ارشيف من :آراء وتحليلات

تونس.. و’موسم الحج’ إلى دمشق

تونس.. و’موسم الحج’ إلى دمشق

اتفق جل الخبراء والمحللين والمهتمين بالشأن التونسي على أن الزيارات المتكررة التي يقوم بها نواب ونشطاء مجتمع مدني ومسؤولون سياسيون تونسيون إلى دمشق تقيم الدليل القاطع على أن عموم الشعب التونسي يتخندق مع الدولة السورية التي تواجه مخططا تدميريا غربيا في إطار ما يسمى الربيع العربي. وأدوات هذا المخطط هي دول إقليمية دأبت منذ عقود على تنفيذ المخططات الصهيونية في المنطقة إضافة إلى التنظيمات التكفيرية التي عهد لها بمهمة تفكيك الدولة السورية وإنهاك الجيش العربي السوري باسم ثورات وهمية.

تونس.. و’موسم الحج’ إلى دمشق

بشار الاسد

ويقوم هذه الأيام وفد برلماني تونسي جديد بزيارة إلى دمشق وسبقه وفد رفيع المستوى من الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر وأعرق المنظمات التونسية المؤثرة في المشهد السياسي. وللاتحاد تأثير كبير على قوى اليسار في تونس وعلى التيار القومي العروبي ويحظى باحترام واسع لدى أبناء التيار الدستوري باعتباره كان معهم جنبا إلى جنب في معركة التحرر من الاستعمار الفرنسي، كما أن الاتحاد رعى في الماضي القريب الحوار الوطني التونسي الذي أنقذ البلاد من حرب أهلية محققة كانت البلاد قاب قوسين أو أدنى من الاكتواء بلهيبها بعد اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
معارضة نهضوية

وتحظى هذه الزيارات بمعارضة شديدة من قيادات حركة النهضة ومن المنتمين إليها، بخلاف غالبية الطيف السياسي التونسي. ويتعرض النواب الذين يذهبون إلى سوريا ويلتقون الرئيس الأسد وبعض أركان النظام إلى هجمات شرسة من نظرائهم المنتمين إلى حركة النهضة.

وكان النائب النهضوي ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري قد صرح في وقت سابق بما مفاده أن هناك تونسيين يقاتلون مع النظام السوري وجبت محاسبتهم مثلما تتم محاسبة من يقاتلون ضد النظام. وبالتالي فقد ساوى النائب والوزير النهضوي بين الإرهابيين وبين من يقاتلون ضد مخطط تدميري يستهدف بلدا عربيا شقيقا لطالما كانت علاقاته بتونس متميزة ومتطورة إلى أبعد الحدود.

ملف المغرر بهم
وتكمن أهمية الزيارة الأخيرة للوفد البرلماني التونسي في وجود النائبة ليلى الشتاوي التي سعى نواب حركة النهضة إلى إقصائها من رئاسة اللجنة البرلمانية المكلفة بملف الشباب التونسي المغرر بهم الذين تم إرسالهم للقتال مع التنظيمات الإرهابية. ومنذ مدة والنائبة تكشف العديد من القرائن والأدلة على تورط أطراف حكمت زمن الترويكا وما زالت تشارك في الحكم إلى اليوم في التغرير بالشباب التونسي وتسفيره إلى سوريا خدمة لأجندات إقليمية ودولية تورطت فيها هذه الأطراف. ويبدو أن سفر النائبة إلى دمشق ولقائها بتونسيين في السجون السورية تورطوا في إعمال إرهابية سيزيد من كشف الكثير من الحقائق.
ويشار الى أن أغلب النواب والمسؤولين ونشطاء المجتمع المدني الذين زاروا دمشق اعتذروا عن وجود إرهابيين تونسيين يقاتلون في سوريا وأكدوا أن هؤلاء لا يمثلون التونسيين الذين عرفوا على الدوام بمساندة حركات التحرر والتخندق مع محاور المقاومة للمشاريع الاستعمارية في المنطقة وعدم التآمر على أشقائهم.

 

2017-08-09