ارشيف من :ترجمات ودراسات
’إسرائيل هيوم’: الإيرانيون في سوريا خط أحمر
صحيفة "إسرائيل هيوم" – عوديد غرانوت
ساعد الاتفاق الذي قاده الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على نمو الاقتصاد الإيراني وتوقيع عقود دولية دسمة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيران، على الرغم من الاتفاق، كانت ولا تزال "دولة عتبة" نووية، وستكون قادرة في غضون سنوات عديدة عندما تنتهي صلاحية الاتفاق على إنتاج أسلحة نووية دون قيود.
ما لا يقل خطورة هو "مساهمة" التحالف الغربي، غير المباشر، في التوسع الإقليمي للإيرانيين وحلفائهم في الشرق الأوسط. والتفسير بسيط: التركيز "المهووس" من قبل دول الغرب على الحرب لهزيمة داعش، مهد الطريق لتدفق حلفاء لإيران إلى الفضاء العراقي والسوري، الذي تم إفراغه من "المتمردين المتطرفين".
والنتيجة: للمرة الأولى منذ بداية الاضطرابات في الشرق الأوسط، تواجه "إسرائيل" خطر انتشار "الهلال الشيعي الصغير" على الحدود الشمالية. وهو قطاع من الأراضي يسيطر عليه حزب الله وحلفاء إيران، والتي تمتد من رأس الناقورة، في الغرب، إلى مثلث الحدود مع سوريا والأردن في مرتفعات الجولان الجنوبية.
هذا ليس تهديدا وجوديا، لكنه تهديد لا ينبغي التساهل معه. حقيقة أن "إسرائيل" فشلت حتى الآن في جهودها لإبعاد حلفاء إيران من المناطق المتاخمة للحدود في الجولان، كجزء من اتفاقات وقف إطلاق النار التي صاغتها روسيا والولايات المتحدة، تؤكد فقط خطورة المشكلة.
رئيس الموساد في استعراضه للوزراء للتهديد الإيراني محق في بعض تصريحاته. لا يمكن لـ "إسرائيل" وحدها أن توقف تعاظم قوة إيران النووية. وأي هجوم "إسرائيلي" على المنشآت النووية الإيرانية بدون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة يمكن أن يؤدي إلى فوضى في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، ليس نحن وبقية العالم، فقط، لكن الإيرانيين يختبرون أيضًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن. إذا أظهر ترددا تجاه كوريا الشمالية، فإن الإيرانيين سيرون في ذلك علامة على أنه مجرد نمر من ورق وعلامة على أنه لا يجب الخوف من الأميركيين. لكن ليس الأمر كذلك فيما يتعلق بالتهديد على الحدود الشمالية. إن الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع احتمال نشر قوات إيران وحزب الله، ليس فقط في لبنان، ولكن في مرتفعات الجولان، ايضا، هي منع وصولهم إلى المنطقة الحدودية مسبقا.
وبالنظر إلى القدرات العسكرية لهذه العناصر المعادية، فإن المقصود خط أحمر بالنسبة لـ "إسرائيل". إذا أخفقت القوى العظمى في ضمان ابعادها عن الحدود، يجب على "إسرائيل" أن توضح بأنها ستتصرف بمفردها إذا لزم الأمر، وبالتالي تغيير نمط الابتعاد عن أي تدخل عسكري في الحرب السورية.