ارشيف من :آراء وتحليلات
اذربيجان تحت ’القبة الحديدية’
بالرغم من الوساطة الروسية والايرانية، فإن الخلاف الحاد بين اذربيجان وارمينيا لا يزال قائما حول اقليم كاراباخ المستقل الذي يقع رسميا ضمن الاراضي الاذربيجانية، والذي يعتبره الأرمن أرضا ارمنية كون الغالبية الساحقة لسكانه هي من الأرمن، وهم يطالبون بإعادة الانضمام إلى وطنهم الأم جمهورية أرمينيا. وفيما تدعم روسيا وايران إيجاد حل سلمي للنزاع ضمن القوانين الدولية، تضرب الولايات المتحدة الاميركية وتركيا و"اسرائيل"، مصلحة الشعب الاذربيجاني عرض الحائط وتطمح الى السيطرة على ثروة اذربيجان من النفط والغاز، وتحرض اذربيجان على اجتياح ناغورني كاراباخ وسحق ارمينيا الصغيرة.
"القبة الحديدية الاسرائيلية" هل تحمي أذربيجان؟
مع اندلاع الازمة الاوكرانية في 2014 واشتداد العدوان الدولي ـ الداعشي على سوريا والعراق، تفاقم خطر اندلاع الحرب الاذربيجانية ـ الارمنية، لالهاء روسيا وايران واضعاف مواقعهما الدولية.
امام هذا الخطر الداهم وجدت ارمينيا نفسها مضطرة للتوجه نحو تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية. وقد وافقت روسيا على ان تبيع ارمينيا مجموعة من منظومة صواريخ "اسكندر" المرعبة.
وهذا ما دفع القيادة الاذربيجانية للجم اندفاعة أرمنيا، لنشر منظومة الدرع الصاروخية الاسرائيلية المعروفة بـ "القبة الحديدية" فوق أراضيها. وسافر وزير الدفاع الاذربيجاني زاكير غسانوف الى الكيان الصهيوني، حيث اجرى مباحثات مطولة مع نظيره الاسرائيلي افيغدور ليبيرمان.
وهذه الزيارة بحد ذاتها مثيرة، لانها اول زيارة يقوم بها مسؤول اذربيجاني رفيع المستوى الى الكيان الغاصب، وذلك بعد ربع قرن على الزيارة التي قام بها رئيس اذربيجان حينذاك حيدر علييف وذلك اثر انهيار الاتحاد السوفياتي بلاده استقلالها.
ويعتبر توثيق العلاقات بين اذربيجان وكيان العدو مسألة استفزازية حساسة بالنسبة لايران، التي تدعو اذربيجان بإلحاح لقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، ولكن الرئيس الاذربيجاني إلهام علييف يصر على الاستمرار في هذه العلاقات.
ارمينيا عملت على تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية
وفي نهاية 2016 قام رئيس الوزراء الاسرائيلي برفقة مجموعة كبيرة من الخبراء بزيارة الى اذربيجان وصفت بأنها "تاريخية". وخلال هذه الزيارة اتفق نتنياهو والرئيس علييف على توسيع "التعاون" بين البلدين في حقلي الاقتصاد والدفاع.
ولكن خلال هذا اللقاء على مستوى القمة بقيت مسألة مهمة معلقة وهي: متى تفتح سفارة اذربيجانية في "اسرائيل"؟
ففي حين فتحت "اسرائيل" سفارة لها في باكو منذ سنة 1993، لم تقم اذربيجان حتى الان بخطوة مقابلة.
والسؤال الكبير الان: هل تغامر القيادة الاذربيجانية بالمصالح العليا الحقيقية لشعبها، وتكسر الجرة مع طهران وموسكو، وتشن الحرب على ارمينيا، من ضمن المخططات العدوانية لاميركا وتركيا و"اسرائيل"؟