ارشيف من :ترجمات ودراسات
هآرتس: الهجوم المنسوب لـ’إسرائيل’ على سوريا رسالة للولايات المتحدة وروسيا
عاموس هرئيل - "هآرتس"
الحادثة التي حصلت فجر اليوم غرب سوريا، والتي نسبتها وسائل الإعلام الأجنبية إلى سلاح الجو الإسرائيلي حادثة إستثنائية، سواء من ناحية الهدف الذي هوجم أو التوقيت التي تم إختياره للعمل.
يأتي هذا بعدما قال قائد سلاح الجو اللواء أمير إشل في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" الشهر الماضي إن السلاح هاجم في السنوات الخمس الأخيرة الساحة الشمالية وساحات أخرى بنحو مئة مرة. هذه المرة، بحسب التقارير في سوريا، الهدف كان رسمي: منشأة لتصنيع سلاح كيميائي (بحسب رواية أخرى، مصنع صواريخ) يستخدمه نظام الرئيس بشار الأسد.
الهجوم المنسوب إلى "إسرائيل" حصل بتوقيت حساس. في نهاية شهر تموز، تمّ الوصول بإشراف روسي إلى إتفاق وقف نار جزئي بين النظام والتنظيمات المسلحة في سوريا. في الواقع، القتال إستمر في مناطق مختلفة، لكن بوتيرة منخفضة في أجزاء كثيرة ويشير الإتفاق إلى مواصلة منحى تثبيت النظام. الولايات المتحدة، التي إنخفض مستوى إهتمامها في سوريا، إستجابت للمبادرة الروسية. واشنطن وموسكو لم تتطرقا إلى الإحتجاجات الإسرائيلية التي تطالب بإبعاد إيران والتنظيمات المرتبطة بها عن منطقة هضبة الجولان.
لذلك، الهجوم المنسوب لـ"إسرائيل" الذي هو الأول منذ الإتفاق، من المفترض أن يُفسّر على أنه تلميح إسرائيلي للدول العظمى: يجب عليكم أن تأخذوا بالحسبان إعتباراتنا الأمنية. باستطاعتنا تشويش عملية تسوية مستقبلية في سوريا في حال أصريتم على إبقائنا خارج الصورة.
منذ بدء الهجمات المنسوبة لـ"إسرائيل" في كانون الثاني من العام 2012، لم يردّ النظام السوري على معظمها، بإستثناء حادثة واحدة في شهر آذار الماضي والتي أطلقت فيها صواريخ على طائرات إسرائيلية بعد شنها لهجوم على منطقة تدمر شرق سوريا.
حالياً الأسباب مختلفة. الأسد أكثر ثقة وهو على كرسيه ويتمتع بدعم روسي وإيراني قوي. "إسرائيل" ستضطر إلى التريّث في الأيام القادمة ورؤية كيف سيتعاطى المعنيون في موسكو وواشنطن وطهران مع التطورات الأخيرة.
في الخلفية، بدأت أول من أمس مناورة فيلق كبيرة في قيادة المنطقة الشمالية، التي تحاكي في جوهرها سيناريو حرب مع حزب الله. "إسرائيل" وضّحت بأن المناورة مخطّط لها منذ قرابة السنة وليس لديها أية نوايا حربية. حزب الله، إلى حد كبير مثل "إسرائيل"، يخشى من الحرب ويفضِّل تجنّبها، لكن الأمور في الشرق الأوسط تجري تمامًا بعكس ما يتمنون لها.