ارشيف من :آراء وتحليلات

طرابلس على أبواب الانتخابات: لقاءات تجمع الأضداد و’المستقبل’ يستشعر الخطر

طرابلس على أبواب الانتخابات: لقاءات تجمع الأضداد و’المستقبل’ يستشعر الخطر

دائماً ما تكون طرابلس السباقة في أي استحقاق وطني، وها هم سياسيوها اليوم يعلنون انطلاق التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة، حيث باتت عاصمة الشمال، تشهد بشكل شبه يومي، مروحة واسعة من اللقاءات والحوارات الانتخابية لقراءة التحالفات المقبلة، كما باتت محجّة لمعظم الأقطاب السياسية والوطنية.
 كل شيء في طرابلس يوحي بأن الانتخابات النيابية حاصلة لا محالة، الصور العملاقة اخذت ترتفع على جدران المدينة وفي الشوارع والساحات، ما يوضح ان حركة الشارع الانتخابية تأخذ بالارتفاع شيئاً فشيئاً، وباتت الصالونات السياسية، تشهد حركة لافتة بين مختلف الأطياف السياسية دون استثناء، لقاءات منها ما هو علني، ومنها ما هو بعيد عن الإعلام، وكان آخرها، اللقاء الذي جمع الوزيرين السابقين فيصل كرامي وأشرف ريفي.

طرابلس على أبواب الانتخابات: لقاءات تجمع الأضداد و’المستقبل’ يستشعر الخطر

 

لقاء كرامي - ريفي

اللقاء الذي جمع الوزيرين كرامي وريفي جاء من خارج السياق الطبيعي، وربما يقال "إنه لقاء الضدين"، فـ"فيصل أفندي" المعروف بعقلانيته السياسية، ومواقفه الوطنية المؤيدة لخط المقاومة ونهجها، تأتي عكس التطلعات التي يراها ويمارسها أشرف ريفي، الذي دائما ما يسعى ويصر الى فتح باب التجييش الطائفي والهجوم على المقاومة للحفاظ على شعبية متهم بسرقتها من تيار المستقبل. الا أن ذلك لم يمنع لقاء الأضداد، انطلاقاً من المثل الشعبي القائل: "أنا وابن عمي ع الغريب..".
ما رشح عن اللقاء من اجواء إيجابية وتناقلتها وسائل الاعلام، لم تمح المشاكل بين الطرفين الطرابلسين، خاصة ان ريفي كان قد أعلن مسبقاً عن تحالفه مع وليد معن كرامي، ابن عم الوزير كرامي.
مصادر خاصة نقلت لـ"العهد" أنه في بداية الاجتماع توجه الوزير كرامي لريفي قائلاً:"طولت الغيبة علينا معاليك، نحن نرحب بك في اي وقت"، فرد ريفي بالقول:"لاشك انني طولت الغيبة معالي الوزير كرامي، وان شاء الله لن أطيل الغيبة بعد اليوم، وسنبقى على تواصل، وحتى وان طولنا الغيبة وتنافسنا فاننا نفاخر اننا ابناء بلد ونبقى على تواصل ونبقى الى جانب بعضنا البعض سواء في الأفراح أو الأتراح فهذه سنة الحياة والمدينة دائما تجمعنا سوية، ويمكن الانتخابات تفرقنا بشي بسيط وبعدها نجتمع لصالح المدينة ان شاء الله".
وبحسب مصادر واكبت الاجتماع قالت "لموقع العهد" :"أن اللقاء تخلله الكثير من المناقشات السياسية والهموم الطرابلسية، وكان طرابلسياً بحتاً، ولم يتطرق فيه الطرفان الى العناوين الرئيسية الكبرى، فيما مرَّ البحث في الانتخابات المقبلة، مرور الكرام"، وتكشف المصادر أن الطرفين تطرقا الى امكانية وضع وثيقة شرف بينهما، تحت عنوان ان تحول السياسة لخدمة المدينة، ومن المتوقع ان نشهد قريباً على وثيقة يوقعها كرامي وريفي في مؤتمر مشترك".

لقاءات ريفي ضد المستقبل

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، يحاول الوزير السابق اشرف ريفي، أن يزيد سهامه ضد تيار المستقبل، وهو يحاول بشتى الطرق تضييق الخناق عليهم ليس طرابلسياً فحسب، بل وصولاً الى البقاع وعكار، ويجهد في البحث عن "بدائل" للتيار الأزرق حاضرين لاستيعاب القواعد الشعبية.
في المقلب الثاني، بدأ المستقبليون يستشعرون خطورة ريفي، وبدأوا يتعاملون مع طرابلس بطريقة مغايرة. حيث باتت المدينة تشهد زيارات متتالية، وشبه اسبوعية لأحمد الحريري، اخرها كان أمس في البداوي، وبات الحريري يحرص على زيارة كل بيت دون استثناء وهو غالباً ما يحاول تقديم الوعود بالخدمات عبر الوزارات التي "يمون" عليها "المستقبل"، في خطوة منه لإعادة استمالة بعض "القوى الشعبية" الذين بدأ يخسرهم ريفي نتيجة الأزمة المادية التي يمر بها…
أمام هذا الواقع تؤكد المعطيات أن معركة حامية الوطيس، بين ابناء البيت الواحد، ستشهدها مدينة طرابلس، حيث ينشط كل واحد منهم لكشف عثرات الآخر دون اي مراعاة لما كان يجمع بين ريفي والمستقبل، كما وأن ريفي بات مستعدًا للتحالف مع اي كان ولو أجبر على تقديم تنازلات من حساب قناعاته وتصاريحه، عله يستطيع تلقين المستقبل طعم الخسارة أقله طرابلسياً.

 

2017-10-24