ارشيف من :آراء وتحليلات

قضية الصحراء والاتحاد الإفريقي

قضية الصحراء والاتحاد الإفريقي

مثل انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي واحدا من أهم الأحداث التي عاشتها القارة السمراء على المستوى السياسي خلال الفترة الماضية. وكان في الحسبان أن يساهم هذا الانضمام في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في قضية الصحراء أملا في مصالحة تاريخية قد تحصل بين الفرقاء في هذا الملف الذي أرق المضاجع وأعاق بناء مؤسسات اتحاد المغرب العربي.

قضية الصحراء والاتحاد الإفريقي
قضية البوليساريو ستحرج الاتحاد الافريقي


لكن الأخبار القادمة من أديس أبابا حيث مقر الاتحاد الإفريقي ومن عواصم إفريقية احتضنت اجتماعات وأنشطة الاتحاد تؤكد عكس ذلك تماما. إذ يبدو أن اللقاء المباشر بين الوفود المغربية ووفود جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) المنضوية في الاتحاد الإفريقي كعضو كامل العضوية تحت مسمى الجمهورية العربية الصحراوية، يسبب الكثير من الأزمات وبات مصدر قلق للبلدان الأعضاء في الاتحاد خاصة تلك التي تحتضن القمم والاجتماعات الإفريقية.


طرد البوليساريو
وفي هذا الإطار يرى صبري الثابتي الباحث في المركز المغاربي للبحوث والدراسات في حديثه لموقع العهد الإخباري أن المغرب، الذي كان عضوا في منظمة الوحدة الأفريقية وغادرها بسبب قبول المنظمة لعضوية الجمهورية العربية الصحراوية، كان انضمامه منذ البداية للمنظمة الجديدة (الاتحاد الإفريقي) التي خلفت منظمة الوحدة الإفريقية بغاية طرد البوليساريو منها. لذلك كان متوقعا أن تحصل هذه "المصادمات" بين الطرفين على غرار حادثة منع الوفد المغربي لنظيره الصحراوي من دخول قاعة الاجتماعات التي احتضت القمة الإفريقية اليابانية.
ويضيف الثابتي: "ستحصل مستقبلا أزمات بين المغرب والدول التي ستحتضن قمما واجتماعات إفريقية خاصة الدول المغاربية، حيث من المتوقع أن يطالب المغرب هذه الدول، بعدم استقبال الوفود الصحراوية على أراضيها. وستجد هذه الدول نفسها محرجة باعتبار أن ما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية" هي عضو كامل العضوية ومؤسس للاتحاد الإفريقي وعدم استقباله سيخالف ميثاق الاتحاد الذي يدعو إلى التضامن والتآخي بين الدول الأعضاء".

قضية الصحراء والاتحاد الإفريقي
(البوليساريو) موجودة في الاتحاد الإفريقي كعضو كامل العضوية تحت مسمى الجمهورية العربية الصحراوية


منافع اقتصادية
ويرى محدثنا أن انضمام المغرب إلى منظمة الوحدة الإفريقية سينفع الرباط كثيرا في توجهها الاقتصادي الجديد نحو إفريقيا وتنمية علاقاتها مع البلدان الأعضاء في المنظمة، لكنه برأيه لن يخدم المغرب كثيرا في قضية الصحراء، حيث سيجد المغاربة أنفسهم مجبرين على احترام مواثيق المنظمة وفي مواجهة مع الصحراويين ومع دول داعمة للبوليساريو على غرار الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا وغيرها وهي دول كبرى وهامة في الاتحاد تضخ الكثير من المال في ميزانية الاتحاد ولها تأثير مادي ومعنوي على بلدان القارة الأعضاء في منظمة أديس أبابا.
ويختم الثابتي حديثه بالقول: "ستتكرر الحوادث بين الوفود المغربية والوفود الصحراوية في قادم الأيام ولن تكون حادثة القمة الإفريقية اليابانية هي الأخيرة، وستزيد هذه الحوادث في تأزم العلاقات بين الطرفين، والأهم من ذلك ستساهم في توتر الأجواء داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي. وما على البلدان الأعضاء إلا أن تجد حلا للحفاظ على المناخ الطيب السائد داخل الاتحاد الإفريقي منذ عقود والذي جعل مؤسسات الاتحاد على غرار مجلس السلم والأمن فاعلة وقادرة على نزع فتيل كثير من الأزمات وحفظ السلام في عدد من البلدان بسبب الثقة السائدة بين البلدان الأعضاء".

2017-09-20