ارشيف من :ترجمات ودراسات
’معاريف’: ’اسرائيل’ تخطّط لحشر ’حماس’ في الزاوية
صحيفة "معاريف" - يوسي ميلمان
ينشغل الإسرائيليون هذه الفترة بالحديث عن أحد المشاريع الكبرى والتحديات التكنولوجية التي تبلغ كلفتها ثلاث مليار شيكل. هذا المشروع المدني العسكري يتضمن عناصر تكنولوجية وهندسية غير مسبوقة حتى على المستوى العالمي. ومع إنجازه بعد نحو سنتين، سيحاط قطاع غزة بحائط إسمنتي تحت الأرض وبجدار عالٍ سيصعّبان على حركة "حماس" حفر الأنفاق الى داخل أراضي الضفة.
بعد جولة أجريتُها على طول الحدود مع قطاع غزة، يتبيّن أن مشروع هذا العائق لن يكون بريا فقط – فالجيش الإسرائيلي ووزارة الأمن (الحرب) المسؤولان عن المشروع ينويان بناء عائق بحري. يدور الحديث عن إقامة مصافٍ على حدود القطاع وجدار بارتفاع ستة أمتار، تركب عليه وسائل استخباراتية تجعل من الصعب على وحدات "حماس" البحرية التسلل الى الأراضي التي تسيطر عليها "اسرائيل"، كما حصل خلال عملية "الجرف الصلب" قبل ثلاث سنوات.
العائق، الذي يُبنى بإشراف رئيس مديرية الحدود في وزارة الأمن (الحرب) والجيش الإسرائيلي العميد عيران اوفير بالتعاون مع قيادة المنطقة الجنوبية، سيتضمن ثلاثة عناصر:
- حائط مسلح من الإسمنت والحديد على عمق يمتدّ الى عشرات الأمتار في أعماق الأرض، تربط به أجهزة تنصّت. وستكون غايتها تشخيص الاصوات والتموجات لحفر الانفاق في باطن الارض.
- جدار علوي سيُقام بارتفاع ستة امتار على طوله تبنى وتنصّب أبراج رقابة، كاميرات ومواقع قيادة ورقابة.
- منشأة تحكم مركزية في قاعدة خلفية.
كلفة الكيلو متر الواحد من العائق بكل عناصره تصل الى قرابة 42 مليون شيكل. وقد بدأت الاشغال قبل بضعة اشهر وهي تنقسم الى مقاطع.
أربع شركات فازت في العطاءات: دانيا سيبوس، سوليل بونيه، بولتسكي والاخوان غباي. بعض الشركات الفائزة ارتبط بمقاولي بنى تحتية وعتاد ثقيل من خارج البلاد، ضمن آخرين من إيطاليا وإسبانيا. بعد ثلاثة أشهر، عندما ستدخل الأعمال في مرحلة متسارعة، سينتشر نحو ألف عامل على طول الحدود التي يمتد طولها الى 65 كيلو متر. أمّا الجيش الاسرائيلي فسيوفّر لهم الحراسة.
طريقة تنفيذ العمل هي الحفر الى أعماق الارض بآلات خاصة. بعد ذلك يتم إنزال مبنى حديدي الى الحفريات. ومن أجل منع انهيار الحفريات في الأرض، التي هي رملية في معظمها، يتمّ ضخّ معدن يسمى بيتونايت، يستورد من أوروبا ويعمل كمادة كاتمة. بعد ذلك يصبّ في الحفريات الأسمنت المسلح، الذي سيشكل العائق المادي. والى حائط العائق، تدخل أجهزة ذكية من إنتاج شركة "البيت" الإسرائيلية المتخصصة في تشخيص أيّ ضجيج تحت الأرض يشهد على حفر الانفاق من قبل "العدو".
كل عناصر العائق الأرضي والعلوي اجتازت سلسلة فحوصات متشددة أكدت فعالية التكنولوجيا المستخدمة، لكن حتى لو لم تنجح الأخيرة في كشف عمليات حفر الانفاق فإن الحائط الإسمنتي سيجعل من الصعب على الحافرين التسلل الى خارج أراضي القطاع.