صحيفة "معاريف" العبرية- يوسي ملمان

كشف الجيش الإسرائيلي أمس نفقًا هجوميًا تمّ حفره من غزة ثم قام بتفجيره. هذه هي المرة الأولى منذ عملية “الجرف الصامد" التي يُكشف فيها عن نفق كان موجودًا في مراحل البناء.

الجيش الإسرائيلي رفض الإفصاح عن العمق الذي وصل إليه النفق، عدة أمتار أو عشرات الأمتار. يمكن التقدير أن النفق كُشف بعد الدمج بين المعلومات الإستخبارية والتكنولوجية لكشف الأنفاق التي يستخدمها الجيش.

فرضية منطقية إضافية هي أن الجيش الإسرائيلي عَلِم بمسألة النفق أثناء حفره في قطاع غزة، لكنه إنتظر حتى "يصل" إلى "إسرائيل" لتفجيره، لكي لا يتهم بأنه خرق "سيادة حماس" في غزة.

وزير الأمن (الحرب) أفيغدور ليبرمان والمتحدث بإسم الجيش أكدا بعد كشف النفق أن وجهة "إسرائيل" ليست نحو التصعيد، وأنها ترغب بالحفاظ على الهدوء على الحدود، لكنها لن تسكت على التعرض "لسيادتها" كما حصل بالأمس. لكن الأمر الجديد والمثير بكشف النفق الهجومي لا يغيّر الواقع الإستراتيجي على حدود غزة، وهو يشير فقط إلى أن "حماس" تبذل ما بوسعها من أجل التعاظم العسكري والتسلح والإستعداد للمواجهة المقبلة، تمامًا كما تفعل إسرائيل.

تقديرات الوضع الإستراتيجية لم تتغير أيضًا بسبب حادثة الأمس. الطرفان غير معنيان – حتى الساعة- بجولة حرب رابعة، فـ"إسرائيل" ترغب بالحفاظ على الهدوء في الجنوب والسماح بمواصلة النمو الإقتصادي وتجنّب الحرب. أمّا "حماس" فلا تزال معزولة من ناحية سياسية،وتبحث عن مصر وإيران لكي يمنحانها الرعاية والمساعدة، ومشغولة بالمصالحة مع السلطة الفلسطينية، وهي تدعو إلى ترميم إقتصادي للقطاع، ومقيّدة بقدراتها العسكرية.