ارشيف من :ترجمات ودراسات

’هآرتس’: لا وقت لترامب للانشغال بسوريا

’هآرتس’: لا وقت لترامب للانشغال بسوريا

هآرتس -  عاموس هرئيل

تستكمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم الذي أمر بشنّه على قاعدة سلاح الجو السورية في حمص. الأمريكيون أوضحوا أن ليس في نيتهم البقاء في سوريا بعد سقوط الرقة، خاصة أن صحيفة "واشنطن بوست" كانت قد كشفت في نهاية شهر تموز الماضي أن الرئيس الأمريكي قرر وقف برنامج تسليح الجماعات المتشدّدة.

 تتماشى الخطوة التي قام بها الرئيس الأمريكي مع مقاربة أوسع، فالإدارة الأمريكية تبدو اليوم وكأنها تقلّص اهتماماتها وحتى نشاطاتها العسكرية في الشرق الأوسط. بنظر واشنطن، يبدو تهديد كوريا الشمالية أمرًا ملحًّا أكثر، فيما ترامب منشغل بمشاكل داخلية افتعل معظمها بدءًا من التحقيق في علاقته مع روسيا وصولًا الى ردّه المتملّص هذا الأسبوع على العنف الجديد في فرجينيا.

 

’هآرتس’: لا وقت لترامب للانشغال بسوريا

كتب المحلّل المقرب من المخابرات الأردنية بسام بدارين هذا الاسبوع في صحيفة "القدس العربي" أن عمّان قامت بتسليح وتدريب "مليشيات درزية" وقبائل بدوية في جنوب سوريا كي تكون درعًا واقيًا في وجه النظام و"داعش" على حدّ سواء.. هذه الفصائل تلقت توجيهات بعدم التشويش على حركة الجيش السوري. بدارين أضاف أن الأردن قلق من انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة ومن الوجود المتزايد "للتنظيمات الشيعية" قرب حدوده.

هذه التطورات تُقلق "اسرائيل"، والمسؤولون الإسرائيليون يخشون من وجود تواصل جغرافي بتأثير إيراني من طهران مرورًا
بمركز العراق وشرق سوريا وانتهاء بدمشق وبيروت. العائق الأساسي الذي يعترض محور الحركة الرئيسي هذا يكمن في المدينة السورية تنف المحاذية لمثلث الحدود مع الأردن والعراق. وقد أنشأ الأمريكيون والبريطانيون هناك قاعدة كبيرة، لكن ليس واضحا الى متى ينوون البقاء.

في الوقت نفسه، مكّن دخول وقف إطلاق النار في هضبة الجولان حيّز التنفيذ، نظام الرئيس السوري بشار الأسد من ضخّ قواته الى المنطقة وبينها "تنظيمات شيعية". هذا هو التطور الذي حذرت منه "اسرائيل" الأمريكيين والروس عشية التوقيع على الاتفاق في شهر تموز الفائت. اذا استمر التوجه الحالي فإن معنى الأمر هو أنه سيكون لإيران سيطرة عسكرية حقيقية على الحدود الشمالية في لبنان بواسطة حزب الله وفي سوريا عن طريق "التنظيمات الشيعية" بدعم خبراء ورجال استخبارات من فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني.

هذا الأسبوع، أفادت "هآرتس" عن سفر وفد رفيع المستوى من جهاز الاستخبارات الى واشنطن برئاسة رئيس الموساد يوسي
كوهين، لبحث الوضع في جنوب سوريا، لكن إحباط "اسرائيل" من الامريكيين بعيد المدى ويتجاوز حدود سوريا. رئيس الموساد  عرض أمام الحكومة توسّع تأثير إيران في سوريا والعراق واليمن، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه في أشدود  "داعش خرج وإيران دخلت، ونحن نعارض بشدة وجود إيران وملحقاتها العسكرية في سوريا، ونحن سنقوم بكل ما يلزم من أجل الحفاظ على أمن "اسرائيل".

في المقابل، يبدو ترامب أقلً اهتمامًا.. صحيح أنه صادق على عقوبات جديدة ضد إيران الشهر الماضي على خلفية مشروع
الصواريخ البالستية الخاص بها، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقدرون بأن ليس لدى الرئيس الأمريكي نية للتصادم مع طهران، وأن معظم اهتمامه موجّه نحو النجاح في الحرب ضد "داعش"، وبعد ذلك سحب القوات الأمريكية من المنطقة.

 

2017-08-18