ارشيف من :كرة القدم
غياب الجمهور يفقد دربي #الأهلي و#الزمالك بريقه

لطالما كان المصري محمد القيعي يحرص على متابعة مباراة القمة بين قطبي العاصمة المصرية الاهلي والزمالك في المدرجات، فيستعد لها قبل ايام ويحضر الى الملعب قبل ساعات، الا انه بات محروما هذا الشغف بسبب منع السلطات حضور الجمهور.
ويفتقد القيعي (32 عاما)، كعشرات الآلاف من المشجعين، فرصة الحضور في المدرجات وانشاد الاهازيج وتشجيع فريقه المفضل الاهلي، ويكتفي حاليا بمتابعة المباراة في مقهى مع مجموعة من اصدقائه، كما سيكون الحال مع مباراة الفريقين التي تقام الخميس.
وفرض قرار حكومي مصري اقامة مباريات كرة القدم خلف ابواب موصدة، منذ مقتل 19 من مشجعي الزمالك في شباط/فبراير 2015، في حادث كان الثاني من نوعه خلال ثلاث سنوات، اذ قتل 72 مشجعا للاهلي في ملعب بور سعيد في الشهر نفسه من عام 2012.

ويقول القيعي، وهو موظف كبير في مصرف اجنبي بالقاهرة "لا شيء يصف شعور مشجع الكرة وهو يدخل ستاد كرة القدم ويسمع هتافات الجمهور ويشارك في التشجيع".
يضيف "كنت أعد نفسي للمباراة قبلها بأيام وافكر مليا أي قميص للنادي سأرتديه. المباراة كانت عيدا قوميا"، معتبرا ان "كل ذلك اختفى... الامر فقد الشغف والمتعة الحقيقية".
وانعكس غياب الجمهور سلبا على حماسة المباريات بين الفريقين الاكثر شعبية في مصر، والتي كانت حدثا تترقبه البلاد مرتين على الاقل سنويا. وعادة ما رافق هذه المباريات، خلو الشوارع بشكل كبير من السيارات والمارة، واقفال المحال ابوابها لمتابعة صافرة البداية.
وغالبا ما باتت اقامة المباريات، لاسيما الحساسة منها، تتطلب موافقات امنية مسبقة لاسيما لجهة اختيار الملعب. وحتى مساء الاحد، لم تكن اقامة الدربي محسومة بعد، الى ان تقررت اقامته في ملعب بتروسبورت الصغير في احدى ضواحي شرق القاهرة.
- منافسة منذ قرن -
ويعود التنافس بين الناديين الى مطلع القرن العشرين.
ويفاخر أنصار الأهلي بأن ناديهم الذي أبصر النور عام 1907، أسس على يد مصريين كانوا يريدون كسر الاحتكار البريطانيين لكرة القدم إبان احتلالهم لمصر. وفي ذلك الوقت، التف المصريون حول الاهلي الذي واجه فرق البريطانيين وفاز عليهم، ما جعل كثيرين يطلقون عليه "نادي الوطنية" في مواجهة بقية الأندية ومنها الزمالك.
الا ان انصار الزمالك يردون بان تأسيس النادي على يد محام بلجيكي في العام 1911، لا ينتقص من وطنيته ومصريته.
ويحظى الناديان بشعبية هائلة في مصر والعالم العربي، اذ تحمل اندية عربية اسم "الاهلي"، أكان في مدينة دبي او بنغازي. كما لا تقل شعبية الزمالك اهمية، لاسيما في القارة الافريقية.
وعلى رغم تفوق الاهلي في احراز لقب الدوري (38 مرة) آخرها الموسم الماضي، الا ان الزمالك الفائز بـ 12 لقبا، غالبا ما يكون وصيفه. اما كأس مصر، فأحرزها الاهلي 35 مرة، مقابل 25 للزمالك.
والدربي يحمل الرقم 113، فاز الاهلي في 41 منها، مقابل 25 للزمالك.
وفي الموسم الحالي، يتصدر الاهلي الترتيب برصيد 42 نقطة من 16 مباراة، بينما يحتل الزمالك المركز الثالث (34 نقطة من 14 مباراة).
كما يتنافس الفريقان بشكل حاد على الصعيد الافريقي، فهما يتصدران لائحة الاندية الفائزة بدوري أبطال افريقيا (أبرز بطولة قارية للاندية)، اذ احرزها الاهلي ثماني مرات، مقابل خمس مرات للزمالك.
وغالبا ما كانت مباريات الدربي تحدد بشكل كبير هوية الفائز باللقب، الا انها فقدت في الاعوام الماضية، بعضا من مستواها. كما ان تراجع هذا المستوى انعكس على اداء المنتخب المصري الذي غاب عن كأس افريقيا في الدورات الثلاثة الاخيرة، ويعود اليها في البطولة المقرر انطلاقها في 14 كانون الثاني/يناير 2017 في الغابون.
ويقول المحلل الرياضي أمير عبد الحليم "مستوى اللاعبين تأثر فنيا بالسلب بسبب غياب الجمهور. اللاعبون يفتقدون الدافع والحماس حين يلعبون أمام مدرجات خاوية".
والمفارقة ان احدى اكثر المباريات حماسة بين الفريقين خلال الاعوام الماضية، اقيمت بعيدا عن مصر، اذ استضافت الامارات مباراة كأس السوبر بين الاهلي والزمالك في تشرين الاول/اكتوبر وسط حضور جماهيري واسع. وانتهت المباراة لصالح الاهلي 3-2.
وفي ظل منع الجمهور من حضور المباريات، حول مشجعو الفريقين مواقع التواصل الاجتماعي "مدرجات افتراضية" يتبادلون من خلالها الهتافات، وانتقاد الخصم مع كل سقطة او اخفاق للاعبيه في الملعب.
ويقول عبد الحليم إن "التنافس بين الجمهور تحول إلى مواقع التواصل الاجتماعي الذي تحول لمثابة مدرج افتراضي للكرة في مصر".
وتابع "هناك اجيال شابة لم تحضر اي مباريات دربي في الملعب".
الا ان اللقاء لا يزال يحظى بمتابعة وترقب، لاسيما انه في العامين الماضيين، احرز الزمالك لقب الدوري في 2015، وبطولتين لكأس مصر بعد تغلبه على الاهلي في النهائي.
والفرص اصبحت متقاربة بين الاهلي والزمالك، ولا تزال الحيرة حية والفضول الرياضي قائم لمعرفة من سيكون الفائز.
ويفتقد القيعي (32 عاما)، كعشرات الآلاف من المشجعين، فرصة الحضور في المدرجات وانشاد الاهازيج وتشجيع فريقه المفضل الاهلي، ويكتفي حاليا بمتابعة المباراة في مقهى مع مجموعة من اصدقائه، كما سيكون الحال مع مباراة الفريقين التي تقام الخميس.
وفرض قرار حكومي مصري اقامة مباريات كرة القدم خلف ابواب موصدة، منذ مقتل 19 من مشجعي الزمالك في شباط/فبراير 2015، في حادث كان الثاني من نوعه خلال ثلاث سنوات، اذ قتل 72 مشجعا للاهلي في ملعب بور سعيد في الشهر نفسه من عام 2012.

ويقول القيعي، وهو موظف كبير في مصرف اجنبي بالقاهرة "لا شيء يصف شعور مشجع الكرة وهو يدخل ستاد كرة القدم ويسمع هتافات الجمهور ويشارك في التشجيع".
يضيف "كنت أعد نفسي للمباراة قبلها بأيام وافكر مليا أي قميص للنادي سأرتديه. المباراة كانت عيدا قوميا"، معتبرا ان "كل ذلك اختفى... الامر فقد الشغف والمتعة الحقيقية".
وانعكس غياب الجمهور سلبا على حماسة المباريات بين الفريقين الاكثر شعبية في مصر، والتي كانت حدثا تترقبه البلاد مرتين على الاقل سنويا. وعادة ما رافق هذه المباريات، خلو الشوارع بشكل كبير من السيارات والمارة، واقفال المحال ابوابها لمتابعة صافرة البداية.
وغالبا ما باتت اقامة المباريات، لاسيما الحساسة منها، تتطلب موافقات امنية مسبقة لاسيما لجهة اختيار الملعب. وحتى مساء الاحد، لم تكن اقامة الدربي محسومة بعد، الى ان تقررت اقامته في ملعب بتروسبورت الصغير في احدى ضواحي شرق القاهرة.
- منافسة منذ قرن -
ويعود التنافس بين الناديين الى مطلع القرن العشرين.
ويفاخر أنصار الأهلي بأن ناديهم الذي أبصر النور عام 1907، أسس على يد مصريين كانوا يريدون كسر الاحتكار البريطانيين لكرة القدم إبان احتلالهم لمصر. وفي ذلك الوقت، التف المصريون حول الاهلي الذي واجه فرق البريطانيين وفاز عليهم، ما جعل كثيرين يطلقون عليه "نادي الوطنية" في مواجهة بقية الأندية ومنها الزمالك.
الا ان انصار الزمالك يردون بان تأسيس النادي على يد محام بلجيكي في العام 1911، لا ينتقص من وطنيته ومصريته.
ويحظى الناديان بشعبية هائلة في مصر والعالم العربي، اذ تحمل اندية عربية اسم "الاهلي"، أكان في مدينة دبي او بنغازي. كما لا تقل شعبية الزمالك اهمية، لاسيما في القارة الافريقية.
وعلى رغم تفوق الاهلي في احراز لقب الدوري (38 مرة) آخرها الموسم الماضي، الا ان الزمالك الفائز بـ 12 لقبا، غالبا ما يكون وصيفه. اما كأس مصر، فأحرزها الاهلي 35 مرة، مقابل 25 للزمالك.
والدربي يحمل الرقم 113، فاز الاهلي في 41 منها، مقابل 25 للزمالك.
وفي الموسم الحالي، يتصدر الاهلي الترتيب برصيد 42 نقطة من 16 مباراة، بينما يحتل الزمالك المركز الثالث (34 نقطة من 14 مباراة).
كما يتنافس الفريقان بشكل حاد على الصعيد الافريقي، فهما يتصدران لائحة الاندية الفائزة بدوري أبطال افريقيا (أبرز بطولة قارية للاندية)، اذ احرزها الاهلي ثماني مرات، مقابل خمس مرات للزمالك.
وغالبا ما كانت مباريات الدربي تحدد بشكل كبير هوية الفائز باللقب، الا انها فقدت في الاعوام الماضية، بعضا من مستواها. كما ان تراجع هذا المستوى انعكس على اداء المنتخب المصري الذي غاب عن كأس افريقيا في الدورات الثلاثة الاخيرة، ويعود اليها في البطولة المقرر انطلاقها في 14 كانون الثاني/يناير 2017 في الغابون.
ويقول المحلل الرياضي أمير عبد الحليم "مستوى اللاعبين تأثر فنيا بالسلب بسبب غياب الجمهور. اللاعبون يفتقدون الدافع والحماس حين يلعبون أمام مدرجات خاوية".
والمفارقة ان احدى اكثر المباريات حماسة بين الفريقين خلال الاعوام الماضية، اقيمت بعيدا عن مصر، اذ استضافت الامارات مباراة كأس السوبر بين الاهلي والزمالك في تشرين الاول/اكتوبر وسط حضور جماهيري واسع. وانتهت المباراة لصالح الاهلي 3-2.
وفي ظل منع الجمهور من حضور المباريات، حول مشجعو الفريقين مواقع التواصل الاجتماعي "مدرجات افتراضية" يتبادلون من خلالها الهتافات، وانتقاد الخصم مع كل سقطة او اخفاق للاعبيه في الملعب.
ويقول عبد الحليم إن "التنافس بين الجمهور تحول إلى مواقع التواصل الاجتماعي الذي تحول لمثابة مدرج افتراضي للكرة في مصر".
وتابع "هناك اجيال شابة لم تحضر اي مباريات دربي في الملعب".
الا ان اللقاء لا يزال يحظى بمتابعة وترقب، لاسيما انه في العامين الماضيين، احرز الزمالك لقب الدوري في 2015، وبطولتين لكأس مصر بعد تغلبه على الاهلي في النهائي.
والفرص اصبحت متقاربة بين الاهلي والزمالك، ولا تزال الحيرة حية والفضول الرياضي قائم لمعرفة من سيكون الفائز.