تّوج مانشستر يونايتد بأعرق بطولة كرة قدم في العالم –كأس الاتحاد الإنجليزي- بعد فوزه على كريستال بالاس بشق الأنفس بهدفين لهدف، في المباراة النهائية التي جرت على ملعب "ويمبلي"، وامتدت حتى الدقيقة 120 بعد انتهاء وقتها الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله.
تبادل كلا الفريقين الهجمات على استحياء في أول خمس دقائق، إلى أن لعب الشاب الصاعد بسرعة الصاروخ "ماركوس راشفورد" كرة مزدوجة مع ماتا على حدود منطقة الجزاء، على إثرها اقتحم المنطقة المحظورة، ثم أطلق تصويبة بوجه قدمه الخارجي، أبعدها المدافع ديلاني بجسده قبل أن تسكن الشباك، لتذهب إلى ركنية.
ونفذ ماتا الركلة الركنية بإتقان على رأس البلجيكي مروان فيلاني، الذي سبق المدافعين، وحولها في أقصى الزاوية اليسرى للحارس هينيسي، لكن الكرة ارتطمت في جسد سواري وذهبت لركنية أخرى لم تُستغل.






ردة فعل النسور الأولى أتت بعد مرور 16 دقيقة، عندما احتسب الحكم "مارككلاتينبرج" ركلة حرة غير مباشرة من على حدود منطقة الجزاء، نفذها الفرنسي يوهان كاباي على القائم القريب، لبولاسي الذي قابل الكرة برأسية ليبعدها ديخيا بقبضة يده إلى ركنية، بعدها جاء الرد من الشياطين الحمر بتمريرة حريرية لخوات ماتا، هيأها لنفسه ثم سدد كرة مقوسة بقدمه اليسرى من الجهة اليمنى، إلا أن حامي عرين الفريق اللندني تصدى للكرة ببراعة يُحسد عليها.
ونفذماتا ركنية أخرى من نفس الجهة، ذهبت على رأس فيلاني الذي ارتقى للكرة وقابلها بضربة رأس مُتقنة، لكن المدافع سكوت دان أبعدها برأسه فوق المرمى، وقد أتى الدور على راشفورد من جديد، وهذه المرة هرب من الجهة اليمنى وشق طريقه إلى أن وجد نفسه داخل منطقة الجزاء، فأرسل عرضية نموذجية لمارسيال الذي سدد في جسد المدافع ديلاني.
وارتكز هجوم مانشستر يونايتد على إرسالالكرات الطولية على رأس مروان فيلاني، لإرباك الدفاع وإجباره على ارتكاب أخطاء يستغلها روني أو ماتا، لكن الدفاع اللندني ظل صامدًا إلى أن انتهى الشوط الأول الجيد المستوى بالتعادل بدون أهداف.
مع بداية الشوط الثاني،بدا اليونايتد أكثر سيطرة وإيجابية، ووضح ذلك من خلال المحاولات التي أتيحت لفيلايني وراشفورد، أبرزهم التصويبة الصاروخية التي أطلقها الدولي البلجيكي، ومنعتها عارضة الحارس هينيسي.
في الوقت الذي اقترب فيه اليونايتد من زيارة شباك النسور، جاءت الصدمة بتمريرة وارد التي ضرب بها الدفاع الأحمر بأكمله، ليُعطي بونشيون هدية أمام دي خيا، استغلها القصير الأسمر أفضل استغلال، بتسديدة صاروخية بقدمه اليسرى سكنت الشباك، ليهتز ملعب ويمبلي من شدة فرحة الجماهير اللندني التي حضرت بأعداد أكبر من جماهيرالمدينة الساحلية.
انتشل الفتى الذهبي الشياطين الحمر من براثن الضياع،بهجمة عنترية قادها بنفسه من أقصى الزاوية اليسرى، إلى أن شق منطقة الجزاءمن الجهة اليمنى، مبُعثرًا في هذه الانطلاقة أكثر من أربعة مدافعين، ليُرسل في الأخير عرضية العادة لفيلايني الذي تسلم الكرة بالصدر، لتسقط أمام ماتا الذي قابلها بتسديدة ارتطمت في قدم بونشيون ثم حضنت الشباك، ليذهب النجم الإسباني بالمباراة إلى وقت إضافي مدته نصف ساعة على شوطين.
وتلقىعملاق البريمير ليج ضربة موجعة بإقصاء المدافع سمولينج بعد حصوله على بطاقة صفراء ثانية نتيجة إمساكه بقدم بولاسي في هجمة مرتدة، وهنا اعتقد مدرب كريستال بالاس "آلان بارديو" أن الفرصة أصبحت سانحة، وبعد دقائق من طرد سمولينج، أتيحت فرصة سهلة لجايل أمام دي خيا، لكنه أهدرها بغرابة شديد بالتسديد في قدم الحارس.
وعند الدقيقة 110، انطلق فالنسيا من الجهة اليمنى ثم أرسل عرضية أبعدها الدفاع بشكل خاطئ، لتذهب إلى جيسي لينجارد الذي قابل الكرة –على الطائر- بقذيفة صاروخية اكتفى حارس النسور للنظر إليها وهي تعانق شباكه، دون أن يُحرك ساكنًا.
وحاول كريستال بالاس إدراكهدف التعويض قبل فوات الأوان، لكن الحظ تخلى عن جيدينياك في تصويبته التي مرت بمحاذاة القائم الأيمن للحارس دي خيا بقليل، لينتهي بعد ذلك اللقاء بفوز مستحق للشياطين الحمر، الذي عادوا مُجددًا لمنصة التتويج في بطولة كبرى، لأول مرة منذ تقاعد الأسطورة سير أليكس فيرجسون، فيما تأصلت عقدة بارديو مع هذه البطولة، التي خسرها من قبل كلاعب مع النسور.