ارشيف من :ترجمات ودراسات

’نيوز 1’: حرب ليبرمان المفاجئة ردًا على هجوم حزب الله

’نيوز 1’: حرب ليبرمان المفاجئة ردًا على هجوم حزب الله

عامي دور اون - موقع "نيوز 1" الإسرائيلي

إذا كان تحذير وزير الأمن (الحرب) أفيغدور ليبرمان صحيحًا بشأن توقّعه بأن الحرب المقبلة التي ستشنّ علينا من الشمال لن تكون فقط من جهة لبنان إنما أيضًا من جهة سوريا يقاتلنا فيها حزب الله ونظام الرئيس السوري بشار الأسد ومساعدوه مع انضمام الجيش اللبناني. فإنه يمكن الافتراض بأن "إسرائيل" ستتحول الى هدف لصليات صاروخية واسعة ستوجه الى وسط غوش دان. وهذه المرة القبة الحديدية المتطورة لن تستطيع تقديم المساعدة، للأسباب التالية:

ليس سرًا بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية بأن أساس قوة حزب الله تعتمد على كمية الصواريخ التي نجح في تخزينها منذ العام 2000. وفقًا للتقديرات الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي، أخفى حزب الله في أنفاق تحت الأرض نحو 700 صاروخ بعيد المدى و5500 صاروخ متوسط المدى و100 ألف صاروخ قصير المدى. اضافة الى ذلك، الحدود السورية اللبنانية التي تبلغ 360 كيلومترًا، التي كانت تحتوي في السابق على خمسة معابر حدودية مراقبة، أصبحت مفتوحة في أعقاب الحرب في سوريا. وحزب الله تزوّد بترسانة أسلحة من الجيش السوري في سياق استعداداته للمعركة مقابل "اسرائيل".

 

’نيوز 1’: حرب ليبرمان المفاجئة ردًا على هجوم حزب الله

 

يمكن الافتراض بأن المقاتلين المنتشرين مقابل "إسرائيل" تعلّموا من الأخطاء السابقة ولن يبدأوا الحرب بكمين ضد آلية للجيش الإسرائيلي وخطف عدد من الجنود الإسرائيليين. ربما هذه المرة سيعملون وفق أساليب المفاجأة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة. معنى هذا التقدير أن حزب الله وشركاءه في المحور، وربما بمساعدة من قوات الجيش الايراني المنتشرة على الاراضي السورية  ستساعد في التخطيط الصحيح لهجوم مفاجئ.

التفسير الفعلي لهذا الامر هو بسيط وسيّء. في اليوم الذي يقرر فيه أعداؤنا في الشمال بأنه حان الوقت لضرب "إسرائيل"، فانهم سيطلقون دفعة واحدة آلاف الصواريخ على اهداف نوعية في "إسرائيل". وهذه الاهداف ستكون: حيفا، محطة انتاج الطاقة الكبيرة في الخضيرة ومحطة انتاج الطاقة الكبيرة في اشكلون وبئر السبع ومفاعل ديمونا . كما سيتم تركيز الجهد الصاروخي ضد المنطقة الساحلية لـ"تل أبيب" وتوجيه ضربة لمقر الأركان العامة وتدمير ناطحات السحاب التي نمت كالفطر بعد المطر في "تل أبيب"، وكل هذا سيكون بضربة فجائية واحدة، مع كمية كهذه وتوزيع الأهداف على هذا النحو، لا تستطيع منظومة القبة الحديدية مواجهتها مهما كانت جيدة.

الحل المنطقي الوحيد لهذا الهجوم قد يكون قيام "اسرائيل" بتوجيه ضربة مسبقة على مخابئ الصواريخ. وهذا بالتأكيد ممكن. ولكي لا "نتلقى" إدانات من جميع أنحاء العالم يمكن ان نخلق استفزازًا محليًا صغيرًا يسمح لـ"اسرائيل" أن تستخدمه كذريعة لهجوم مفاجئ. بعد كل ما سبق، إن برهن ليبرمان في السابق عن قدرته على التفكير الاستراتيجي عندما اقترح قبل سنوات ضرب سدّ أسوان في مصر. ربما سينجح هذه المرة في خلق المفاجأة الكبرى والقضاء على فرص نجاح الحرب الجديدة من الشمال. وحينها سيسجل هذا النجاح على صفحات التاريخ باسمه، كما لو كان "وسام الشجاعة".

2017-10-13