ارشيف من :ترجمات ودراسات
المواقف الإسرائيلية تجاه ايران ، توزيع ادوار ام تباين في الرؤية والموقف ؟
كتب المحرر الاقليمي
بعدما حاول مصدر امني اسرائيلي رفيع جدا ، ان يوجه قبل ايام ، رسائل تهديدية باتجاه ايران وحلفائها والايحاء بأن " إسرائيل " تملك القدرات الذاتية على توجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الايراني ، وان " إسرائيل " تنتظر استنفاذ المحادثات الايرانية الاميركية ، اكد السفير الاسرائيلي في واشنطن ،" مايكل اورن " ، في مقابلة مع " السي. أن. إن "، على ان " إسرائيل " بعيدة عن ان تدرس شن هجوم على ايران ، وبأن حكومة العدو تؤيد النهج الدبلوماسي الذي يتبعه الرئيس الاميركي باراك اوباما مع ايران.
فهل هذا التباين الظاهري بين الموقفين ناتج عن صراعات داخل مؤسسة كيان العدو ام انه توزيع ادوار بهدف توجيه رسائل متعددة لاطراف متنوعة ، كل بحسبه وظروفه .
من الواضح ان المصدر الامني الاسرائيلي اراد توجيه رسالة ضغط باتجاه ايران وحلفائها فيما هدف السفير الاسرائيلي إلى تبريد الخلافات الاميركية - الإسرائيلية وطمأنة الادارة الاميركية بالقول ان " اسرائيل " ليست في وارد مفاجأتها بخطوات عسكرية باتجاه ايران.
رغم ذلك فقد كذب "مايكل اورن "عندما قال بأن الحكومة الاسرائيلية تؤيد نهج اوباما الذي يعتمد على اجراء حوار دبلوماسي مع ايران ، اذ ما تتمناه وتدعو اليه " إسرائيل " اولا إلى مبادرة الولايات المتحدة ومن ورائها المعسكر الغربي إلى تدمير البرنامج النووي الايراني، وإلا فرض عقوبات فاعلة ومشددة وبشكل فوري وعدم إجراء أي حوار دبلوماسي مع إيران، وما المواقف الأخرى التي يعلنها المسؤولون الاسرائيليون، ومنهم "اورن"، سوى تعبير عن انقياد قهري للحكومة الإسرائيلية أمام الإدارة الاميركية. وما عزز هذا الانطباع هو ان مدير الحوار مع السفير الاسرائيلي رفض ادعاءاته حول قبول الحكومة الاسرائيلية بنهج اوباما، واكد له أن "الحكومة الاسرائيلية تشعر بعدم الارتياح تجاه النهج الدبلوماسي الامريكي". مما دفع " اورن " الى القول أن "ا لحال هذه كانت في الماضي، غير ان الامور تغيرت في اعقاب الزيارة الاخيرة لرئيس وزراء العدو" بنيامين نتنياهو" الى واشنطن في شهر ايار الماضي" .
لا يعني ما تقدم نفي تام لوجود انقسامات وتباينات في الرؤية والموقف داخل الكيان الاسرائيلي، او على الاقل هذا ما تظهره وسائل الاعلام الاسرائيلية وقد يكون ذلك جزء من سياسة مدروسة وهادفة. وفي كل الاحوال تتحدث بعض التقارير الاعلامية عن ان الجدل حول الخيار العسكري يتجاوز المعسكرات في " اسرائيل " (اي يمين، يسار..) اذ "يوجد آراء بهذا الاتجاه او ذاك الاتجاه وهي موزعة في كل جهاز وكل ذراع استخباري تقريبا ". لكن الجميع موحدين حول رأي واحد "ان ايران تسير نحو القنبلة ، وليس هناك من يعتقد انه من الممكن التسليم بالقنبلة النووية الايرانية ، لكن في المقابل هناك عدة اراء تعتبر ان المشكلة في ايران ليست القنبلة وانما الحكم ، وعليه ربما كان من الواجب التركيز على استبدال الحكم بدلا من قصف القنبلة".
في كل الاحوال ورغم كل الرسائل الإسرائيلية وكل المناورات التي يلجأ اليها قادتها الامنيون واستعداداتها الفعلية على هذا الصعيد تبقى الكلمة الاخيرة والفاصلة، لذلك من غير المقبول لدى ايران ولدى كل الاطراف في المنطقة ان " إسرائيل " قد تبادر منفردة إلى تصرف يوصف بالجنون ودون اخضر اميركي من هنا فإن القرار الايراني الواضح في هذا المجال بان أي ضربة اسرائيلية ستلقى ردا ايرانيا على إسرائيل واميركا في آن واحد .