ارشيف من :ترجمات ودراسات
«يديعوت»: إسرائيل تعرف واللبنانيون يعرفون أننا سنعود
بعد أن صمتت مدافع التوتير الإعلامي في «هآرتس» حان دور «يديعوت أحرونوت» التي لا تكتفي بإطلاق قذائف محدودة أو قصيرة المدى. فبعد يوم واحد من قول المراسل السياسي شمعون شيفر بأن سبب التوتير الإعلامي للجبهة اللبنانية هو ما يفعله «حزب الله» في فنزويلا وأميركا الجنوبية، جاء دور المراسل العسكري أليكس فيشمان ليتحدث عما يفعله الحزب في مارون الراس وبيت ياحون.
وينطلق فيشمان، في مقالته التحليلية للتوتير، من واقع أن الهدوء البادي على أرض الواقع ليس سوى مظهر زائف لأن كل الأمور تعد من أجل الجولة المقبلة. وهو يؤكد أن أسماء القرى في الجنوب اللبناني معروفة وأنه «منذ مدة غير بعيدة كنا هناك، ويبدو أن لا مفر من أن نعود إلى هناك. نحن نعرف ذلك وهم يعرفونه».
وشدد فيشمان على أن «الفجوة بين ما تراه الأعين المنتصبة عند الحدود وبين ما يحدث فعلا تحت سطح الأرض هائلة. الفجوة بين التصريحات السياسية من جانبي الحدود في الأسابيع الأخيرة وبين النيات الحقيقية لا تقل عن ذلك تبايناً. الجميع يركزون على الدعاية والجميع خائفون ويعملون على التأثير على الرأي العام. وسائل الإعلام هي السلاح المركزي في حرب الكلمات هذه. السياسيون من الجانبين يعزفون هذه الكلمات، وعناوين الصحف تأتي متلائمة. في أحد الأيام يهددون ويسخنون، وفي اليوم التالي يهدئون الخواطر. الجانبان ينبحان على بعضهما البعض قائلين: احذر فسأعضك. ولكن الحقيقة هي أن أحدا منهما، لا يرغب بهذه المجابهة الآن».
ومع ذلك كتب فيشمان إن «التهديد من جنوب لبنان بالنسبة لإسرائيل حقيقي، وهو آخذ في التزايد يوماً بعد يوم. رغم ذلك ليست في إسرائيل أية نية لتغيير الواقع القائم. هذا لا يمنع السياسيين عندنا من إطلاق تصريحات معاكسة تماماً. وعليكم أن تثقوا بأن هذه التصريحات الحماسية محفوظة في الجوارير عميقاً استعداداً للجنة التحقيق المقبلة».
ولكن هذه التصريحات، وفق فيشمان، تعبر في الواقع عن استراتيجية إسرائيلية جديدة في مواجهة لبنان: لا فصل بين حكومة بيروت و«حزب الله». كل حادثة مع الحزب في إسرائيل أو في الخارج تتحمل مسؤوليتها الدولة اللبنانية. ويرى أنه ما من شك في أن سخونة تموز وحزيران قد دفعتنا إلى الصعود فوق شجرة عالية.
كما أن «حزب الله» أيضاً، كما تقول كل الأطراف عندنا، لا يمتلك مصلحة في إشعال النار داخل إسرائيل الآن. «حزب الله» كما يدّعي الخبراء مشغول الآن في الساحة الداخلية اللبنانية، وبناء مكانته السياسية بعد فشله النسبي في الانتخابات وفي تشكيل الائتلاف في حكومة سعد الحريري. ولهذا يتساءل عن سبب صراخ «حزب الله» ويرد: لأنه خائف. الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله واثق من أن إسرائيل ستهاجمه في كل لحظة.
ويشير فيشمان إلى الحرج الذي أصاب «حزب الله» جراء انفجار خربة سلم. فقد أثبت الانفجار للأمم المتحدة أن كل ما تقوله إسرائيل عن انتشار الحزب جنوبي الليطاني، صحيح. كما أشار إلى شبكات التجسس الكثيرة التي ضبطت في لبنان، والتي تزيد مخاوف «حزب الله» وتدفعه إلى رفع صوته أعلى في حرب الكلمات.
ويضيف أن الحزب «سمع بعد الحرب قائد المنطقة الشمالية يتحدث عن «نظرية الضاحية» التي تحذر من أن كل مكان تطلق منه النار على إسرائيل سيدمر بما في ذلك التجمعات المدنية. وهم شاهدوا إسرائيل وهي تنفذ جزءا من هذه النظرية في قطاع غزة. وهكذا ها هم يصرحون الآن مع ارتفاع درجة حرارة آب: كل تعرض للضاحية في بيروت سيعرض تل أبيب للهجمات. تل أبيب احتلت مكان حيفا التي كانت هدفا في السابق. خاتمة هذه المعركة الكلامية: نحن سندمر لبنان وهم سيدمرون تل أبيب».
واعتبر فيشمان أن بؤرتي التوتر هما تغيير الواقع التسليحي بشكل جوهري بتسلم «حزب الله» لصواريخ حديثة مضادة للطائرات أو للدبابات، أو تسليم الحزب لصواريخ أرض - أرض أبعد مدى وأشد فتكاً. والثانية محاولة الثأر لاغتيال الشهيد عماد مغنية بتنفيذ عملية ضد مصلحة إسرائيلية في الخارج.
ولاحظ فيشمان أن العجائب هي إحدى سمات الحدود اللبنانية «فرغم النباح الصيفي المتبادل إلا أن حركات غير عادية من الجانبين لم تحصل». ويشير إلى أنه رغم الهدوء فإن التدقيق في الصور الجوية يظهر مناطق لا تكون فيها القرية مجرد قرية وإنما «قيادة قطاعية لحزب الله مع عشرات من المقاتلين من سكان المكان. وفي المكان تتحرك وحدة من مقاتلي سلاح المشاة والهندسة والصواريخ والعبوات الناسفة والراجمات والقناصين. من المعتقد أيضاً انه وفقاً لخيرة ما أنتجه الفن المعماري في حزب الله فتحت احد المنازل في القرية يوجد نفق يوصل إلى محمية طبيعية».
ويضيف أن المقاتلين الموجودين في القرية يؤدون دوراً مهماً في التصدي للقوات الإسرائيلية الراجلة التي ستدخل لبنان في حالة نشوب الحرب. وأن في جنوب لبنان 150 قرية كهذه - مواقع عسكرية بأحجام مختلفة. المواقع المتقدمة منها ستزعج سكان الشمال أما الأكثر عمقا فستتصدى للقوات المنقضة وتطلق الصواريخ بعيدة المدى. كل موقع كهذا يتمتع باستقلال ذاتي ويدافع عن المواقع المحيطة به. كل مجموعة مواقع قروية كهذه تشكل قطاعاً، وكل منطقة قطاعية تشكل قوة توازي اللواء، وبالمناسبة لا يدور الحديث هنا عن القرى الشيعية فقط. هناك مواقع كهذه أيضاً في قرى أخرى وبجوار القرى الدرزية.
وتابع انه على رأس هذه القوات قادة للقطاعات والمواقع وقادة ألوية وحتى غرفة عمليات قيادية لجنوب لبنان. هم يتدربون على القتال ضد إسرائيل والمعيقات التي ستوضع أمام تقدم المدرعات الإسرائيلية. صواريخهم تغطي كل مساحة إسرائيل حتى ديمونا.
وأنهى فيشمان مقالته بالقول إنه «في القرى الوادعة كما يبدو للوهلة الأولى في جنوب لبنان وفي مخازن على غرار ذاك الذي انفجر في تموز توجد صواريخ تغطي منطقة غوش دان كلها: صواريخ «فجر 3» و«فجر 5» التي يصل مداها من 70 إلى 150 كيلومتراً وصواريخ 302 مليمتر لمدى 220 كيلومتراً وآلاف الصواريخ قصيرة المدى حتى 40 كيلومتراً. وشمال الليطاني توجد صواريخ من طراز زلزال التي يفترض بها أن تشغل إسرائيل على المدى بين تل أبيب وديمونا. وبين المواقع تنتشر مناطق مفتوحة سيتوجب على قوات الجيش الإسرائيلي أن تجتازها. وهناك سيصطدمون بمحميات طبيعية من نوع آخر يقيم فيها مئات كثيرون من أعضاء قوات حزب الله الخاصة المزودين بالصواريخ المضادة للدبابات طويلة المدى مثل الكورنيت والعبوات الناسفة والأفخاخ. ليس غريباً أن أحداً لا يسارع لا عندنا ولا عندهم لبدء الحكاية من جديد. وهكذا في الوقت الحالي يقومون بنفخ العضلات. عندما تطلق الألسنة كلماتها، تصمت المدافع».
السفير
وينطلق فيشمان، في مقالته التحليلية للتوتير، من واقع أن الهدوء البادي على أرض الواقع ليس سوى مظهر زائف لأن كل الأمور تعد من أجل الجولة المقبلة. وهو يؤكد أن أسماء القرى في الجنوب اللبناني معروفة وأنه «منذ مدة غير بعيدة كنا هناك، ويبدو أن لا مفر من أن نعود إلى هناك. نحن نعرف ذلك وهم يعرفونه».
وشدد فيشمان على أن «الفجوة بين ما تراه الأعين المنتصبة عند الحدود وبين ما يحدث فعلا تحت سطح الأرض هائلة. الفجوة بين التصريحات السياسية من جانبي الحدود في الأسابيع الأخيرة وبين النيات الحقيقية لا تقل عن ذلك تبايناً. الجميع يركزون على الدعاية والجميع خائفون ويعملون على التأثير على الرأي العام. وسائل الإعلام هي السلاح المركزي في حرب الكلمات هذه. السياسيون من الجانبين يعزفون هذه الكلمات، وعناوين الصحف تأتي متلائمة. في أحد الأيام يهددون ويسخنون، وفي اليوم التالي يهدئون الخواطر. الجانبان ينبحان على بعضهما البعض قائلين: احذر فسأعضك. ولكن الحقيقة هي أن أحدا منهما، لا يرغب بهذه المجابهة الآن».
ومع ذلك كتب فيشمان إن «التهديد من جنوب لبنان بالنسبة لإسرائيل حقيقي، وهو آخذ في التزايد يوماً بعد يوم. رغم ذلك ليست في إسرائيل أية نية لتغيير الواقع القائم. هذا لا يمنع السياسيين عندنا من إطلاق تصريحات معاكسة تماماً. وعليكم أن تثقوا بأن هذه التصريحات الحماسية محفوظة في الجوارير عميقاً استعداداً للجنة التحقيق المقبلة».
ولكن هذه التصريحات، وفق فيشمان، تعبر في الواقع عن استراتيجية إسرائيلية جديدة في مواجهة لبنان: لا فصل بين حكومة بيروت و«حزب الله». كل حادثة مع الحزب في إسرائيل أو في الخارج تتحمل مسؤوليتها الدولة اللبنانية. ويرى أنه ما من شك في أن سخونة تموز وحزيران قد دفعتنا إلى الصعود فوق شجرة عالية.
كما أن «حزب الله» أيضاً، كما تقول كل الأطراف عندنا، لا يمتلك مصلحة في إشعال النار داخل إسرائيل الآن. «حزب الله» كما يدّعي الخبراء مشغول الآن في الساحة الداخلية اللبنانية، وبناء مكانته السياسية بعد فشله النسبي في الانتخابات وفي تشكيل الائتلاف في حكومة سعد الحريري. ولهذا يتساءل عن سبب صراخ «حزب الله» ويرد: لأنه خائف. الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله واثق من أن إسرائيل ستهاجمه في كل لحظة.
ويشير فيشمان إلى الحرج الذي أصاب «حزب الله» جراء انفجار خربة سلم. فقد أثبت الانفجار للأمم المتحدة أن كل ما تقوله إسرائيل عن انتشار الحزب جنوبي الليطاني، صحيح. كما أشار إلى شبكات التجسس الكثيرة التي ضبطت في لبنان، والتي تزيد مخاوف «حزب الله» وتدفعه إلى رفع صوته أعلى في حرب الكلمات.
ويضيف أن الحزب «سمع بعد الحرب قائد المنطقة الشمالية يتحدث عن «نظرية الضاحية» التي تحذر من أن كل مكان تطلق منه النار على إسرائيل سيدمر بما في ذلك التجمعات المدنية. وهم شاهدوا إسرائيل وهي تنفذ جزءا من هذه النظرية في قطاع غزة. وهكذا ها هم يصرحون الآن مع ارتفاع درجة حرارة آب: كل تعرض للضاحية في بيروت سيعرض تل أبيب للهجمات. تل أبيب احتلت مكان حيفا التي كانت هدفا في السابق. خاتمة هذه المعركة الكلامية: نحن سندمر لبنان وهم سيدمرون تل أبيب».
واعتبر فيشمان أن بؤرتي التوتر هما تغيير الواقع التسليحي بشكل جوهري بتسلم «حزب الله» لصواريخ حديثة مضادة للطائرات أو للدبابات، أو تسليم الحزب لصواريخ أرض - أرض أبعد مدى وأشد فتكاً. والثانية محاولة الثأر لاغتيال الشهيد عماد مغنية بتنفيذ عملية ضد مصلحة إسرائيلية في الخارج.
ولاحظ فيشمان أن العجائب هي إحدى سمات الحدود اللبنانية «فرغم النباح الصيفي المتبادل إلا أن حركات غير عادية من الجانبين لم تحصل». ويشير إلى أنه رغم الهدوء فإن التدقيق في الصور الجوية يظهر مناطق لا تكون فيها القرية مجرد قرية وإنما «قيادة قطاعية لحزب الله مع عشرات من المقاتلين من سكان المكان. وفي المكان تتحرك وحدة من مقاتلي سلاح المشاة والهندسة والصواريخ والعبوات الناسفة والراجمات والقناصين. من المعتقد أيضاً انه وفقاً لخيرة ما أنتجه الفن المعماري في حزب الله فتحت احد المنازل في القرية يوجد نفق يوصل إلى محمية طبيعية».
ويضيف أن المقاتلين الموجودين في القرية يؤدون دوراً مهماً في التصدي للقوات الإسرائيلية الراجلة التي ستدخل لبنان في حالة نشوب الحرب. وأن في جنوب لبنان 150 قرية كهذه - مواقع عسكرية بأحجام مختلفة. المواقع المتقدمة منها ستزعج سكان الشمال أما الأكثر عمقا فستتصدى للقوات المنقضة وتطلق الصواريخ بعيدة المدى. كل موقع كهذا يتمتع باستقلال ذاتي ويدافع عن المواقع المحيطة به. كل مجموعة مواقع قروية كهذه تشكل قطاعاً، وكل منطقة قطاعية تشكل قوة توازي اللواء، وبالمناسبة لا يدور الحديث هنا عن القرى الشيعية فقط. هناك مواقع كهذه أيضاً في قرى أخرى وبجوار القرى الدرزية.
وتابع انه على رأس هذه القوات قادة للقطاعات والمواقع وقادة ألوية وحتى غرفة عمليات قيادية لجنوب لبنان. هم يتدربون على القتال ضد إسرائيل والمعيقات التي ستوضع أمام تقدم المدرعات الإسرائيلية. صواريخهم تغطي كل مساحة إسرائيل حتى ديمونا.
وأنهى فيشمان مقالته بالقول إنه «في القرى الوادعة كما يبدو للوهلة الأولى في جنوب لبنان وفي مخازن على غرار ذاك الذي انفجر في تموز توجد صواريخ تغطي منطقة غوش دان كلها: صواريخ «فجر 3» و«فجر 5» التي يصل مداها من 70 إلى 150 كيلومتراً وصواريخ 302 مليمتر لمدى 220 كيلومتراً وآلاف الصواريخ قصيرة المدى حتى 40 كيلومتراً. وشمال الليطاني توجد صواريخ من طراز زلزال التي يفترض بها أن تشغل إسرائيل على المدى بين تل أبيب وديمونا. وبين المواقع تنتشر مناطق مفتوحة سيتوجب على قوات الجيش الإسرائيلي أن تجتازها. وهناك سيصطدمون بمحميات طبيعية من نوع آخر يقيم فيها مئات كثيرون من أعضاء قوات حزب الله الخاصة المزودين بالصواريخ المضادة للدبابات طويلة المدى مثل الكورنيت والعبوات الناسفة والأفخاخ. ليس غريباً أن أحداً لا يسارع لا عندنا ولا عندهم لبدء الحكاية من جديد. وهكذا في الوقت الحالي يقومون بنفخ العضلات. عندما تطلق الألسنة كلماتها، تصمت المدافع».
السفير