ارشيف من :نقاط على الحروف
الأسبوع الثقافي السوري في تونس.. مد لجسور التواصل
أكد الأسبوع الثقافي السوري الذي انعقد مؤخرا في تونس على عمق الروابط والعلاقات بين تونس وسوريا ومن ورائها سائر بلاد الشام. فللتونسيين جذور تعود إلى تلك الربوع ضاربة في القدم تجعل جميع مخططات الفرقة والتقسيم تذهب أدراج الرياح.
لقد حظي الوفد السوري المشارك في هذه التظاهرة باستقبال حار في ربوع الخضراء فاق كل التوقعات ترجم تعطش التونسيين للتواصل مع اشقائهم. كما أثبت ان التونسيين واعون بحجم المؤامرة التي تتعرض لها سوريا وتخوض معركتها دفاعا على شرف الأمة.
"أصدقاء سوريا"
لقد عادت قنوات التواصل لتربط بين البلدين بعد سنوات عجاف من حكم حركة النهضة والمرزوقي تحولت فيها تونس، التي كانت على الدوام نصيرا لقضايا أمتها، إلى دولة متآمرة تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع دمشق إرضاء للأسياد وراء المحيط ولوكلائهم في المنطقة. كما تحولت تونس تحت حكم حركة النهضة الإخوانية إلى بؤرة لاحتضان مؤتمر للتآمر على سوريا سمي مؤتمر أصدقاء سوريا.
من الأسبوع الثقافي السوري في تونس
لكن الأمور بدأت بالتغير بعد انتخابات 2014 التي شهدتها الخضراء والتي عرفت عودة للتيار الوطني إلى الحكم و اقتسامه للسلطة مع "تيار الربيع العربي" الممثل أساسا بحركة النهضة. وبذلك فقد حقق التيار الوطني بعض التوازن في علاقة تونس مع سوريا و بدأت الأمور في العودة إلى مجاريها تدريجيا إلى أن توجت بزيارات لوفود تونسية من مختلف الميادين إلى دمشق تلاها هذا الأسبوع الثقافي السوري الذي أسعد التونسيين كثيرا وأدخل البهجة على شوارعهم.
ترميم الجسور
وفي هذا الإطار يعتبر هشام الحاجي النائب السابق في البرلمان التونسي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن الاسبوع الثقافي السوري في تونس يتجاوز البعد السياسي ليعيد ترميم و بناء الجسور الحضارية و الانسانية المتينة بين ابناء تونس وابناء سوريا.. ولعل ما هو ثابت تاريخيا برأيه هو أن الاشقاء في سوريا يضعون تونس وشعبها في قلوبهم ولم يرسلوا لها عبر التاريخ إلا رسائل العلم والثقافة والفنون والحضارة، في حين أن بعض الموتورين اطلقوا على سوريا الحضارة جحافل من المرتزقة والمعطوبين والارهابيين في اطار مشروع شيطاني هدفه اطلاق يد "اللقاطة" الحضارية والثقافية لضرب العراقة التي تبرز في كل معالم سوريا.
ويضيف الحاجي قائلا: "الاسبوع الثقافي السوري في تونس الذي جاء في وقته هو تأكيد على ان ما بين تونس ودمشق هي جسور من المحبة والود والتفاعل التي لا يمكن ضربها او نسفها مهما تدثر الساعون لنسفها بالشعارات وغرقوا في الأوهام. وما نأمله هو ان تتكرر هذه المبادرات لتدعم التواصل بين الأشقاء في بلدين كانت العلاقات بينهما متميزة على الدوام".