كتب مصطفى خازم

قال العرب قديماً: لا تأكلوا السمك واللبن.. البعض فسره على انه دعوة لعدم الجمع بين الاثنين، والبعض الآخر اعتبره دعوة لعدم أكل الاثنين.. أما الثالث فأكل وكما يقال عندنا في لبنان.. و"بحلق عينيه"..
في قصر الشعب في بعبدا قبل يومين أجاب مندوب الاكثرية لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية التي ينوي تشكيلها عندما "تستوي الطبخة".. ونتمنى ألا تكون طبخة بحص، على سؤال واضح ومحدد: "هناك أطراف تتحدث عن أن تشكيل الحكومة ينتظر حل مشكلة مزارع شبعا التي تحدثت عنها الوزيرة رايس وقضية تبادل الأسرى، وبالتالي يمكن عندها عدم ورود كلمة مقاومة أو الاستراتيجية الدفاعية أو ما شابه في البيان الوزاري؟".
فأجاب: "هذا سؤال سمك لبن تمر هندي، أتيت من كل واد عصا ليس لهم علاقة ببعضهم البعض، وبالتالي ولا جانب من هذا السؤال له علاقة بالجانب الآخر". عجيب.. وعلامة تعجب أكبر!!!
لا علاقة لماذا بماذا يا سيد سنيورة؟
بالامس كنت في الخرطوم وقامت القيامة على المقاومة او الميليشيا، ليأتي صوت الرئيس نبيه بري من تحت قبة برلمان الشعب.. مؤكدا عليها.. مقاومة وأنها باقية.. باقية.. باقية...
وبالامس أيضاً قالت عنها "رايس" وأذنابها إنها "إرهاب" وجاءت لتعيد درس ما قبل قمة الخرطوم.. ولكن ما لم تفقهه "رايس" وأذنابها.. أن المقاومة هي شرف الأمة، أما صغار.. الكسبة والمرتزقة على أبواب الزعماء مهما علاهم الشيب.. سيبقون أصحاب النفوس الصغيرة.. يقتاتون على موائد اللئام..
ونعود لما قاله العرب عن السمك واللبن، لأنه يبدو ان هناك ما يجمعهما.. وإلا لما اعترض السنيورة على السؤال..
يجمعهما فوائد كثيرة ترتجى لمن أراد الخير.. فهذه الاطعمة والاشربة تقيت البدن وتثير المحفزات من اجل تجديد النشاط بشكل دائم، اما التمر الهندي فهو ما يبرد القلب في الاوقات الحارة.. وبالتالي هؤلاء الثلاثة لهم هدف مشترك..
وتبقى المقاومة.. فهي كل هؤلاء. تحرير مزارع شبعا.. يحتاج مقاومة..
تحرير الاسرى.. يحتاج مقاومة.. لبنان قوي.. يحتاج مقاومة.. أما سياسة الدموع.. واللحى المبللة فهي لا تحمي أحداً..
هي مقاومة دفعت ثمن تحرير الوطن.. فيما كل العملاء الجدد والتاريخيين يعبثون ويلهون بأموال المهجرين والتعويضات والسرقات..
اليوم جاء يوم الحساب.. وهو طويل وطويل جداً..
يبدأ مع من أراد محاسبة المقاومة.. ولا ينتهي مع "شرابة خرج" أو" خرج بشرابة" على حد قول الراحل فيلمون وهبي.. قلة فرق..
أما "الصبر الطويل" فيذكرنا بشكر صاحبه لـ"رايس" على طول صبرها على شعب لبنان، كيف انه يقاوم الاحتلال..
"عن جد اللي استحوا ماتوا"..
كنا بين المقاومة والميليشيا وبتنا بين الميليشيا والارهاب..
يبقى ان ما تقوم به "سيسون" ليس أقل مما يرتكبه أذنابها.. فشكرا لمدينة الحسين(ع) على الدرس التقليدي في العروبة والشهامة..
فعلاً .. للصبر حدود..
الانتقاد/ العدد1274ـ 19 حزيران/ يونيو 2008