ارشيف من :كرة القدم
ماذا قدم المدرب الفرنسي زيدان لريال مدريد وما ينقصه؟
![ماذا قدم المدرب الفرنسي زيدان لريال مدريد وما ينقصه؟](uploaded/essaysimages/small/lvl220170320070412.jpg)
أقيل الإسباني رافاييل بينيتيز بعد نتائج مخيبة مع نادي ريال مدريد، وتم تعيين الفرنسي زين الدين زيدان على رأس الجهاز الفني مطلع 2016، فما الذي تغير منذ ذلك التاريخ؟
لم يتوقع أي من المتابعين أن ينجح الفرنسي زين الدين زيدان، في نصف موسم فقط، بعد استلامه فريق يعاني من عدم الثقة بالنفس، وعدم وجود شخصية واضحة الملامح، وأزمة نجوم لامعة، بعد رحيل الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي كان ضابطًا لإيقاع غرفة الملابس، وفشل خليفته في هذا الأمر.
أول ما فعله زيدان هو جلب الهدوء للفريق، وأصبح الجميع يلعب لاسم النادي، ونجح في كبح شطط النجوم، لكونه من أهم النجوم السابقين في تاريخ كرة القدم، ويعرف كيفية التعامل مع نجوم الصف الأول.
استلم زيدان الفريق محتلاً المركز الثالث على سلم الترتيب، متخلفًا بست نقاط عن المتصدر برشلونة، واستطاع العودة بالفريق إلى المنافسة على اللقب، وأنهى الموسم في المركز الثاني وبفارق نقطة وحيدة عن البطل، ما يعني أنه كان بالإمكان تحقيق اللقب للنادي الأبيض لولا أخطاء بينتيز في نصف الموسم الأول، إلا أن أبرز إنجازاته كانت وستبقى تحقيقه للقب الأغلى أوروبيًا ألا وهو دوري الأبطال، بعد وصول الفريق إلى النهائي، وتغلبه على أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح.
![ماذا قدم المدرب الفرنسي زيدان لريال مدريد وما ينقصه؟](../uploaded/NEW-2017/1/zidan4.jpg)
واصل الميرنغي نتائجه الجيدة مع بداية هذا الموسم، وتصدر الدوري منذ بدايته، ووصل إلى دور الربع النهائي من مسابقة دوري الأبطال، وحقق سلسلة 40 مباراة من دون هزيمة، حتى جاءت مباراة إشبيلية في الدوري، وليخسر بعدها بثلاثة أيام مع سيلتا فيغو، لكن النتائج الجيدة تعود من جديد، ومن ثم تأتي خسارة مع فالنسيا، وعودة تاريخية أمام فياريال، وتعادل مع لاس بالماس على أرضية السنتياغو.
قد لا تعتبر خسارة مباراتين أو ثلاث مشكلة لأي فريق خلال عمر الدوري الطويل، لكن ما يحدث مع ريال مدريد من مستوى متذبذب، وتفاوت بالأداء بين مباراة وأخرى، يستحق التوقف عنده ودراسته وإيجاد الحلول المناسبة له، قبل فوات الأوان، ويخرج الملكي خاوي الوفاض من ألقاب هذا الموسم.
لا شك أن زيدان مع البلانكوس استطاع السيطرة على نجوم الفريق، وترويض الأنا المتغطرسة لديهم، فأصبح من الممكن جدًا أن نرى نجوم الفريق على دكة البدلاء، بمن فيهم رونالدو وبيل وبنزيما، كما توزع الجهد البدني على كافة أعضاء الفريق بنظام المداورة، وأخرج أفضل مستوى من الأساسيين والبدلاء عبر الاهتمام بالجانب النفسي قبل الجسدي للاعب، فلمع نجم كل من لوكاس فاسكيز وأسينسيو وناتشو، وأصبح الجميع يرضى بالدور الموكل إليه دون أي اعتراض أو تذمر، وأصبحنا نرى رونالدو يلعب كرأس حربة، وكروس يتراجع لشغل مركز الارتكاز، وبنزيما يلعب دور المهاجم الوهمي، وأعاد سمعة الفريق الهجومية، فالفريق يسجل الأهداف بالجملة عن طريق مختلف اللاعبين، ويشكل ضغطًا عاليًا على جميع الفرق التي تواجهه.
ومن أهم ما أضافه ابن الصحراء الجزائرية إلى نادي العاصمة الإسبانية هو الروح القتالية العالية، وعدم الاستسلام للهزيمة حتى صافرة النهاية، واستطاع الفريق العودة للمباراة أكثر من مرة وقلب النتيجة بعد تأخره إلى فوز، أو تعادل على الأقل يكفيه شر الهزيمة.
ما ذكرناه حتى الآن يتفق معه الجميع أو أغلب عشاق ريال مدريد، إلا أن هناك الكثير من المتابعين يرون أنه توجد عدة مآخذ على الفرنسي، فزيدان لا يزال مبتدئا في عالم التدريب، رغم إحرازه ثلاثة ألقاب مع الميرنغي، والمدرب لم يستطع أن يجد التوليفة الصحيحة للفريق حتى هذه اللحظة، فلعب بأكثر من 20 تشكيلة مختلفة، قد تكون لعبة الإصابات التي حلت بالفريق لعبت دورا كبيرا في عدم ثبات التشكيلة، إلا أن المباريات الأخيرة وعودة أغلب المصابين، أثبتت أن زيدان لم يعثر أو لم يكتشف حتى الأن التشكيلة الأمثل للفريق.
ومن أهم السلبيات التي يعاني منها زيدان، هي تقدم نجوم الفريق بالسن، وتراجع مردودهم، وحرمان الفريق من فترتي انتقالات، مما أجبر الفرنسي على أن يجود بالموجود، دون إي إضافات للفريق أو تعويض اللاعبين الذين خرجوا نسبيا من الخيارات المتاحة، ككوينتراو على سبيل المثال.
كما يحتج المنتقدون على أن زيدان يصر على لاعبين بشكل محدد، رغم تكرار أخطائهم، والأداء المتواضع الذي يقدموه، وعدم قدرة الفرنسي على التعامل مع المباريات السهلة نسبيا، رغم الأداء القوي مع الفرق الكبيرة، فشاهدنا الفريق يتغلب على أتلتيكو مدريد ويتعادل مع برشلونة، ويخسر مع سلتا فيغو ويتعادل مع لاس بالماس، مما يظهر كأن الفريق يستهين بالفرق الأقل مستوى، ويدفع ثمن ذلك.
ومن أخطر المشاكل التي يواجهها زيدان، هي عدم قدرته على إيجاد حلول للثغرات الدفاعية، وعدم ابتكار صيغة للتفاهم بين الخطوط، خصوصًا عند تعرض الفريق لهجمة مرتدة، ومعاناته من ضعف الخطط الهجومية، عند تكتل الخصم في مناطقه الدفاعية، والاتكال على الكرات العرضية والرأسيات، في ظل الافتقار إلى المهارات الفردية، التي ميزت لاعبي الملكي في السابق.
وختامًا، يمكننا القول إن زيدان أضاف الكثير للقلعة البيضاء بالتأكيد، وأعاد الاعتبار لسمعة الفريق كما كانت قبل عهد بينيتيز، لكن المؤكد أنه لا يزال بحاجة للكثير من العمل، لتلافي أخطاء الفريق وقيادته إلى منصات التتويج مجددًا، قبل أن تطاله مقصلة الإقالة من إدارة ريال مدريد، التي طالما ما تعاملت مع مدربيها بهذا الأسلوب.
لم يتوقع أي من المتابعين أن ينجح الفرنسي زين الدين زيدان، في نصف موسم فقط، بعد استلامه فريق يعاني من عدم الثقة بالنفس، وعدم وجود شخصية واضحة الملامح، وأزمة نجوم لامعة، بعد رحيل الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي كان ضابطًا لإيقاع غرفة الملابس، وفشل خليفته في هذا الأمر.
أول ما فعله زيدان هو جلب الهدوء للفريق، وأصبح الجميع يلعب لاسم النادي، ونجح في كبح شطط النجوم، لكونه من أهم النجوم السابقين في تاريخ كرة القدم، ويعرف كيفية التعامل مع نجوم الصف الأول.
استلم زيدان الفريق محتلاً المركز الثالث على سلم الترتيب، متخلفًا بست نقاط عن المتصدر برشلونة، واستطاع العودة بالفريق إلى المنافسة على اللقب، وأنهى الموسم في المركز الثاني وبفارق نقطة وحيدة عن البطل، ما يعني أنه كان بالإمكان تحقيق اللقب للنادي الأبيض لولا أخطاء بينتيز في نصف الموسم الأول، إلا أن أبرز إنجازاته كانت وستبقى تحقيقه للقب الأغلى أوروبيًا ألا وهو دوري الأبطال، بعد وصول الفريق إلى النهائي، وتغلبه على أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح.
![ماذا قدم المدرب الفرنسي زيدان لريال مدريد وما ينقصه؟](../uploaded/NEW-2017/1/zidan4.jpg)
واصل الميرنغي نتائجه الجيدة مع بداية هذا الموسم، وتصدر الدوري منذ بدايته، ووصل إلى دور الربع النهائي من مسابقة دوري الأبطال، وحقق سلسلة 40 مباراة من دون هزيمة، حتى جاءت مباراة إشبيلية في الدوري، وليخسر بعدها بثلاثة أيام مع سيلتا فيغو، لكن النتائج الجيدة تعود من جديد، ومن ثم تأتي خسارة مع فالنسيا، وعودة تاريخية أمام فياريال، وتعادل مع لاس بالماس على أرضية السنتياغو.
قد لا تعتبر خسارة مباراتين أو ثلاث مشكلة لأي فريق خلال عمر الدوري الطويل، لكن ما يحدث مع ريال مدريد من مستوى متذبذب، وتفاوت بالأداء بين مباراة وأخرى، يستحق التوقف عنده ودراسته وإيجاد الحلول المناسبة له، قبل فوات الأوان، ويخرج الملكي خاوي الوفاض من ألقاب هذا الموسم.
لا شك أن زيدان مع البلانكوس استطاع السيطرة على نجوم الفريق، وترويض الأنا المتغطرسة لديهم، فأصبح من الممكن جدًا أن نرى نجوم الفريق على دكة البدلاء، بمن فيهم رونالدو وبيل وبنزيما، كما توزع الجهد البدني على كافة أعضاء الفريق بنظام المداورة، وأخرج أفضل مستوى من الأساسيين والبدلاء عبر الاهتمام بالجانب النفسي قبل الجسدي للاعب، فلمع نجم كل من لوكاس فاسكيز وأسينسيو وناتشو، وأصبح الجميع يرضى بالدور الموكل إليه دون أي اعتراض أو تذمر، وأصبحنا نرى رونالدو يلعب كرأس حربة، وكروس يتراجع لشغل مركز الارتكاز، وبنزيما يلعب دور المهاجم الوهمي، وأعاد سمعة الفريق الهجومية، فالفريق يسجل الأهداف بالجملة عن طريق مختلف اللاعبين، ويشكل ضغطًا عاليًا على جميع الفرق التي تواجهه.
ومن أهم ما أضافه ابن الصحراء الجزائرية إلى نادي العاصمة الإسبانية هو الروح القتالية العالية، وعدم الاستسلام للهزيمة حتى صافرة النهاية، واستطاع الفريق العودة للمباراة أكثر من مرة وقلب النتيجة بعد تأخره إلى فوز، أو تعادل على الأقل يكفيه شر الهزيمة.
ما ذكرناه حتى الآن يتفق معه الجميع أو أغلب عشاق ريال مدريد، إلا أن هناك الكثير من المتابعين يرون أنه توجد عدة مآخذ على الفرنسي، فزيدان لا يزال مبتدئا في عالم التدريب، رغم إحرازه ثلاثة ألقاب مع الميرنغي، والمدرب لم يستطع أن يجد التوليفة الصحيحة للفريق حتى هذه اللحظة، فلعب بأكثر من 20 تشكيلة مختلفة، قد تكون لعبة الإصابات التي حلت بالفريق لعبت دورا كبيرا في عدم ثبات التشكيلة، إلا أن المباريات الأخيرة وعودة أغلب المصابين، أثبتت أن زيدان لم يعثر أو لم يكتشف حتى الأن التشكيلة الأمثل للفريق.
ومن أهم السلبيات التي يعاني منها زيدان، هي تقدم نجوم الفريق بالسن، وتراجع مردودهم، وحرمان الفريق من فترتي انتقالات، مما أجبر الفرنسي على أن يجود بالموجود، دون إي إضافات للفريق أو تعويض اللاعبين الذين خرجوا نسبيا من الخيارات المتاحة، ككوينتراو على سبيل المثال.
كما يحتج المنتقدون على أن زيدان يصر على لاعبين بشكل محدد، رغم تكرار أخطائهم، والأداء المتواضع الذي يقدموه، وعدم قدرة الفرنسي على التعامل مع المباريات السهلة نسبيا، رغم الأداء القوي مع الفرق الكبيرة، فشاهدنا الفريق يتغلب على أتلتيكو مدريد ويتعادل مع برشلونة، ويخسر مع سلتا فيغو ويتعادل مع لاس بالماس، مما يظهر كأن الفريق يستهين بالفرق الأقل مستوى، ويدفع ثمن ذلك.
ومن أخطر المشاكل التي يواجهها زيدان، هي عدم قدرته على إيجاد حلول للثغرات الدفاعية، وعدم ابتكار صيغة للتفاهم بين الخطوط، خصوصًا عند تعرض الفريق لهجمة مرتدة، ومعاناته من ضعف الخطط الهجومية، عند تكتل الخصم في مناطقه الدفاعية، والاتكال على الكرات العرضية والرأسيات، في ظل الافتقار إلى المهارات الفردية، التي ميزت لاعبي الملكي في السابق.
وختامًا، يمكننا القول إن زيدان أضاف الكثير للقلعة البيضاء بالتأكيد، وأعاد الاعتبار لسمعة الفريق كما كانت قبل عهد بينيتيز، لكن المؤكد أنه لا يزال بحاجة للكثير من العمل، لتلافي أخطاء الفريق وقيادته إلى منصات التتويج مجددًا، قبل أن تطاله مقصلة الإقالة من إدارة ريال مدريد، التي طالما ما تعاملت مع مدربيها بهذا الأسلوب.