ارشيف من :ترجمات ودراسات
مستوطنو الشمال مستاؤون من الجدار الإسرائيلي عند الحدود
تزداد مخاوف سكان المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية من تضرر القطاع السياحي بسبب جدران الباطون التي يبنيها جيش الإحتلال خشية من أي عمل أو تسلل لرجال المقاومة.
وقد اشار المستوطنون الصهاينة إلى أن هذه الجدران تغطي المناظر الطبيعية التي يأتي السياح لمشاهدتها ما يحوّل حياتهم الى ثكنة عسكرية.
موقع "والاه" الاسرائيلي لفت في هذا السياق إلى التحذيرات التي تطلقها حكومة العدو إزاء تعاظم قدرة حزب الله خلف الحدود، مضيفًا أن الخشية السائدة لدى "سكان الشمال" هي نتيجة ضعف الحماية من حزب الله على الحدود اللبنانية".
وجاء في تقرير لـ"والاه": "يوجد مَن هو غاضب من إقامة جدار الباطون، الذي بناه الجيش خلال السنوات الثلاث الأخيرة في أماكن مختلفة على طول الحدود، والذي يهدف إلى حمايتهم"، وتابع "هؤلاء السكان يخشون من المسّ بالمناظر الطبيعية الذي سيؤثر على السياحة، ويدّعون بأنهم لم يختاروا السكن داخل "قاعدة عسكرية".
ونقل الموقع عن مصدر في جيش الاحتلال قوله إن جدار الباطون الذي تمّ بناؤه على طول عشرات الكيلومترات والذي يبلغ إرتفاعه من سبعة إلى عشرة أمتار، هو جزء من عائق هندسي هدفه الحماية من إطلاق القذائف المنحنية المسار من قبل حزب الله على المستوطنات المحاذية للسياج. كما بُني ردًا على التصريحات حول نوايا المنظمة بالسيطرة على مستوطنات".
واظهر التحقيق الذي أجراه موقع "والاه"، أن الجيش يغيِّر في بعض الأحيان مسار الجدار المخطط، وفقًا للأصوات المنددة التي تُسمع في المنطقة. ففي مستوطنة زرعيت على سبيل المثال، يدعي المستوطنون بأنه بسبب الضغط الذي فرضوه، أزال الجيش جدار باطون كان قد وُضع مقابل المنازل وغرف الضيافة. وقال رئيس لجنة المستوطنة ونائب رئيس المجلس الإقليمي معليه يوسف، يوسي أدوني، "نحن لسنا قاعدة عسكرية.. المنظر الطبيعي هو أحد المزايا الكبيرة هنا".
وأضاف الموقع "في مستوطنة المطلة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن زرعيت، تبيّن أنه هناك نية لإقامة جدار باطون ما يعد معضلة كبيرة، لكن المسألة حُلت قبل أن يتمكن الجيش من بنائه".
من جهته، قال رئيس مستوطنة المطلة دافيد أزولاي إن "الجيش يرغب بتطويق كل المطلة بجدار من الباطون بـ270 درجة ونحن رفضنا ذلك وتحملنا مسؤوليتنا"، مضيفًا "قبل أن يتم بناؤه، توصلنا مع الجيش إلى إتفاق بأن يتم بناء الجدار فقط في الجانب الغربي من المستوطنة، حيث لا توجد أنشطة سياحية. وقد امتنع الجيش في نهاية المطاف، عن وضع جدار في الجهة الشمالية والشرقية من المستوطنة".
وأشار "والاه" إلى أن "سكان مستوطنة حانيتا الواقعة في الجليل الغربي يتفاخرون بعدم وجود أي جدار في مستوطنتهم، خلافًا لما هو حاصل مع سكان المطلة وزرعيت.
ونقل "والاه" عن المديرة التجارية في حانيتا أورلي غفيشاي قولها إن "الجيش أبلغنا أن هناك صعوبات في وضع أعمدة باطون بسبب طبيعة المنطقة الجغرافية. خط المنازل الأول للمستوطنة موجود على بعد حوالي سبعة أمتار فقط من سياجها الشمالي، وهو يشكل عملياً أيضاً الحدود بين إسرائيل ولبنان".
وأضاف الموقع أن جيش الاحتلال عمل بطرق أخرى لحماية المستوطنة، عبر وضع عائق هندسي، وتعرية الأشجار المكتظة القريبة من الحدود لتحسين قدرة تشخيص الحركات المشبوهة من الطرف الثاني للحدود"، وتابع أن "خطوة إضافية شكلت الجزء الأهم من العمل من ناحية الجيش، تمثلت بنحت الصخور، حيث تحولت إلى حائط بإرتفاع حوالي ثمانية أمتار، كي يشكل عائقا مهما إزاء تسلل مقاتلي حزب الله".
وأوضح الموقع أن المستوطنين لا يعتبرون أن هذا هو الحل الكافي، إذ قالوا إن الصخر لا يعطي جوابًا على إطلاق الصواريخ والقذائف على المستوطنة، وهو لا يمكن أن يحل مكان جدار الباطون، حيث أن طريق الوصول الوحيد نحن المستوطنة، لا يزال مكشوفاً أمام نيران حزب الله".
وقالت غافيشاي إن "برج الحراسة في الأراضي اللبنانية يشرف على حديقة الأطفال عندنا منذ أكثر من سنة".
(10:23:48 AM) ==========