ارشيف من :ترجمات ودراسات
’يديعوت أحرونوت’: مراوغة أميركية في الملف السوري تقلق ’إسرائيل’
تطرّق الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية رونين برغيمان إلى نتائج زيارة الوفد الصهيوني إلى الولايات المتحدة الأميركية، مشيرًا إلى" القلق الصهيوني من رفض واشنطن الإلتزام بتضمين الاتفاق حول إنهاء الحرب السورية مسألة إجلاء القوات الإيرانية المنتشرة في سوريا عن أراضيها".
وبحسب ما نقل الكاتب عن مسؤولين صهاينة كبار في أجهزة الاستخبارات الصهيونية، فقد "قدّم الوفد الصهيوني معلومات استخباراتية حساسة وموثوقًا بها ومزعجة للغاية، تدعمها وثائق وصور تظهر صورة عن الانتشار الإيراني المتنامي في سوريا التي تشهد حربا صعبة منذ سنوات عدة".
كما تمَّ - بحسب الصحيفة - عرض المواد أمام الأميركيين استعدادًا للتسوية المتوقعة بين واشنطن وموسكو، التي من المفترض أن تضع حدًا للقتال في سوريا.
وفيما أوضح الكاتب أنّ" الزيارة استغرقت أيامًا عدة، أجرى خلالها الوفد لقاءات مع قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية ورجال مجلس الأمن القومي، ومبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط"، أشار الى أنّ الوفد ضم رئيس "الموساد" يوسي كوهين، رئيس شعبة الاستخبارات الجنرال هرتسي هليفي ورئيس القسم السياسي–الأمني في وزارة الحرب زوهر فلتي والسفير "الإسرائيلي" لدى واشنطن رون دريمر ونائب رئيس مجلس الأمن القومي إيتان بن دافيد".
وعن أجواء الزيارة، نقل برغيمان عن مسؤولين قولهم "إنها كانت مفصّلة ومهنية في ظل أجواء ودية"، إلا أنه" لفت إلى القلق الذي يسود "إسرائيل"، على خلفية رفض الأميركيين الالتزام بإجلاء القوات الإيرانية وقوات حزب الله، الحلفاء القدامى للرئيس السوري بشار الأسد عن الأرض السورية، كجزء من الاتفاق الروسي الأميركي المنتظر" وفق زعمه.
"يديعوت أحرونوت": مراوغة أميركية في الملف السوري تقلق "إسرائيل"
وخلال المحادثات قال أعضاء الوفد "الإسرائيلي" أمام الأميركيين "لقد استُدعينا إلى هنا للتحذير من نشر قوات حزب الله وإيران في سوريا، ولكي نوضح لكم بالضبط ما يحدث هناك. إذا لم يطرأ التغيير الملموس على نهجكم، وإذا لم تنخرطوا بشكل أكبر، وأكثر حزمًا، وأكثر عدوانية - فإنكم ستتركون الشرق الأوسط للإيرانيين برعاية روسية".
ونقل الكاتب أيضا عن أعضاء الوفد الذين عادوا من واشنطن نهاية الأسبوع قوله أنهم "لاحظوا لدى الأميركيين "نوعًا من الارتباك وعدم وجود خط واضح واختلافات في الرأي لدى الإدارة حول طبيعة الاتفاق المقبل، والاختلاف حول الصواب والخطأ في سوريا من أجل تحقيق الهدوء في المنطقة كلها"، وقال مسؤولون في الوفد أنّ "القضية بالنسبة لهم لا تزال مفتوحة".
وفي السياق نفسه، قال الكاتب "إنّ "إسرائيل" تخشى أن تستغل إيران وحزب الله الوضع لتحويل سوريا إلى محمية، ويعم القلق الرئيس إزاء نشر قوات إيران وحزب الله في الجولان السوري، على الحدود مع مرتفعات الجولان، بهدف فتح جبهة أخرى مع "إسرائيل" في حالة اندلاع حرب شاملة، بل إن مصادر الاستخبارات في "إسرائيل" وجدت إسمًا لتلك الحرب، وأطلقوا عليها "الحرب الشمالية الأولى"، على أساس التقييم الذي يرجح أن تشمل الحرب المقبلة سوريا ولبنان معا، بالتعاون مع القوات الإيرانية"، وفق الكاتب.
وتابعت الصحيفة "في "إسرائيل" يشعرون بالقلق بشكل خاص من أن تؤدي المشاكل الداخلية التي ينغمس فيها الرئيس ترامب، والأزمة مع كوريا الشمالية، إلى قرار أميركي بعدم القيام بعرض العضلات بشكل زائد في سوريا، والتراجع وترك "إسرائيل" تحت رحمة روسيا وسوريا وإيران وحزب الله".
وفي الختام، قال الكاتب "وعلى جبهة أخرى، تعتزم "إسرائيل" إرسال وفد مماثل إلى الكرملين في محاولة للتأثير على الرئيس فلاديمير بوتين لمنع التوسع الإيراني في سوريا، كجزء من الاتفاق المتوقع. وتعتقد "إسرائيل" أن هذه القوات ستتعزز بشكل كبير اذا لم تفعل القوى العظمى شيئاً لإنهاء الوجود الايراني في سوريا، وفي ضوء "الغمغمة" الأميركية قالت مصادر "إسرائيلية" في نهاية الأسبوع أن ""إسرائيل" تحتفظ في كل الحالات، بحق الدفاع عن نفسها" على حد تعبيرهم.