ارشيف من :ترجمات ودراسات
عندما يكذب الصهاينة : "إسرائيل " تدعي تجميد الإستيطان في حين أنها تحيي 450 وحدة استيطانية
بعد ساعات من إعلان "إسرائيل" عن وقف مؤقت جزئي للاستيطان، وترحيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعواصم أخرى بهذا الإعلان الذي قللت من شأنه حتى جهات "إسرائيلية"، أحيت سلطات الاحتلال مشروعاً قديماً لبناء 450 وحدة استيطانية في القدس المحتلة، في وقت تضاربت التقارير بشأن إعلان أوباما "رؤيته" حول التسوية الشهر المقبل.
وكان اوباما اعتبر القرار "الإسرائيلي" المناور أمس الأول "خطوة في الاتجاه الصحيح"، وذلك في ختام لقاء مع نظيره المصري حسني مبارك في البيت الأبيض.
وأعلنت مصادر مصرية أن أوباما أبلغ مبارك أن خطة أمريكية للتسوية سيتم الإعلان عنها الشهر المقبل. غير أن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس نفى أن يكون على علم بمثل هذه الخطة، موضحا أن اوباما شدد على أهمية الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تجمع قادة الدول كل سنة في نيويورك.
وقال غيبس "ستكون فرصة مهمة للاستمرار في إحراز تقدم". أضاف "نأمل ان نواصل التقدم لكنني لست على علم بأية خطة محددة ستقدمها الولايات المتحدة".
وفي معلومات "الخليج" من واشنطن أن الإدارة الأمريكية لم تنتظر اللقاء المزمع بين المبعوث الأمريكي للتسوية جورج ميتشل ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في لندن الأسبوع المقبل، للبدء في "عملية سلام جادة"، وفق تعبير مصادر مقربة من هذا الملف، وهي الرؤية المتوقّع الإعلان عنها في وقت قريب، وعقب عودة أوباما من إجازة صيفية سيبدأها من عطلة هذا الأسبوع.
وقالت المصادر إن واشنطن تعد لمؤتمر "سلام" يكون بمثابة أداة تشغيل لمفاوضات مكثفة وفي "مدى زمني محدد" وليس مفتوحاً كما حدث في الماضي، وذلك، وفق المصادر، لتحقيق إعلان دولة فلسطينية قبل نهاية العام المقبل.
وتوقعت عقد المؤتمر في نهاية اجتماعات الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة والمقرر في أيلول بحضور عربي على مستوى رفيع.
وكانت المباحثات المصرية- الأمريكية قد ناقشت مواضيع بعينها متعلقة بنقاط خلافية، على رأسها الاستيطان والحدود، حيث أصرت مصر على ضرورة وجود اتفاق مبدئي على حدود دائمة للدولة الفلسطينية وليست حدوداً مؤقتة .
وبينما كان اللافت أن الجميع لم يناقش مسألة حل الدولتين نتيجة قناعة جميع الأطراف بهذا الحل ضمناً بما فيها "إسرائيل" التي توقف مسؤولوها عن ترديد تصريحاتهم المتناقضة حول القبول وبشروط أو رفض حل الدولتين، ثم تراجعوا بقبول ضمني أبلغ للجانب الأمريكي، فإنه يمكن القول إن مباحثات الرئيس المصري في واشنطن ولقاءه أوباما وقبله مسؤولي هذا الملف حملت ملامح جديدة هذه المرة، حيث أصر الجانب المصري على قضيتين رئيسيتين تتعلقان بقضايا الحل النهائي، والمدى الزمني المحدد لطرح تصورات واشنطن، وهو ما وجد قبولاً من الجانب الأمريكي فيما يتعلق بالجدول الزمني المحدد مسبقاً.
أما بالنسبة للاستيطان فقد كان النقاش حول بنود وتفاصيل تتعلق بتقديم "إسرائيل" ما يسمى لفتات إيجابية.
ومن مصادر أمريكية ومصرية تابعت المباحثات الثنائية فإن من المنتظر أن يتولى أوباما بنفسه تفعيل عملية السلام، والاطلاع والإشراف أولاً بأول على إعداد مسودة إعلان خطته وهي الخطة المعرضة للتعديل "نحو الأفضل" في حال جاءت أخبار جيدة من القاهرة حول المفاوضات الفلسطينية- الفلسطينية من جهة، ومن تقرير ميتشل المقرر أن يقدمه لأوباما بعد لقائه نتنياهو.
ومن هذه النقطة سيتحدد موعد "مؤتمر السلام" الأول، ثم محطات التفاوض والتي ستكون شرم الشيخ أحد مواقعها ثم واشنطن وبشكل أساسي، وعلى أراضيها، وبإشراف مباشر من أوباما وفريقه برئاسة ميتشل، المتابعة مع دور غير مسبوق لمصر.
وعلمت "الخليج" أيضا ان واشنطن ستشرك المجتمع الدولي لاسيما الدول الدائمة العضوية واللجنة الرباعية، للتأكد من استمرار عجلة المفاوضات بسرعة وجدية، وان أوباما يرغب ليس فقط في التركيز على المسار الفلسطيني "الاسرائيلي"، بل أيضا بقية المسارات العربية "الإسرائيلية"، وحيث ظهرت بوادر ايجابية لتحريك المسار السوري "الاسرائيلي" بالتزامن مع المسار الفلسطيني.
وسيكون السيناتور ميتشل مبعوث السلام الامريكي المسؤول الأول عن عملية السلام "أمريكياً"، وسيكون له كل الصلاحيات، وان دينس روس ستتم الاستعانة به، ولكن على الأرجح في إطار التفاهم مع الجانب "الاسرائيلي"، على الرغم من أن مهامه الأولى تتعلق بالتعاطي مع الملف الايراني.
ولاحظت "الخليج" وجود دينس روس ضمن "كل رجال الرئيس" المعنيين بعملية السلام خلال لقاء أوباما مبارك بالمكتب البيضاوي أمس الأول، والمعروف عن روس انه يتمتع بعلاقات قوية وتفاهم مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكثيراً ما أثنى عليه، وعلاقاته بالطبع أقوى مع "إسرائيل".
المحرر الإقليمي + وكالات