ارشيف من :نقاط على الحروف

ديني .. وأحرار العالم ـ خالد رزق

ديني .. وأحرار العالم ـ خالد رزق

خالد رزق
كاتب صحفي - مساعد رئيس التحرير جريدة الأخبار المصرية

ربما يكون لأني من أبناء الإسماعيلية التي شكل الاستعمار ومقاومته وشكلت الحرب بخسائرها وانتصاراتها وكل ويلاتها ومآسيها وجدانهم.
ربما لأني ولدت حيث المهجر القسري في زمن النكسة، ربما لأني عرفت أولى خطواتي في الدنيا على مجالس لا صوت فيها إلا صوت المعركة، ولا طريق مقبول فيها غير طريق النصر..
وربما لغيره مما طبع في نفوس وعقول أهالي محافظات القناة من مفاهيم صحيحة ترسخت عن الصمود والمقاومة والكفاح والنضال الوطني كطرق طبيعية لا تعرف الشعوب والأمم الحرة بديلاً لها لمواجهة الاستعمار والاحتلال والعدوان، وانتزاع الحقوق والسيادة على الأوطان (أراض وسماوات وبحار مجللة باستقلال القرار) .. أجدني متفهماً محترماً ومقدراً لحزب الله اللبناني.
 ربما لكل ذلك ولأكثر أؤمن بدور الحزب كفصيل وطني مقاوم وجد طريقه ليتشكل بالدنيا واعتمد الكفاح المسلح طريقاً، و"كتعبير" عن ضرورة وحاجة وحالة إنسانية وطنية صرفة في دوافعها الرافضة للاحتلال والعدوان ووجودهما السرطاني في لبنان أولاً للطبيعة الوطنية المباشرة للأمر وفي باقي الأراضي العربية من فلسطين وسوريا ثانياً .. فالحزب المقاوم وهذا هو الموقف والدور الطبيعي للتنظيمات المقاومة الطامحة إلى إحداث تغييرات ثورية.. لا يقبل مساومة في الحقوق، وهو بذلك يختلف عن التنظيمات السياسية التي تعتنق التنازلات والاتفاقات والصفقات نهجاً لإدارة الأوطان أو التعايش على همومها في أكثر الحالات، ـ حتى ـ  وإن أجحفت حقوق العامة والأوطان...

ديني .. وأحرار العالم ـ خالد رزق


ولهذا حافظت جماعة حزب الله على إيمانها بثوابت ومبادئ وطنية أولها حرية وطنها الأم (لبنان) وسيادته واستقلال قراره، وثانياً اعتناق تحرير الأراضي العربية المحتلة كلها، كهدف لحزب الله إن استطاع المساهمة فيه، مع تنسيق عناصر القوة مع دول الطوق العربي وهي مبادئ عمل الحزب على تطبيقها.
ومؤخراً خلال الأعوام التي مضت من العقد الحالي أضاف الحزب مبدأ مهم هو محاربة الإرهاب والدفاع عن حق المجتمع في الحياة والتطور، ومن هنا كانت مناصرته القوة الثانية الأكبر ضمن دول الطوق (سوريا) في مواجهة حرب عدوانية استهدفت هدم الدولة وتقسييم البلاد.
متحيز أنا إلى حزب الله .. نعم وهو انحياز من يؤمن بالحرية وبحقوق المجتمعات في الأمن وبحقوق الأوطان في السيادة واستقلال القرار، وأرى فيه التعبير عن حالة وطنية لبنانية خالصة وإن تلقى الدعم من ما وراء الخليج، فمن ذا مد يده ليمكنه من الدفاع عن الأرض سوى هذا الجار القريب إيران، والشقيق الأقرب سوريا، اما بعضنا نحن العرب فحاربه، أعتقد كرهاً في ما يمثله ويفضحهم أمام شعوب يضللونها .. !!
حزب الله شيعي في أعمدته ولكنه يضم وينتمي إليه ويناصره سني وشيعي ومسيحي وحتى بدون وأياً ما كان طالما وطنياً مخلصاً مؤمناً باستقلال بلاده وبالحرية ..
شخصياً وأنا مسلم لا يعترف بالتصنيفات والمذاهب لا يحكمني في قضايا وطني دين ومذهب .. في قضايا المصير والحياة والحرية، الوطن والإنسان هما ديني وكل أحرار العالم أنصاري.

 

2017-09-11