ارشيف من :أخبار عالمية
"الثورة": اسرائيل تريد شيئا من وراء تهديداتها ويجب الاستعداد لها
المحرر الاقليمي + صحيفة "الثورة"
كتب رئيس تحرير صحيفة "الثورة" السورية في عددها اليوم يقول "اننا نتفق مع الأمين العام السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله فيما ذهب إليه في خطابه بذكرى النصر بخصوص رؤيته للتهديدات الإسرائيلية الأخيرة المتكررة للبنان من حيث إن من يريد الحرب لا يخطب بها من خلف ميكروفونات الإعلام".
لكن رأى ان التهديدات "سواء كانت حقيقية أم إعلامية فهي تهديدات، فإن صحّ أنها اتجاه للحرب يجب الاستعداد لها وإن صح أنها إعلامية فهي لم تلق عن عبث"، معتبرا ان "ثمة ما تريده إسرائيل من خلفها".
ولفت الى ان "الكيان الإرهابي الصهيوني لا يحتاج إلى برهان لنؤكد عدوانيته وعدائيته"، معتبرا "ان العامل الوحيد الذي يردع إسرائيل عن تهديداتها ويمنعها من تحويلها إلى فعل هو حسابات الربح والخسارة لديها، ويستحيل أن تؤجل ليوم واحد أي أذى يمكن أن تلحقه بأي دولة عربية أو أي عربي إن كانت واثقة من أنها الرابحة من مختلف النواحي ويتساوى أمام موقفها الجميع، مصر، سوريا فلسطين، السعودية ولبنان وكل شبر من الأرض العربية، لأن إسرائيل تريد الأرض العربية دون السكان العرب، هكذا كانوا وما زالوا رغم أعراض انكسار حلمهم التوسعي".
ورأى انه "إذا رجحنا كون هذه التهديدات إعلامية فقط فإن لذلك أيضاً أسبابه، ويندرج ضمن جملة بيانات مباشرة وغير مباشرة تعلنها اسرائيل"، فهي كما يقول رئيس تحرير "الثورة"، "تهدد إيران وتستعدي عليها العالم، وتهدد لبنان مستذكرة وجهها الممرغ في الوحل تحت أقدام المقاومين في حرب تموز، وتغذي الخلاف الفلسطيني، وترفض الوساطة التركية للمحادثات غير المباشرة مع سوريا كما ترفض السلام مع سوريا".
ومحصلة ذلك كله، بحسب الكاتب، "رسالة مركبة توجهها للولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما حيث تداولت الأخبار أنه بصدد تقديم المخطط النهائي لرؤيته لسلام الشرق الأوسط، أوراق تدفعها في وجه الرئيس الأميركي تقول: دع عنك مشروع السلام، مازال الوقت مبكراً وليكن التقدم باتجاه خطوة واحدة، تعالج وضع إيران النووي وحزب الله والمقاومة الفلسطينية والرؤية السورية للسلام القائمة على إنهاء الاحتلال ثم وكي يتحرك من في خدمتها ضد أي توجه مهما كان محدوداً للرئيس أوباما باتجاه مخطط للسلام، تدق طبول الحرب، فيتحركون لتكون هناك قضية بلا قضية حتى وإن اضطرهم الأمر إلى التسخين الفعلي، فلا يستهين أحد بالتهديدات الإسرائيلية ولاسيما إن صحّت النيّات وصحّت العزائم من الإدارة الأميركية باتجاه السلام".
ولفت الكاتب الى ان "نهج المقاومة يعرف ذلك كله ويجب أن يعرفه وبالتالي لن ينجر أحد وراء التهديدات الإسرائيلية على أساس أنها إطلاق نار ولن تنام عنها العقول على أساس أنها جعجعة وفقط هي وإن كانت جعجعة إعلامية لها دلالاتها".
ووضع الكاتب تصورا أن "مبعوث السلام للشرق الاوسط السيناتور جورج ميتشل قادم إلى المنطقة ومعه رؤوس أقلام لمخطط السلام، واستقبلته هذه الأجواء التي تصنعها إسرائيل فقد يفكر بأن ينتظر كي يبرد الجو ولو كان التسخين من جانب واحد"، معتبرا "ان الالتزام الأميركي المعلن دائماً ودون مبرر غالباً بأمن إسرائيل، يجعل أي قرار أميركي يواجه ضغط هذا الأمن الإسرائيلي والتهديد المزعوم له.. حتى وإن كان التهديد من إسرائيل نفسها".
واشار الى ان الإدارة الأميركية تعرف جيداً ذلك ويعرف الكونغرس أيضاً وتعرف كل قوى الضغط في الولايات المتحدة، يعرفون غاية الهرج الإسرائيلي والتهديدات المستمرة وأجواء الحرب التي يريدونها، والكذب في ذلك كله والغاية منه".
لكن الكاتب يتساءل "من بين هؤلاء الذين يعرفون، كم نسبة الذين يضمون جهودهم إلى الجهود الإسرائيلية المعادية للسلام ومستعدون لدور في هذه الدبكة الإعلامية وكم نسبة الذين لديهم الجرأة لكشف كذب المزاعم الإسرائيلية ولدعم جهود التوجه للسلام إن وجدت؟".