ارشيف من :أخبار العدو

’هآرتس’ تكشف ما وراء استقالة الحريري من الرياض

’هآرتس’ تكشف ما وراء استقالة الحريري من الرياض

حذّر سفير أميركا السابق لدى كيان العدو دانيال شابيرو، تل أبيب من الانجراف وراء رغبة ما وصفهم بحلفائها في السعودية في محاربة حزب الله، كاشفاً عن السيناريوهات المرجحة وراء استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.

وزعم شابيرو في مقال نشره في صحيفة "هآرتس" "الإسرائيلية" أن الرابط بين استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المفاجئة وتهديد حزب الله بالاغتيال، وبين السعودية و"إسرائيل" هو إيران، مشدداً على ضرورة أن لا تنجر "إسرائيل" من قبل الرياض إلى مواجهة سابقة لأوانها.

وأشار الكاتب إلى أنّ" سعد الحريري، كان يواجه حالة من الخسارة الجماعية في محاولته للاضطلاع بمهام منصبه، لكن رحيله يبشر بامتداد التوترات المتصاعدة بين السعودية وإيران عبر المنطقة، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على "إسرائيل"".

وقال شابيرو"إنّ الحريري رجلٌ طيب، ولكنه ليس قائداً سياسياً بطبيعته"، مضيفاً " وفرضت عليه المسؤولية كزعيم للكتلة السنية اللبنانية بعد اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005".

وتابع "لكن كانت هناك قوة أخرى تدفعه إلى القيام بهذا الدور وهم رعاته السعوديون، فقد دعمت السعودية السنة في النظام السياسي الطائفي في لبنان منذ فترة طويلة، وكذلك أثناء الحرب الأهلية، وقدموا أيضاً دعماً مالياً لامبراطورية الحريري التجارية، ولم يستطع الحريري التحرك يميناً أو يساراً دون دعمٍ سعودي، ولم يستطع أن يرفض الأوامر بالعودة إلى لبنان كرئيس للوزراء".

وادعى شابيرو أن" الحريري واجه مشكلات لا حصر لها خلال فترة ولايته الأولى، "منها أن وزراء حزب الله في مجلس الوزراء كانوا يستطيعون إسقاط حكومته في أي وقت، وتعطل إجراءات المحكمة الخاصة التي تحقق في مقتل والده".

وأردف الكاتب "بدعم مستمر من السعودية والولايات المتحدة، صمد سعد الحريري أمام هذه الضغوط لبعض الوقت، لكن الدعم السعودي تراجع في عام 2010، عندما سعى الأمير عبد العزيز، ابن الملك عبد الله آنذاك، إلى التقارب مع الأسد"، وأضاف "عندما رفض الحريري مجاراته، سحب حزب الله وزراءه من حكومته، ما أدى إلى سقوطها بطريقة مهينة".

وأشار شابيرو الى أن" الحريري عاد في ظل ظروف أكثر صعوبة من تلك التي سادت خلال ولايته الأولى مرة أخرى، لأن السعوديين قدموا له عرضاً لا يمكن رفضه، و"لكن هذه كانت سلالة جديدة من الحكام السعوديين، لم يكن الملك عبد الله يحب إيران، التي وصفها بأنها رأس الثعبان الذي ينشر السم في جميع أنحاء الشرق الأوسط" وفق زعمه.

وتابع" لكنه اختار مواقع محددة لمواجهة خصومه الإيرانيين، وخفض خسائره في لبنان في عام 2011، ويبدو أن خليفته، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإبنه الأمير محمد بن سلمان، مصمِّمان على مقارعة إيران من اليمن إلى سوريا إلى لبنان"، لافتاً الى أن إعادة الحريري إلى بيروت على الأقل تمثل وجود لاعب لهم في الميدان.

وأردف السفير  "إنّ الحريري واجه مهمة مستحيلة حقاً، فقد زادت "هيمنة" حزب الله على السياسة اللبنانية، وعلى الرغم من استمرار الدعم الأميركي للقوات المسلحة اللبنانية، التي تبدو وكأنها موازنة للقوى "الشيعية"، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن حزب الله يمكنه أن يخيفها، ويتغلغل فيها، وعندما يدعو الأمر، يهيمن عليها".

كما أنّ "تطورات الحرب الأهلية السورية زادت الوضع سوءاً، فكلما اشتعل القتال، كانت أولوية حزب الله هي دعم الأسد، ما سهل نقل الأسلحة الإيرانية إلى أيدي حزب الله، حين تم ضمان مستقبل الأسد، برعاية روسيا وإيران، عاد مقاتلو حزب الله إلى ديارهم في لبنان، وبالتالي تمكنت قيادتهم من العودة للتركيز على المعارك اللبنانية الداخلية"، على حد قول الكاتب.

وتساءل الكاتب ما إذا كانت استقالته علامة على سحب السعوديين دعمهم له مرة أخرى.

وأشار الى أنه في البداية، يبدو أن ذلك غير متسق مع رغبة الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد في مواجهة ما أسماهم "وكلاء إيران" على كل جبهة، مضيفاً "لكن من المحتمل أن السعوديين يحاولون خلق سياق لطريقة مختلفة لمقارعة إيران في لبنان والحرب بين "إسرائيل" وحزب الله".

’هآرتس’ تكشف ما وراء استقالة الحريري من الرياض

وتابع "بما أن الأسد قد نجا من التحدي الذي شكَّلته المعارضة المدعومة من الرياض، فإن القيادة السعودية قد تأمل في نقل مواجهاتها مع إيران من سوريا إلى لبنان.

ومن خلال سحب الحريري من منصبه. قد يأملون في التأكد من أن حزب الله يتحمل اللوم والمسؤولية عن تحديات لبنان، من رعاية اللاجئين السوريين إلى تطهير البلاد من تنظيمي القاعدة و"داعش""، وأضاف "قد يعتقد السعوديون أن ذلك قد يقود حزب الله إلى السعي إلى مواجهة مع "إسرائيل" كوسيلة لتوحيد الدعم اللبناني لهيمنة الحزب".

ولفت شابيرو إلى أَن "اعتقالات هذا الأسبوع للأمراء السعوديين في ظل حملة الفساد المزعومة، توضح أنه لم يعد لدى الملك سلمان وولي العهد سوى القليل من الصبر على ترتيب الأوضاع في الصورة".

وأشار الى أن" القادة "الإسرائيليين" يستعدون للحرب المقبلة مع حزب الله منذ عام 2006، وتصعيد إيران المتزايد في المنطقة يدل بوضوح على أنها ستكون حرباً لتقليص ما أسماه "التهديد الإيراني" على حدود الكيان، حتى أكثر من الحرب السابقة، لافتاً الى أن أهداف "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية متحدة تماماً في هذا الصراع الإقليمي، بحسب الكاتب، ولا يمكن للسعوديين إلا أن يعجبوا بتصعيد "إسرائيل" المتزايد لضرب "التهديدات الإيرانية" في سوريا.

وبحسب شابيرو، سيتعين على "إسرائيل" أن تتخذ قرارها عندما يكون الوقت مناسباً لذلك، وعندما تأتي لحظة الحقيقة، يجب على حلفاء "إسرائيل"، مع الولايات المتحدة، أن يقدموا الدعم الكامل.

2017-11-08