحكم الثماني الأخيرة لنتنياهو تميزت بإخفاقات أخرى لا يُستهان بها، مثل فشل منع تسلح إيران بالنووي، الذي هو الهدف الأسمى له، والتوجه للمحكمة الدولية في لاهاي، قرار 2334 لمجلس الأمن وغيرها. وهذا أيضًا جزء من إرث من يرى نفسه انتصر وحده على الجميع.