ارشيف من :نقاط على الحروف
التكفيريون في ليبيا ومحاولات العودة
رغم استئناف الليبيين لجلسات حوارهم الوطني التي ترعاها الأمم المتحدة في العاصمة التونسية، وذلك بعد فشل اتفاق الصخيرات في حل الأزمة، إلا أن الأوضاع الميدانية ما زالت لم تعرف الهدوء والاستقرار. فالصراع يبدو على أشده بين الجماعات التكفيرية المتشددة (داعش وأنصار الشريعة) والجماعات التي اقتربت فكريا وعقائديا من التيار الإخواني وتحالفت معه (الجماعة الليبية المقاتلة) من جهة، وبين "جماعتي" حفتر والسراج من جهة أخرى.
داعش في ليبيا
السيطرة على طرابلس
ويرى جل المحللين والمهتمين بالشأن الليبي أن حفتر والسراج بصدد كسب المزيد من المواقع ميدانيا، سواء في صبراتة حيث تتم تصفية متشددين من قبل الجيش الليبي، أو في العاصمة طرابلس حيث يتصدى السراج المدعوم دوليا للجماعة الليبية المقاتلة التي ترغب في إعادة السيطرة على العاصمة. وتلقى هذه الجماعة دعما من المفتي الصادق الغرياني والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
ويبدو رجل الأعمال والمرشح السابق لرئاسة الحكومة الليبية عبد الباسط إقطيط هو الواجهة التي توظفها الجماعة الليبية المقاتلة لإعادة السيطرة على طرابلس من خلال اللعب على وتر المشاكل الاجتماعية. وتؤيد اقطيط ما تسمى "ميليشيات النواصي" وهي تشكيل مسلح ذو ميول أصولية يساند في عملية الإطاحة بحكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج والمنبثقة عن حوار الصخيرات.
كما يؤيده الحرس الوطني التابع للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وشرعيته الانتخابية بعد أن صوت الليبيون في وقت سابق لبرلمان منع من عقد جلساته في العاصمة الليبية. فالتأييد لإقطيط هو تأييد ديني وسياسي وعسكري وهو ما يجعل هذا الرجل مرشحا للعب دور بارز خلال المرحلة القادمة باعتباره رأس الحربة في عملية الإطاحة بالسراج وجماعته.
معلومات عن تقدم ميداني لقوات حفتر والسراج
حكم العسكر
ويبدو أن لإقطيط ومن وراءه أجندة أخرى، غير إسقاط حكومة الوفاق وهي محاربة حكم العسكر أي خليفة حفتر والموالين له، ويستشف ذلك من خلال الشعارات التي رفعها أنصار لإقطيط خلال المظاهرات الاخيرة التي شهدها وسط طرابلس. وخرجت هذه المظاهرات رغم محاولات منعها من قبل القوات الموالية لحكومة الوفاق حفاظا على الهدوء في العاصمة التي تشهد مناوشات من حين لآخر.
ويبدو أن إقطيط ورغم الدعم الذي يلقاه من أطراف مختلفة لا قدرة له على الحسم مع السراج المدعوم أطلسيا وأمميا. كما أن حفتر المدعوم من فرنسا وروسيا وبلدان عربية هو رقم صعب في المعادلة الليبية ولا يبدو أن إقطيط قادر على هزيمته بمعية من يحركونه خاصة وقد فرض نفسه لدى دول الجوار الليبي، وبالتالي فقد شبه أحدهم ما يفعله إقطيط والجماعة الليبية المقاتلة برقصة الديك المذبوح.