ارشيف من :ترجمات ودراسات
بالرغم من التصريحات: ’اسرائيل’ لا تسعى ’للحسم’ العسكري في وجه ’حماس’ وحزب الله
موقع "nrg" - يوحاي عوفر
هل حقاً الجيش "الاسرائيلي" سيحسم المعركة مقابل حزب الله او حركة "حماس"؟ بشكل عام الامر غير أكيد.
في مناورة الفيلق لدى قيادة المنطقة الشمالية سمع اكثر من مرة مصطلح الحسم، ضابط كبير في قيادة المنطقة الشمالية قال قبل المناورة "لم تعد الامور تتعلق بمعركة مع فكرة الردع".
وأشار قائد احدى الفرق التي شاركت في المناورة الى أن "مهمتنا هي حسم حزب الله"، مضيفاً إن التوجيهات التي تلقيناها في المناورة هي حسم حزب الله"، موضحاً بالقول "اذا لم اضطر في النهاية الى تقديم التوضيحات فهذا الحسم".
عمليا، عندما يحاولون فهم ما هو الحسم، الجواب لا يكون قاطعا.
يمكن التفكير انه عندما يتحدثون عن الحسم العسكري فهذا يعني ان الطرف الاخر تلقى ضربة قاضية الى حد انهيار حزب الله او "حماس".
بالاضافة الى المناورة بشكل عام تمت محاكاة تسلل الى مستوطنة، وبعدها توجيه المجلس الوزاري المصغر أوامر بالخروج الى معركة للحسم مقابل حزب الله.
الا انه عمليا الواقع ليس كذلك، والحسم العسكري في المعركة القادمة لن يصل على ما يبدو الى حد الانهيار. والتصريحات التي بثت على وسائل الاعلام خلال الاسبوع والنصف الماضي هي على الاغلب شعارات قوية، لكن المواجهة العسكرية المقبلة التي ستدخل اليها "اسرائيل"، لن تصل الى حد انهيار حزب الله او "حماس"، ولن يحصل في نهايتها حسم تام بل ربما صورة انتصار جيد فقط.
عمليا، عشر سنوات بعد حرب لبنان الثانية تم الحفاظ خلالها على الهدوء على الحدود الشمالية، وبعد ثلاث سنوات على عملية "الجرف الصلب" تم الحفاظ على الهدوء في الجنوب.
"اسرائيل" لم تحسم في هاتين المعركتين، بل وجهت خلالهما ضربة قاسية، وتوصلت الى آلية ادت الى وقف اطلاق النار. الوثيقة الاستراتيجية للجيش "الاسرائيلي"، التي نشرت للجمهور قبل سنتين، كشفت ما هو الحسم الذي يتحدثون عنه في الاسبوع الماضي، وهو ليس انهيار حزب الله او "حماس"، ويظهر ايضا في الخطط العسكرية أن الحسم لن يكون مطلقا وقاطعا.
الوثيقة العسكرية الرسمية تشير الى أن انهيار حزب الله او احتلال قطاع غزة ليسا جزءا من الحسم، وعندما تصاب القدرات في الجانب الثاني او تدمر قوات العدو وتتقلص اصابة الجبهة الداخلية "الاسرائيلية" حينها يمكن الاعلان عن "الحسم الاسرائيلي"، لكن ليس من المؤكد ان هذا حقا هو الحسم.
عمليا، الجيش "الاسرائيلي" يريد تحقيق المهمة التي يلقيها عليه المستوى السياسي، بالوصول الى الحد الاقصى الذي يوضع له على الخرائط وتحقيق الاهداف التي وصفت له، وهذا الامر سيكون حسما في نظر الجيش "الاسرائيلي".
لا يبدو ان هناك احدا حقا يستعد للسير حتى النهاية وسحق حزب الله في لبنان حتى الصاروخ الاخير. "الجيش الاسرائيلي" والمستوى السياسي يجريان نقاشا واسعا حول النظرية والخطة العسكرية ليوم الامر.
المجلس الوزاري المصغر هو الذي سيوجه قادة الجيش بخصوص ما سيفعلونه، والانتهاء بـ "انجازات جيدة" هو ما سيرضي على ما يبدو رؤساء "المؤسسة الامنية" و"الدولة" في الجولة القادمة ايضا.
الحسم سيكون تنفيذ خطة تكتيكية يضعها المستوى السياسي امام الجيش "الاسرائيلي"، وليس اكثر من ذلك. ويمكن الافتراض بحذر انه ليس هناك من يرغب بالدخول في مغامرة تستوجب احتلال اراض في لبنان او قطاع غزة.