ارشيف من :ترجمات ودراسات
كيف تستذكر ’اسرائيل’ عملية أنصاريه البطولية؟
نقلًا عن موقع "والاه"
عشرون سنة مرّت على كارثة "الشييطت" (وحدة الكوماندوس البحري الإسرائيلي) في لبنان، أي عملية أنصاريه.يومها قُتل 11 مقاتلا من "الشييطت 13" ومقاتلًا من قوة الإنقاذ. وزير البناء والإسكان يوآف غالنت الذي كان قائدًا لهذه الوحدة عام 1996 أي قبل عام تحديدًا من وقوع "الكارثة"، عاد بالذاكرة إلى ليلة وقوع الحادثة التي تعدّ الأقسى في تاريخ "الشييطت".
يقول غالنت "عند الساعة الثالثة ليلًا، تلقيتُ اتصالًا ساخنًا من إيرز تسوكرمان الذي كان من أتباعي وصديقًا للمقدّم يوسي كوركين، نائب قائد "الشييطت" ومن ترأس القوة. في الاتصال أُبغلتُ عن مواجهة مميتة وعن وقوع قتلى، وربما كوركين من بين المصابين".
بلغ تعداد قوة الشييطت 16 مقاتلًا بقيادة كوركين. مهمة القوة اقتضت زرع كمين لمسؤول في حزب الله بالقرب من البلدة الساحلية أنصارية. انقسمت القوة إلى جزء متقدّم وآخر خلفي. بعد وصول المقاتلين إلى الأراضي اللبنانية، انفجرت فيهم عبوة جانبية ما أدّى الى فصل القوتين.
أسماء القتلى الإسرائيليين على نصب وضعه العدو عند شواطئ فلسطين المحتلة
غالنت يتابع "وصلتُ إلى عتليت قرابة الساعة السادسة صباحًا، تحديدًا مع وصول عتاد المقاتلين بالمروحيات. كانت العتاد مهشّمًا. رأيتُ أنه يحتوي أجسامًا كروية لعبوةٍ لم تحملها قواتنا. كانت هذه عبوات كليمغور التي يستخدمها "العدو". أدركتُ على الفور تورّط "العدو". حاولوا إخفاء الأمر، لكن الحادثة بدأت وانتهت بكمين لحزب الله زرعه بعد نشاط غير حذر لشعبة الاستخبارات. وكان الجيش الإسرائيلي قد أوضح قبل عدة سنوات أنّ الأمر يتعلق بكمين لحزب الله، نجح على ما يبدو باكتشاف استعداداته وقدّر محور حركة معيّن سيسلكه الجنود في إحدى الليالي. مختلف لجان التحقيق حقّقت في الحادثة".
انفجار العبوة أدّى إلى انقطاع القوة الأمامية عن القوة الخلفية التي تعدّ الأساسية وبلغ تعدادها 11 مقاتلًا. وفي وقت قصير، بدأ تبادل النيران، وانفجرت خلاله عبوة أخرى. قُتل 11 مقاتلًا، بينهم المقدّم كوركين، فيما أُصيب أربعة آخرون، أحدهم من القوة الخلفية.
قوة إنقاذ أولية بدأت بإجلاء القتلى والجرحى. وخلال عملية الإخلاء مرّت آلية بالقرب من القوة وفتحت النيران. أثناء المعركة قُتل الطبيب المرافق للقوة الرائد الدكتور ماهر دغش. قيادة سلاح الجو التي واكبت الحادثة من قاعدة هكريا في "تل أبيب"، ضغطت لإنهائها بأسرع ما يكون. على الرغم من ذلك، استمرت قوة الإنقاذ في أعمال البحث على الأراضي اللبنانية، ونجحت في تحديد مكان جثة رئيس العرفاء يوحنان هيلبرغ، وجثة رئيس العرفاء إيتمار إيليت بقيت هناك - وأعيدت إلى "إسرائيل" بعد حوالي السنة.
يخلص غالنت الى القول: "استخلصتُ العِبر لأنّه لم تقع أحداثًا كتلك منذ ذلك الوقت. في السنوات الأخيرة كانت هناك محاولة لنسب الحادثة إلى انفجار عبوات نتيجة عطل تقني، لكن كان لحزب الله معلومات استباقية. ويمكن أن نفهم من الصور أنّ كمين حزب الله شغّل عبوات أصابت القوة".