صحيفة "يديعوت أحرونوت" -  سمدار بيري

فاجأت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الجميع باستثناء السعوديين. يوم الثلاثاء غرّد وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان على موقع "تويتر" أنه "يجب اجتثاث ايدي ايران الشريرة"، واعدًا "بتطور دراماتيكي سيحدث في المستقبل القريب جدا".

 السعوديون هم رعاة رئيس الوزراء المستقيل. على أراضيها ولد منذ 47 عاما، وهناك قام بخطواته الأولى في شركة المقاولين "أوجيه" التي وضعته على قائمة أغنياء العالم مع ثروة شخصية حجمها مليارا دولار. أولئك الذين عرفوه جيدًا حتى لدينا يُقسمون بأنه لم يرغب بتاتًا بالقفز إلى "المياه السياسية" في لبنان، فالعائلة الحاكمة في السعودية هي التي أرسلته للمنافسة على رئاسة الوزراء في لبنان وموّلت حملته الانتخابية.

من وجهة نظر لبنانية، فإن خطط الاغتيال التي كُشف عنها أمس في خطاب استقالة الحريري ليست سوى ذريعة. لا يعتقد احد في بيروت ان رئيس الوزراء استقال من اجل تجنب مصير مماثل لمصير والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في قلب بيروت عام 2005. ففي نهاية الأمر، قام خلال أقلّ من أسبوع بزيارة السعودية مرتين حيث التقى ولي العهد محمد بن سلمان. ويمكن الافتراض بأنهم قاموا هناك بصياغة خطاب استقالته بهدف "إدخال لبنان في دوامة سياسية من شأنها أن تُضعف قوة حزب الله".

إن الهدف من رحيل الحريري هو تمهيد الطريق لتصعيد المواجهة بين السعودية وإيران. لم يتم الكشف بعد عن كل مخططات ولي العهد السعودي، ولكن في بيروت يقدّر المعنيون أن حزب الله دخل بالفعل في حالة تأهب.