ارشيف من :ترجمات ودراسات

وقفة مع اقرار نتنياهو بهزيمة "إسرائيل" في مواجهة حزب الله

وقفة مع اقرار نتنياهو بهزيمة "إسرائيل" في مواجهة حزب الله

كتب المحرر العبري

تناول رئيس وزراء العدو " بنيامين نتنياهو " ، كغيره من القادة الاسرائيليين ، الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في العام 2006، وتوقف عند النتائج التي تمخضت عنها. وعبر نتنياهو قبل توليه رئاسة الحكومة ، عن تخوفه مما آلت اليه تلك الحرب. واختار لذلك المقارنة بينها وبين نتائج حرب حزيران 1967 حيث "شكلت هذه الحرب مؤشرا على انتقال " إسرائيل"  من دولة كان اصل وجودها موضع علامة استفهام إلى دولة من غير الممكن التغلب عليها..... في حين انه منذ الانسحاب الاحادي من لبنان ، ومرورا بالانسحاب الاحادي من قطاع غزة ، وصولا إلى ما بعد حرب لبنان الثانية، انقلب الاتجاه والان اصبح من الواضح بأن "إسرائيل "لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها. وعادت علامة الاستفهام ترفرف فوق بقاء دولة" إسرائيل "، ليس فقط لدى الاعداء وانما ايضا لدى الاصدقاء".

ان اهمية ما تقدم لا تنبع فقط مما تضمنته من مواقف وانما ايضا من خلال حقيقة ان قائلها يتولى الان رئاسة الحكومة ومن المستبعد ان يبادر إلى تكرار نفس هذا الكلام بحكم كونه يحتل راس الهرم في القيادة الإسرائيلية. رغم انه كان يتولى، حين عبر عن هذا التقييم للحرب ونتائجها، رئاسة حزب الليكود والمعارضة في الكنيست الإسرائيلي.

لم يعلن نتنياهو المواقف التي اقدمها خلال خطاب جماهيري، وانما في "المركز المقدسي" للدراسات الإسرائيلية، وبحضور نخبة المجتمع الإسرائيلي. والمناسبة كانت ذكرى مرور اربعين سنة على صدور القرار 242.

يمكن القول ان مقاربة نتنياهو لنتائج حرب العام 2006، تضمنت اقرارا بالابعاد الاستراتيجية والتاريخية لنتائج هذه الحرب، خاصة وانه تحدث عن الاثار التي تركتها على مستقبل إسرائيل في المنطقة. وتحديدا عندما اعتبر أن حرب تموز غيَّرت (مع الانسحاب الاحادي من لبنان ومن ثم من غزة) حركة التاريخ بالنسبة لاسرائيل. وانتقلت من دولة تكرس وجودها، إلى دولة عاد اصل وجودها موضع شك ويمكن في حال توفرت شروط معينة ان تصبح في خبر كان.

في المقابل ينطوي إقرار نتنياهو بالهزيمة التي تلقتها "إسرائيل" في حرب تموز، على أخطار كبيرة من جهة أنها تعكس مستوى الحافزية التي يعيشها القادة الإسرائيليون لإعادة حرف حركة التاريخ ودفعها في نفس الاتجاه الذي كانت تتحرك ضمنه ما بين العام 1967 وقبل العقد الاول من القرن الواحد والعشرين. الأمر الذي يفرض حجما استثنائيا من الاستعداد والجهوزية ينبغي ان يكون عليها الطرف العربي عموما والطرفين اللبناني والفلسطيني خصوصا.

2009-08-19