ارشيف من :ترجمات ودراسات

خلاف سياسي في الكيان حول الضغط على ترامب لإلغاء الإتفاق النووي مع طهران

خلاف سياسي في الكيان حول الضغط على ترامب لإلغاء الإتفاق النووي مع طهران

أشارت صحيفة "هآرتس" الصهيونية الى أنّ" خلافات جوهرية تغزو المستوى السياسي وبشكل خاص  بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، مع مسؤولين رفيعي المستوى في ما يُسمى "المؤسسة الأمنية"، حول مسألة إذا كان يجب على "إسرائيل" أن تدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الإعلان عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني".

وقالت الصحيفة "إن نتنياهو وليبرمان يعتقدان أن الإنسحاب الأميركي من الإتفاق سيخدم "إسرائيل"، بينما تتحفظ "المؤسسة الأمنية" على ذلك".

وفي هذا السياق، سيبلغ ترامب الكونغرس ما إذا كانت إيران التزمت بالإتفاق النووي أم لا.

وبحسب الصحيفة، أشار مسؤولون "إسرائيليون" رفيعو المستوى إلى أن"  نتنياهو وسفير الكيان في واشنطن، رون ديرمر، يشجعان ترامب، وأيضاً الدائرة المحيطة به من المستشارين، على عدم المصادقة مجددا على الاتفاق النووي، والإعلان أن إيران تخرق الاتفاق".

وبحسب كلامهم، فإن وزير الحرب ليبرمان يؤيد موقف نتنياهو، الذي من المتوقع أن يلتقي ترامب يوم الإثنين، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومن المتوقع أن يكون الإتفاق النووي أحد المواضيع الأساسية التي سيطرحها نتنياهو أمام ترامب.

وقال مسؤول صهيوني "إن نتنياهو وديرمر يدفعان بالبيت الأبيض نحو عدم المصادقة على الاتفاق النووي"، لافتاً الى أنه" بالنسبة لنتنياهو فإن هذا الأمر هو أهم ما يمكن أن يفعله ترامب، وهو يأمل أن تكون النتيجة تجديد فرض العقوبات الاقتصادية على إيران من جانب الكونغرس".

خلاف سياسي في الكيان حول الضغط على ترامب لإلغاء الإتفاق النووي مع طهران

وقالت الصحيفة "إنّ موقف نتنياهو وليبرمان، الذي أعربا عنه مؤخراً أيضاً بشكل علني، يختلف عن موقف غالبية المستويات المهنية في "إسرائيل"  في "شعبة الاستخبارات العسكرية وشعبة التخطيط في الجيش "الإسرائيلي" والموساد ووزارة الخارجية ولجنة الطاقة الذرية".

وبالرغم من طموح نتنياهو بأن ترامب سيعلن أن إيران لا تلتزم بالاتفاق، فإن كل الهيئات الاستخبارية "الإسرائيلية" التي تنشغل بالقضية الإيرانية تتفق بأن إيران لم تخرق أي بند من بنود الاتفاق النووي منذ التوقيع عليه في جنيف قبل سنتين وشهرين. ولا يوجد لدى أجهزة "الإستخبارات "الإسرائيلية"" أي إثبات يؤكد أن إيران حركت مجددا مشروعها النووي خلافا لالتزاماتها.

وبحسب وكالات "الإستخبارات الإسرائيلية"، من الواضح أن" إيران تبذل جهدا في الالتزام بالاتفاق كي تحصل على فوائد في العلاقات مع المجتمع الدولي" وفق قولها.

وأضافت الصحيفة أنه" في الوقت الذي يطمح فيه نتنياهو وليبرمان الى أن يعمل ترامب على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، تعتقد "المؤسسة الأمنية" وأجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية أن يدور الحديث عن اتفاق سيئ بالنسبة لـ "اسرائيل"،انطلاقاً من أن خيار انسحاب أميركي من الاتفاق سينشئ وضعا أسوأ بكثير، فيما تعتقد المستويات المهنية في "المؤسسة الحكومية الإسرائيلية" أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق لا يؤدي إلى انسحاب باقي الدول العظمى، ولن يؤدي إلى عزل إيران أو فرض عقوبات اقتصادية دولية مجددا عليها، وإنما سيؤدي ذلك إلى انقسام المجتمع الدولي والمس بمواصلة الرقابة على المشروع النووي الإيراني.

وبحسب "مسؤول "إسرائيلي""، فإنّ" نتنياهو وليبرمان يعتقدان أن المجتمع الدولي منقسم، وخاصة في ظل العلاقات المتردية بين الولايات المتحدة وروسيا، وليس واضحاً أن المجتمع الدولي قادر على اتخاذ قرارات حقيقية، الأمر الذي انعكس من وجهة نظرهما في الأزمة الحالية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي.

ووفق الصحيفة، فإنّ "نتنياهو وليبرمان يعتقدان أنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرضت مجدداً عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، مثل حظر الاتجار مع الولايات المتحدة لأي جهة لها علاقات تجارية مع إيران. هذه الخطورة ستردع الشركات الضخمة الأوروبية المسؤولة عن غالبية الاستثمارات في إيران اليوم، وهي استثمارات تسمح لإيران بزيادة معتبرة لميزانيتها الأمنية".

وتعتقد أجهزة "الإستخبارات الإسرائيلية" أن" هناك مصلحة "إسرائيلية" واضحة في العمل على تحسين الاتفاق، وخاصة عبر تشديد الرقابة الدولية على المنشآت النووية الإيرانية، وفي ظل التوتر الحالي مع كوريا الشمالية، التي تثبت إخفاق المجتمع الدولي في معالجة التهديد النووي السابق".

وأشارت الصحيفة الى أنّ" المؤسسة الأمنية لم تقدم أي توصية لنتنياهو للعمل على إقناع الإدارة الأميركية لإلغاء الإتفاق النووي أو الإنسحاب منه، وبعض الجهات في المؤسسة الأمنية تشكك في إمكانية تحسين الإتفاق وتجنيد روسيا والصين والإتحاد الأوروبي، وفرض الشروط الجديدة على إيران" حسب تعبيرها.

2017-09-15