ارشيف من :أخبار لبنانية

"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"

"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"

خاص ـ الانتقاد.نت
لم توفر اسرائيل في حرب تموز سلاحا في ترسانتها المعززة أميركيا الا واستخدمته، الى درجة أن مخزون القنابل لديها نفد في منتصف الحرب، فسارعت الولايات المتحدة الى سد الحاجة الاسرائيلية عن طريق بريطانيا.

"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"ومنذ انتهاء عملية عناقيد الغضب الاسرائيلية ضد لبنان في العام 1996 وحتى مطلع العام الحالي، بلغت القيمة المعلنة لصادرات الأسلحة الأميركية الى اسرائيل 10 مليارات و190 مليون دولار. وفي العام 2005 وحده، بلغت قيمة المعدات العسكرية الاميركية المرسلة الى تل أبيب مليارين و760 مليون دولار، بالاضافة الى 629 مليون دولار في شكل خدمات صيانة وتدريب.

أما عن "المساعدات" العسكرية الأميركية الى اسرائيل، فبلغت قيمتها، منذ مطلع الألفية الثانية وحتى الآن، 17 مليارا و49 مليون دولار، عدا عن مبلغ مليارين و460 مليون دولار أقره الكونغرس الأميركي للعام 2007. مع الاشارة هنا الى أن آلية استيراد السلاح من الولايات المتحدة ـ بالنسبة لكل دول العالم ـ تمر عبر البنتاغون أولا، إلا في حالة اسرائيل حيث ترتبط المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بصلات مباشرة بشركات تصنيع الاسلحة الأميركية.

كما يمنع القانون الأميركي اجراء أي عقد لبيع أسلحة بين دولة وشركة أميركية اذا ما كانت قيمة المبيعات تقل عن الـ100 ألف دولار، الا في حالة اسرائيل التي لها الحق، بموجب الاتفاقات الثنائية، بشراء أسلحة بقيمة أقل من ذلك.

من جهة اخرى، فان اعتماد اسرائيل على العتاد الاميركي يعني الحاجة الدائمة الى الصيانة والخدمات الاميركية لتأمين أعلى مستوى ممكن من الاداء.

يمكن ملاحظة هذا الواقع في اليوم الثالث للحرب الاسرائيلية ضد حزب الله، حين دعمت وكالة التعاون الامني في وزارة الدفاع الاميركية طلبا اسرائيليا لشراء فيول للطائرات الحربية بقيمة 210 ملايين دولار. فمن المعلوم ان كمية مماثلة من الفيول لن تُسلم فورا، ولكنها ستسمح لاسرائيل في استبدال فيول الطائرات، التي كانت تقصف ضاحية بيروت، في أسرع وقت ممكن.

"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"علّق البنتاغون على الصفقة بالقول إن "عملية بيع الكمية المطلوبة من الفيول جي بي-8 ستسمح لاسرائيل بالحفاظ على قدرة وكفاءة طائراتها. سيُستهلك هذا الفيول في الطائرات التي تُستخدم للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. ولن تجد اسرائيل صعوبة في استهلاك الكمية الاضافية من الفيول".

وقد تنوعت الأسلحة الأميركية الصنع المستخدمة في الحرب من اسطول سلاح الجو الاسرائيلي الذي وقع على عاتقه خوض نصف الحرب من خلال 15 الف غارة جوية، بسبب التردد في زج القوات البرية، الى القطع البحرية التي تلقت ضربات موجعة فالمدرعات والدبابات التي تحولت الى أهداف ـ اختبارات لـ"مفاجآت" كان يطل بها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بين الفينة والأخرى.

سلاح الجو

اعتمدت اسرائيل بشكل كبير على طائرات " أف 16" الأميركية الصنع وتلك المحلية "كفير"، فضلا عن طائرات الاستطلاع ومختلف "المركبات الطائرة" التي لا تفارق سماء لبنان، علما أن الطائرات الاميركية الصنع في الاسطول الجوي الاسرائيلي، الذي استخدم معظمه في لبنان، تشمل:

236 طائرة حربية طراز "أف-16" صنعتها شركة "لوكهيد مارتن"، 89 طائرة حربية طراز "أف-15" صنعتها شركة "بوينغ"، 39 مقاتلة طراز "إي-4" صنعتها شركة "نورثروب غرانمان"، خمس طائرات  طراز "سي ـ130" مخصصة للنقل، 11 مروحية "سي ـ47" للنقل، 7 طائرات طراز "بي ـ 707" للنقل، ثماني طائرات طراز "غالفستريم جي ـ 550" للنقل، 22 طائرة "سيسنا"، 26 طائرة طراز "تي أي ـ 4" للتدريب، 95 مروحية طراز "كوبرا"، 41 طائرة شراعية بحرية، 48 مروحية "بلاك هوك"، 77 مروحية "بيل".

أما على صعيد طائرات التجسس، فقد ذكرت مصادر اعلامية غربية أن اسرائيل استخدمت طائرة التجسس الأميركية "اواكس". كما تجدر الاشارة الى تحليق مناطيد عدة وما يعرف باسم "بومبارديير" في أجواء لبنان ابان الحرب.

أما عن المروحيات الاسرائيلية، فهي اعتمدت بالدرجة الأولى على مروحية أباتشي الأميركية الصنع. كذلك، مروحيات مطورة من طراز "اباتشي لونغبو" المجهزة بأنظمة دفاع ذاتي واتصالات اسرائيلية كانت استلمتها تل ابيب من واشنطن قبل سنة من الحرب، وتم نقلها إلى قاعدة "رامون" الجوية في صحراء النقب. وتبلغ كلفة مروحية واحدة من هذا الطراز نحو 200 مليون دولار.

أما عن خصائصها فهي تمتاز بسرعتها التي تصل الى 265 كيلومترا ومدى 500 كيلومتر. يقودها طاقم مؤلف من طيارين اثنين، وهي مجهزة بصواريخ جو ـ ارض من طراز "هيلفاير" مسيرة بالليزر، وقذائف ومدفعية رشاشة من عيار ثلاثين ميلليمترا.

معونات التدمير

"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"بعد مرور 9 أيام على الحرب، ونتيجة لعدم قدرة الصواريخ والقنابل الاسرائيلية، بالرغم من غزارتها، على "قتل أي قيادي في حزب الله"، تصدت الولايات المتحدة لمساعدة اسرائيل في مواجهة جنوب لبنان والضاحية الجنوبية، فقررت ارسال 100 صاروخ من نوع GBU-28 على جناح السرعة إلى إسرائيل، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

حينها، كشفت صحيفة "غلاسكو هيرالد"، وهي الصحيفة الأولى في اسكتلندا، أن الصواريخ المئة هي جزء من صفقة تتضمن 500 صاروخ دقيق التصويب كانت الغاية الأساسية من اقرارها هي تمكين إسرائيل من توجيه ضربة استباقية على ايران ومنشآتها النووية عندما تدعو الحاجة لذلك، علما أن هذه الصواريخ المسماة أيضا BUNKERS BUSTERS والتي يتم توجيهها بالأقمار الإصطناعية والليزر، وبالاضافة إلى قدرتها التدميرية العالية، تحمل أنواعا مختلفة من المواد العالية القدرة على التفجير وقادرة على ترك آثار سامة في محيطها، وخاصة أن وزن القذيفة المماثلة يصل الى الفي كيلوغرام، وهي تُطلق من طائرات "اف 15" الأميركية أيضا، بهدف اختراق التحصينات والملاجئ بعمق يصل الى ستة أمتار في الاسمنت أو 30 مترا في التراب.

كذلك قدمت واشنطن كميات من القذائف والصواريخ تشمل: 350 قذيفة عيار 155 ميلمتر، 60 مدفع هاون متعدد الرؤوس، 444 صاروخ بحر- بحر طراز هاربون.

أما ذخيرة سلاح الجو فشملت القنابل "الذكية" و"الموجهة" والعنقودية.


القنابل الذكية‏

تحتوي القنابل العادية على المواد المتفجرة داخل حاوية موصلة مع دائرة كهربائية يتم ضبطها بساعة لتغلق مفتاح الإشعال عند الاصطدام بالهدف. وتشتعل المواد الشديدة الانفجار فينتج ضغط عال ودرجة حرارة مرتفعة تؤدي الى تدمير المنطقة المحيطة من خلال تطاير المواد الصلبة المكوّنة للقنبلة. وهذه القنابل لا تضم نظام توجيه أو تحكم عن بعد، وانما تنفجر عند ارتطامها بالأرض. أما القنبلة "الذكية" فهي تحتوي على:

- نظام المستشعرات الالكترونية.‏

- كمبيوتر التحكم وتوجيه القنبلة.‏

- أجنحة الطيران والتوجيه.‏

- بطارية تزويد الأجهزة الالكترونية للقنبلة بالطاقة الكهربائية.‏

ويمكن حصر أهم القنابل "الذكية" التي استخدمتها اسرائيل في حربها على لبنان بالآتي:‏

بوباي (AGM-142 Popeye):‏

هو صاروخ جو - أرض مباعد من صنع أميركي بمشاركة هيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية "رافائيل". يمتاز بفعاليته ضد التحصينات ويستخدم طرق توجيه متعدّدة إما بالتصوير بالأشعة ما دون الحمراء، او بالتلفزيون.

يمكن اطلاق هذا الصاروخ من الطائرة ف-4 (F-4)، ف-15 (F-15)، ب-52 (B-52) ف-111 (F-111).‏
الميزات العددية:‏

- الطول: 480 سم.‏

- الباع: 200 سم.‏

- البدن: 52 سم.‏

- الوزن: 1380 كلغ.‏

- نوع التوجيه: التصوير بالأشعة ما دون الحمراء IIR، بالتلفزيون TV، وصلة بيانات.‏

- المدى: اكثر من 110 كلم.‏

"هاف لايت" Have Lite :

هو صاروخ جو - أرض موجّه بدقة، تسوقه شركتا "لوكهيد مارتن" الأميركية وهيئة الصناعات العسكرية الاسرائيلية "رافائيل". يتم استخدامه لاصابة أهداف
(تحصينات، منصات صواريخ, جسور, سفن) على مسافات بعيدة.

يمكن برمجة هذا الصاروخ ليحلّق في مسارات أفقية وعمودية مختلفة، وليستعمل التوجيه المستقل في منتصف المسار بالاعتماد على الملاحة الجمودية بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "GPS"، ومن ثم يستقر الصاروخ على الهدف مستخدماً اداء عالياً للباحث بالتصوير بالأشعة ما دون الحمراء، وبالتلفزيون.

"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"الميّزات العددية:

- الدفع: الوقود الصلب.‏

- الطول: 424 سم.‏

- القطر: 53 سم.‏

- الباع الافقي (الأقصى): 152 سم.‏

- الباع العمودي: 107 سم.‏

- الوزن الكلي: 1125 كلغ.‏

- وزن الرأس الحربي (الخارق أو المشظّي): 454 كلغ.‏

- المدى المباعد: اكثر من 50 ميلاً بحرياً.‏

- الدقة: أقل من ثلاثة أمتار.‏

- يعمل في الليل بفضل التصوير بالأشعة ما دون الحمراء، ونهاراً بالتلفزيون.‏

- التحكم بالمسار: مبرمج للتحليق عمودياً وأفقياً ولزوايا المأثر.‏

سبايس (Spice) مجموعة التوجيه الدقيق المباعد للذخيرة (PGM):‏

مشتقة من بوباي (Popeye)، وبإمكانها تجديد المعدات الحربية الموجودة الى أسلحة جو - أرض موجّهة بدقة عالية.‏

سبايس هو قنبلة مستقلة ذات ذخيرة بتوجيه عالي الدقة (PGM)، وتتضمن  توجيهاً الكترو - بصرياً مستقلاً مع توجيه بواسطة الأقمار الصناعية.

الميزة الوحيدة التي تتميّز بها هذه القنبلة عن غيرها من القنابل المباعدة التقليدية هي قدرتها على استخدام ملاءمة المشهد بواسطة تحميل مسبق لعدة صور للهدف ومقارنتها مع الصورة الكهرو - بصرية التي تلتقطها القنبلة لحظة توجهها نحو الهدف.

كذلك، تعمل هذه القنبلة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي "GPS".

"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"تحلّق هذه القنبلة بسرعة 0,9 (ماخ) في جميع الظروف المناخية، وتمسح المنطقة المراقبة، وتقارنها باستمرار مع بنك الأهداف المحمّل مسبقاً على حاسبها الآلي. وعندما تتطابق صورة هدف من البنك مع صورة هدف في الوقت الحقيقي، يوجّه الباحث الموجود على متن القنبلة الى الهدف.

يبلغ مدى إسقاط سبايس الفعلي ستين كيلومتراً، ما يسمح للطائرة الهجومية بتدمير الهدف من دون أن تدخل في بقعة الخطر، وبإمكان اي طائرة ان تحمل عدة انواع قذائف وتختار الأهداف في أثناء تحليقها.

قنبلة جدام (JDAM):‏
أميركية الصنع. اسمها هو اختصار لـ"ذخيرة الهجوم المباشر المشترك".

تتمتع بمجموعة ذيلية توجّه بمعطيات الأقمار الصناعية، وصفيف من ألواح هيكلية تحسن زاوية الانزلاق. أما نموذجها الأساسي فهو قنبلة "GBU-31" برأس حربي تختلف زنة قنبلته بحسب الحاجة.

هذه المجموعة الذيلية تحوّل القنابل التقليدية "الغبية" إلى قذائف "ذكية" يمكن استخدامها حتى في الطقس الرديء. ويُعتقد أن دقتها في التصويب تقل عن عشرة أمتار عن الهدف. ولها نظام إرشاد مدعوم بنظام تحديد المواقع "GPS" بالأقمار الصناعية، وكمبيوتر للتحكم بأجنحة الطيران.‏

علما أن نظام "GPS" يستقي معلوماته عن موقع الهدف من الأقمار الصناعية ويحولها الى الكمبيوتر ليتم التحكم بأجنحة الطيران، وهذا يجعل القنبلة تهبط بنفسها على الهدف الذي تحمل إحداثياته من دون أن تعيقها الغيوم والسحب والغبار أو ما شابهها.‏

نظام بايفواي:‏
يتوافر في عائلات أربع هي: بايفواي 1 - 2 - 3 - 4، وبعدة أوزان منها:‏

- GBU - 22/B يزن 226 كيلوغراما، ويستخدم الرأس الحربي MK 82.‏

- GBU - 24/B يزن 907 كيلوغراما، ويستخدم الرأس الحربي MK 84.‏


- GBU - 24 A/B, B/B يزن 907 كيلوغراما، رطل ويستخدم الرأس الحربي الخارق BLU-109.‏

- GBU - 28 يزن 1814 كلغ، ويستخدم الرأس الحربية الخارق BLU-113. وهذا الأخير معروف باسم Bunker- Buster وقد طلبته اسرائيل من الولايات المتحدة خصوصا لدك أهداف مفترضة تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت.

يتم توجيه هذه العائلة من القنابل المختلفة الأوزان نحو الهدف بأشعة الليزر، ويجري التحكم بها بالزعانف والجنيحات المركبة في مقدّمها ومؤخرتها التي تشكل سطوحاً انسيابية. وتختار الهدف المطلوب قصفه إما الطائرة حاملة القنبلة، أو طائرة اخرى مرافقة او مراقب أرضي في حالات قليلة.

تُرسل الطائرة المقاتلة أشعة الليزر نحو الهدف وترتد عنه مُشكلة مخروطاً مقلوباً، فتُسقط الطائرة المهاجمة القنبلة في المخروط. يتعرّف كومبيوتر القنبلة الى الهدف ويقوم بمعالجة المعلومات ويحسب الكترونياً توجيهات التحكم المناسبة لإرسالها الى السطوح الانسيابية المتحركة لتقوم بالتعديلات اللازمة في مسار القنبلة نحو هدفها، وما ان يتم تصويب أجهزة الليزر على الهدف حتى تحافظ القنبلة على وضعها حتى لو تحرّك الهدف أو مصدر الليزر من مواقعهما. غير أن القنبلة تحتاج الى تحديد مستمر للهدف، أي أن يظل مضاءً بأشعة الليزر في جميع الأوقات حتى اللحظة الأخيرة وإلا فإنها ستضل طريقها. وبإمكان الغيوم والدخان والضباب أو حتى المطر الغزير عرقلة أو حجب رؤية المخروط المنعكس الباهت، ما يؤدي الى عدم اصابة القنبلة للهدف.

القنابل العنقودية‏
"مساعدات" واشنطن "الذكية" لتل أبيب لم "تقتل أي قيادي في حزب الله"هي عبارة عن قنابل ضخمة الحجم تنشطر الى عدد هائل قد يصل الى المئات من قنابل أصغر حجماً وشديدة التأثير. وهناك الكثير من أنواع القنابل العنقودية يصل الى 208 أنواع. وعلى الرغم من هذا العدد الهائل إلا أن كيفية عملها متشابهة، لكنها تختلف من حيث الحجم وكيفية الاطلاق، اذ يمكن إطلاقها كقذائف صاروخية باستخدام المدفعية الأرضية، كما يمكن إسقاطها على الأهداف المختلفة من الطائرات.‏
أما القذائف التي استخدمتها اسرائيل في جنوب لبنان، فهي عبارة عن مقذوفات مدفعية اميركية الصنع من طراز "أم 483" عيار 155 ملم، ويحمل المقذوف الواحد أربعاً وستين قنبلة من طراز "أم 42" وأربعاً وعشرين قنبلة من طراز "أم 46".

تتكوّن القنبلة العنقودية من ثلاثة أجزاء رئيسية هي غلاف معدني خارجي يختلف حجمه وشكله باختلاف نوع القنبلة وطريقة إطلاقها أو إسقاطها. ويتصل بالذيل أربع من الزعانف تعرف باسم الموزع التكتيكي، مهمته نشر القنابل الأصغر حجماً الموجودة داخل ذلك الغلاف، سواء كان ذلك الغلاف صاروخاً أطلقته المدفعية الأرضية أو مقذوفاً من طائرة. ويتم مسبقاً ضبط الارتفاع الذي تفتح فيه أغطية القنابل الأصغر حجماً من بين عشرة خيارات تراوح بين مئة وألف متر. وتوجد تلك القنابل الأصغر حجماً مغلّفة داخل الجسم المعدني الخارجي. وعندما يصل الصاروخ أو المقذوف الى الهدف أو الارتفاع المحدّد له ينفتح الغلاف المعدني الخارجي وتخرج منه القنابل الأصغر حجماً. وتقوم زعانف الذيل للجسم الخارجي بتدوير القنابل الأصغر حجماً في أثناء سقوطها. وتتغيّر سرعة الدوران ست مرات في مراحل السقوط وقد تصل الى 2500 لفة في الدقيقة.

تنتشر القنابل على منطقة توازي مساحتها عادة 200×400 متر. وكلما زاد الارتفاع الذي تنفتح عنده تلك الصواريخ أو المقذوفات وزادت سرعة دوران القنابل الأصغر، زادت مساحة الأرض المستهدفة بتلك القنابل.

أما القنابل الأصغر حجماً الموجودة داخل الغلاف المعدني الخارجي فهي تشبه العلب المعدنية، وارتفاع الواحدة منها عشرون سنتمترا وقطرها ستة سنتيمترات. لها غطاء ينفصل تلقائياً ويخرج من تحته شريط من القماش أو النايلون يعمل كمظلة يقلل من سرعة القنبلة ويعدل من وضعها بحيث تسقط على الأرض بشكل عمودي لتكتسب قوة ارتطام تكفي لتفجيرها، فهي تحتاج حتى تنفجر ان ترتطم بالأرض أو بجسم صلب بزاوية تراوح غالباً بين 65 و90 درجة. أما إذا ارتطمت بالأرض بزاوية غير مناسبة، أو هبطت فوق مستنقعات أو أرض شديدة الرخاوة أو مسطحات مائية أو تعلّقت شرائطها بالأشجار، فإنها لا تنفجر على الفور وتصبح ألغاماً تصيب المدنيين لاحقاً.‏

يضم بعض الأنواع الأحدث من القنابل العنقودية مثل "CBU 103" تقنيات حديثة في منطقة الذيل تساعد على تصحيح حركة القنابل، وتعويض تأثير الرياح على اتجاه القنابل حتى تصل الى هدفها المحدّد في حال وجود رياح شديدة. وتمثل تلك القنابل الأصغر الموجودة داخل الصاروخ خطراً ثلاثياً داهماً على الأفراد والمركبات العادية والمدرّعة، فالقنبلة "BLU-97" مثلاً تسبب دائرة انفجار قطرها ستة وسبعون متراً، وتحمل شحنة من المتفجرات ذات شكل يسمح لها باختراق دروع الدبابات والسيارات المدرعة الى عمق 17 سم. أما غلافها فيتشظى عند الانفجار الى 300 من الأجسام المعدنية المدبّبة والحادة السريعة الانطلاق التي يمكنها أن تصيب الأفراد على بعد 150 متراً.

كما ان لهذه القنابل تأثيراً حارقاً يتمثل في وجود مادة "زركونيوم" الحارقة مع المادة المتفجرة في القنبلة التي تنشر شظايا ملتهبة شديدة الاشتعال قادرة على إشعال النيران في أي مركبات قريبة، ما يجعل هذه القنابل سلاحاً متعدد التأثير. وبعض هذه القنابل مزوّد بأجهزة كشف حراري بحيث يتعقب المركبات ويهاجمها، والبعض الآخر يستهدف الأفراد أو يستعمل لنشر الألغام. وبإمكان شحنة المتفجرات في هذه القنابل اختراق مدرّعة تبلغ سماكتها حوالى 17 سم.‏
الانتقاد/ العدد1295 ـ 2 أيلول/ سبتمبر 2008

2008-09-02