ارشيف من :ترجمات ودراسات

لقاء نتنياهو ترامب- ’السلام’ أولاً بعد ذلك إيران

لقاء نتنياهو ترامب-  ’السلام’ أولاً بعد ذلك إيران

صحيفة "هآرتس"-  باراك ربيد

قبل ثلاث دقائق من بداية اللقاء بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ورئيس الحكومة "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو، استخدم ترامب سلاحه الاقوى – حسابه في التويتر – من أجل أن يوضح ما هو الموضوع الاكثر أهمية بالنسبة له في المقابلة مع نتنياهو. "السلام في الشرق الاوسط سيكون إرثا عظيما لكل الناس"، غرد الرئيس.

إذا فات نتنياهو تغريدة ترامب، فإنّ الرئيس كرّر رسالته بصورة أوضح أمام العدسات في بداية اللقاء. كان من الصعب الا نلاحظ عدم رضى نتنياهو من هذه الأقوال. رئيس الحكومة ورجاله وظفوا في الأسابيع الأخيرة كل الجهود أمام أجهزة الاعلام والرأي العام في تأطير هذا اللقاء، بحيث يظهر وكأنّه سيركّز على التهديد الايراني. لسوء حظهم كان لترامب مخططات أخرى. الذي حدث في بداية اللقاء بين ترامب ونتنياهو أثار الشعور بعدم الارتياح. تقريباً في كل مقابلة خلال الثماني سنوات من ولاية باراك أوباما، فقد جاء رئيس الحكومة وتحدّث عن إيران، في حين أنّ الرئيس الأميركي تحدث عن الفلسطينيين. هذه اللازمة تكررت أيضا أمس. بعد أن تحدث الرئيس عن رغبته في اتفاق "سلام"، حاول نتنياهو التقليل من الأخطاء، وقال بعض الكلمات حول أن ترامب نفسه قال "إنّ الاتفاق النووي مع ايران هو فظيع. ولكن هذا كان متأخراً جداً".

 

لقاء نتنياهو ترامب-  ’السلام’ أولاً بعد ذلك إيران

 

ترامب ليس أوباما. أبعد من ذلك. هو لا ينتقد بصورة علنية نتنياهو، هو يتخذ سياسات لينة أكثر فيما يتعلق بالبناء في المستوطنات ويعمل كل شيء بابتسامات واحتضانات. ولكن مرة أخرى اتضح أنه بالنسبة لرئيس الولايات المتحدة – كل رئيس ايضا دونالد ترامب – فإن اللقاءات مع رئيس حكومة الكيان هي قبل كل شيء حول الموضوع الفلسطيني. في نهاية الأمر، يريد ترامب من رئيس الحكومة بالضبط ما أراده الرؤساء الامريكيين من نظرائهم الاسرائيليين منذ احتلال الضفة الغربية وشرق القدس في عام 1967.

أقوال ترامب أيضاً تناقضت مع الرسالة التي أطلقها البيت الابيض بصورة عنيفة في وسائل الاعلام الامريكية و"الاسرائيلية" في الايام الاخيرة. مستشارو الرئيس عملوا كل ما في وسعهم للتخفيض من التوقعات بكل ما يتوقع بالانشغال في مسيرة "السلام" "الاسرائيلية"– الفلسطينية خلال اجتماع الجمعية العام للأمم المتحدة. في البيت الأبيض أكدوا، وربما بطلب من نتنياهو ومستشاريه بأن عملية "السلام" لن تكون هي الموضوع المركزي في اللقاء بين ترامب ونتنياهو. هذه الرسائل انهارت أمام التصريحات الحماسية للرئيس الامريكي بشأن توقه لتحقيق اتفاق سلام "اسرائيلي"– فلسطيني.

هنالك فجوة كبيرة بين التصريحات المتفائلة لترامب وبين الواقع على الأرض في الضفة الغربية وأزمة الثقة العميقة بين "اسرائيل" والفلسطينيين. مع ذلك هو يحاول خلق واقع أو على الاقل تغييره بواسطة التصريحات. في حياته كرجل اعمال هذا نجح معه أكثر من مرة. في زيارته لاسرائيل في شهر ايار اخرج الرئيس كلمة "سلام" من القبر وارجعها الى الخطاب. بالرغم من الشكوك في مكتب رئيس الحكومة في القدس وفي المقاطعة في رام الله يبدو انه هذا صحيح حتى الان فإن ترامب مصمم على مواصلة هذا الاتجاه. الرئيس يريد تجديد محادثات "السلام" ويتوقع من الجانبين تقديم حسن نوايا وتنازلات.

اللقاء بين نتنياهو وترامب أمس كان قصيرا نسبيا واستمر اكثر بقليل من ساعة. أقل من اي لقاء أجراه نتنياهو مع الرئيس اوباما. الحديث بين الرئيس ورئيس الحكومة لم يقتصر فقط على الموضوع "الاسرائيلي"– الفلسطيني. ايضا تحدث بضع دقائق عن المسألة الايرانية والوضع في سوريا. ولكن في هذين الموضوعين الحاسمين والمهمين جدا لنتنياهو ليس من الواضح تماما أين يقف البيت الابيض، وما مدى استعداده للقيام بأي شيء من أجل اعطاء اجابة عن القلق الحقيقي لـ"اسرائيل" من الاتفاق النووي ومن الوضع في سوريا في اليوم الذي يعقب الحرب الاهلية.
 
 

2017-09-19