ارشيف من :آراء وتحليلات
’عاصفة’ ريفي تنحسر .. وناشطوه يتسللون الى ’المستقبل’
عبد الله قمح
بدأت "عاصفة ريفي" بالانحسار تدريجياً، ومع اختراق اشعة الشمس لتشققات الغيوم، بدأ "الانصار" يخرجون من العزلة الى الحديقة الخلفية واحداً واحداً بحثاً عن بعض الدفء.
أشرف ريفي
اختار بعض "الرفاق" حزم الحقائب والمغادرة دون ضجيج، فما وجدوه في هذا البيت مختلف عما سمعوه، او بعبارة أدّق لا يختلف بشيء عن البيوت المشابهة، والشعارات السياسية التي رفعت لاستسقاء النفس بعد غبنٍ طويل، اتضح أنها مجرد "اهازيج" يراد لها ان تكون جسراً للعبور نحو السلطة لا اكثر.
شهر العسل بين ريفي واصحابه في آخر أيامه، يقول أكثر من مصدر، بعد رصد راداراتهم ارتفاعاً في النقمة على "زعيم السُنّة"، كما اطلق عليه.
النقمة تنقسم الى شقين، داخلي وخارجي، يرتبط الاول بالعلاقة بين القيادة والقاعدة والثاني بالهفوات التي سقط فيها المجلس البلدي في طرابلس، الذي لم يستطع حتى الآن، ايجاد حلول بديلة لازمات المدينة، وظهر من خلال الممارسة انه "لا يفرق" عن غيره من المجالس السابقة إلا بالأسماء... فماذا يحصل داخل البيت؟
قصة "انهيار القلعة" بدأت فعلياً قبل نحو خمسة أشهر مع تهاوي اركان "مكتب ناشطون" (شباب اشرف ريفي) ثم تدحرجت الاستقالات من مستشار ريفي الشخصي، عمر صلاح الشّامي الى المختار المنتخب عبداللّه البقا وأخيراً هيثم فرحة، وهو أبرز المُقرّبين من ريفي، وآخر يدعى بدر نحاس.
قيل الكثير عن أسباب تلك الاستقالات وربطت بأمورٍ تتصل بغياب الموارد المالية المنقطعة منذ شهور نتيجة "ازمة مالية متتالية يعاني منها احد ابرز الممولين"، لكن الامور من وجهة نظر مصادر شمالية عليمة تختلف، إذ تعتبر أن من أسبابها "الجنوح عن بنود الخطاب السياسي، والانزلاق الى علاقات مع شخصيات في 8 آذار كالرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي".
لكن لدى مصادر كانت مقربة جداً من ريفي تورد رواية اخرى تصفها بـ"السبب الدقيق خلف الانهيار" وتلخصه بـ"سلطة ونفوذ السيدة سليمة (زوجة ريفي) داخل الفريق السياسي".
بيت القصيد يكمن في "تقاسم الادارة داخل التيار"، إذ عُهد للسيدة سليمة ادارة الشق اللوجستي أي أنها استلمت مهام الاشراف والتنسيق بين "مكاتب الناشطين" فيما اختص زوجها بحياكة ورسم الخطاب السياسي والقيام بجولات وزيارات ولقاءات، اضافة الى الحشد والاستقطاب.
وبنتيجة اختلاف النظرة للامور، ساد التباعد بين مسؤولي المكاتب والسيدة سليمة ما انعكس على العلاقة بين الهرم والقاعدة وتالياً ترك بالغ الأثّر على المسؤولين داخل تيار ريفي، الذين وجدوا أنفسهم تحت تأثير ضغوطات لم يعهدوها.
ومما زاد الطين بلة، هو الاتهامات بالاستنسابية في القرارات المتخذة، وهي كلمات تبادلها المسؤولون فيما بينهم وخلال تواصلهم الخاص، بالاضافة الى عدم مراعاة الرأي والرأي الآخر والتصرف بفوقية!
وتلمّح المصادر، إلى ان هذا الاسلوب تجسد في المحاسبة على تسريب فيديو اللقاء الشهير بين اللواء ريفي والسفيرين الاماراتي والسعودي، الذي تخلله "سقطة" احرجت المضيف.
وبدل ان يجري التعامل مع الحادثة "وفق الاصول"، أتخذت السيدة "سليمة" قراراً بتغيير كامل "الطقم الامني" المكلف حراسة ومرافقة "اللواء" واستبداله بآخر جديد مؤلف من عناصر جديدة، ما شكل صدمةً لاشخاص قدموا خدمات أمنية منذ شهور وصرفوا من اعمالهم تعسفاً.
في الخلاصة، يقول معنيون أنّ "عاصفة ريفي آخذة بالانحسار" و"الانتفاضة" التي رفعت شعارات ذات سقوف مرتفعة آخذة بالانهيار، والخارجين من تحت عباءة "ريفي" لم يجدوا تعباً في العودة الى تحت عباءة تيار المستقبل "خصم الامس".. الذي يعد أكثر المستفيدين من "تهاوي القلعة".