ارشيف من :ترجمات ودراسات

التقدم في الاتصالات بين ’فتح’ و’حماس’ سيزيد من إطلاق النار من غزة على ’إسرائيل‎’

 التقدم في الاتصالات بين ’فتح’ و’حماس’ سيزيد من إطلاق النار من غزة على ’إسرائيل‎’

موقع "والاه"- أمير بوحبوط

الصاروخ الذي سقط يوم الأحد في الأراضي الفلسطينية بالقرب من الحدود "الإسرائيلية" في قطاع غزة، يذكِّر بالوضع الأمني الهش. وكلما تقدمت المحادثات بين "حماس" و"فتح" برعاية مصرية فإن الواقع الأمني يمكن أن يتدهور. تنظيمات التيار "السلفي" الجهادي في قطاع غزة ستتحدى "حماس" وستطلق المزيد من الصواريخ على "إسرائيل". وسيلة تعبير للتحدي الجديد-القديم.

ويدل اختبار حجم الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة في السنوات الأخيرة على أن النقب الغربي موجود اليوم في الفترة الأهدأ. في العام 2012، أي العام الذي حصلت فيه عملية "عمود السحاب"، أطلق 2771 صاروخًا. وفي العام 2013 أطلق مئة وصاروخان، وفي العام 2014 أطلق 4891 صاروخًا. منذ ذلك الحين، شهدنا انخفاضاً بعدد الصواريخ التي أطلقت. وبعد عملية "الجرف الصامد" في العام 2014 أطلقت ستة صواريخ فقط حتى نهاية العام. وفي العام 2015 أطلق 21 صاروخاً، وفي العام 2016 أطلق 15، ومنذ بداية العام الحالي وحتى اليوم أطلقت عشرة صواريخ فقط.

 

 التقدم في الاتصالات بين ’فتح’ و’حماس’ سيزيد من إطلاق النار من غزة على ’إسرائيل‎’

 

الصاروخ رقم "11" سقط يوم الأحد في الأراضي الفلسطينية. يقدِّرون في مصلحة "الأمن العام" "الشاباك" وفي الجيش "الإسرائيلي" أن الحديث كان يدور في كل الحالات عن تنظيمات مارقة من التيار "الجهادي السلفي"، من بينها أيضاً فرع "داعش". هذه التنظيمات تعمل خلافاً لسياسات "حماس" المعنية بالهدوء.

السياسات "الإسرائيلية" واضحة جداً: تحميل سلطة "حماس" في غزة مسؤولية أي عمل إرهابي. حكومة "حماس" في غزة هي العنوان لإطلاق الصواريخ، على الرغم من أنهم يدركون جيداً في "إسرائيل" أن "حماس" تبذل مساعي كثيرة ومختلفة لمنع حصول عمليات إرهابية من أراضيها ضد "إسرائيل". ويخشون في "حماس" من أن يزعزع ناشطو التيار "الجهادي السلفي" سلطتها ولذلك يحرصون على الحفاظ عليهم على نار هادئة وضربهم من وقت لآخر عندما يرفعون رؤوسهم- أحياناً عبر اعتقالهم والتحقيق معهم وأحياناً أخرى بشن هجمات مركزة ضدهم.

السبب الثاني للخشية في حماس نابع من الرد "الإسرائيلي" على كل إطلاق للصواريخ. بشكل عام، الجيش "الإسرائيلي" يهاجم مواقع وبنى تحتية للمنظمة في أنحاء القطاع، وهذا الأمر مرتبط بحجم إطلاق الصواريخ. السبب الثالث لحافزية "حماس" للحفاظ على الهدوء هو مصر، التي ترغب بمحاربة "داعش" وبرعاية المصالحة مع السلطة الفلسطينية.

لذلك، ردُ الجيش "الإسرائيلي" على الإطلاق الأخير كان أوتوماتيكياً. وقد تحيروا في المؤسسة الأمنية في "إسرائيل" في أصل الرد وكيفيته. الصاروخ سقط في الحقيقة في الأراضي الفلسطينية، لكن خلافاً لذلك، فإن من الواضح لدى المؤسسة الأمنية أن إطلاق الصواريخ من القطاع هو في المقام الأول تحديا لـ"حماس". عملياً، مطلقو الصاروخ المارقون يتحدون سلطة "حماس" لكنهم يدركون جيداً أنه بعد الإطلاق، فإنّ الجيش "الإسرائيلي" لن يضربهم بل سيقوم بضرب "حماس". ولكي لا يبدو أنهم يتعاونون مع "حماس"، في ظل عملية المصالحة، هاجم الجيش "الإسرائيلي" دشمة مراقبة للمنظمة قريبة من الحدود.

السبب الرئيس لإطلاق الصاروخ كان ردُ عناصر "داعش" على اعتقال "حماس" للقائد الأعلى للتنظيم في قطاع غزة نور عيسى. المعادلة واضحة جداً: مع مرور الوقت وعملية المصالحة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية، ستجد التنظيمات صعوبة في تحدي "حماس" لفرض نظام في القطاع. هذه القضية تقلق كثيراً قيادة "حماس" وليس صدفة إعلان يحيى السنوار مؤخراً أن من يمس بالمصالحة سيتم "كسر عنقه"- في إشارة إلى "المارقين".

2017-10-10