ارشيف من :ترجمات ودراسات

’يديعوت’: إيران توسّع الجبهة الشمالية

’يديعوت’: إيران توسّع الجبهة الشمالية

رئيس مجلس الأمن القومي السابق في كيان العدو اللواء احتياط غيورا إيلاند - صحيفة "يديعوت أحرونوت"

تعكس زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو اليوم خطرًا أمنيًا كبيرًا. الحرب في سوريا تقترب من نهايتها، ويبدو أن تحالف الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وإيران وروسيا هو الجانب الفائز. ولو كان هذا الانتصار سيؤدي فقط إلى استقرار نظام الأسد، لكان يمكن لـ"إسرائيل" قبول ذلك. لكن المشكلة هي أن إيران تطالب بتعويض عن الموارد العديدة التي استثمرتها في الحرب.

من الناحية العملية، تسعى ايران الى إنشاء "حزب الله 2" - قوة سيتم نشرها على مرتفعات الجولان، وستخضع لأوامر طهران. وعندما يحدث هذا، فإن أية مواجهات مع حزب الله ستؤدي إلى مواجهة أوسع تشمل الساحة السورية. وعلاوة على ذلك، فإن الأسد  سيلتزم بالمساعدة. وعليه فإن المواجهة مع حزب الله يمكن أن تؤدي سريعًا إلى حرب شاملة بين "إسرائيل" وسوريا.

الرافعة الإسرائيلية ضدّ هذا الاتجاه الخطير محدودة، فالدول تتصرف وفقًا للمصالح. ولن يساعدنا الشرح للإدارة الأمريكية أو للرئيس الروسي لماذا يعتبر التوسع الإيراني سيّئا بالنسبة لنا. كما لن تساعدنا حقيقة أن ترسيخ إيران وجودها في سوريا يزعج كل الدول "السنية" وخاصة تركيا والسعودية والأردن، فهي ضعيفة ولا تستطيع التأثير.

 

’يديعوت’: إيران توسّع الجبهة الشمالية

 

لمنع هذا الاتجاه الخطير يجب على "إسرائيل" القيام بأربعة أمور:


أولًا: إقناع الولايات المتحدة بتنفيذ "صفقة" مع بوتين، تنص على أن الولايات المتحدة ستتعاون مع روسيا لإلغاء العقوبات الاقتصادية ضدّها والاعتراف بوجودها في شرق أوكرانيا، مقابل منع روسيا الوجود الإيراني في سوريا.

ثانيًا: أن نوضح لروسيا بأن "إسرائيل" ستتصرف عسكريًا لمنع بناء قوة إيرانية بالقرب في مرتفعات الجولان. في العامين الماضيين، تمكنت "إسرائيل" وروسيا من التوصل إلى تفاهمات هادئة سمحت على ما يبدو للقوات الجوية الإسرائيلية بمهاجمة سوريا. بعد أن حققت روسيا ما تريده في سوريا، فإنها لا تملك مصلحة في حدوث تصعيد عسكري آخر من شأنه أن يعرض إنجازاتها للخطر.

ثالثًا:  تكرار الشرح لأصدقاء "إسرائيل" وأعدائها على حدّ سواء بأنه إذا بدأ حزب الله الحرب ضدنا، فلن تتوقف الحرب على محاربته وحده، بل ستكون شاملة بين "إسرائيل" والدولة اللبنانية، وهذا النهج صحيح وحكيم.. رسالة اسرائيلية بهذا المعنى من شأنها "أن تردع".

رابعًا: تعزيز علاقات "اسرائيل" مع سكان مرتفعات الجولان السورية بشكل يفوق المساعدات المقدمة إلى جرحى المجموعات السورية المسلّحة خلال الحرب، فالحاجة تتعزّز لإنشاء حليف حقيقي بالقرب من الحدود في الجولان.

خلاصة الأمر.. للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، يسود خطر حدوث تغيير استراتيجي سلبي في وضع "إسرائيل"، ومن المناسب تكريس كل ما يلزم من الاهتمام والجهود لهذا الموضوع.

 

2017-08-23