ارشيف من :رياضات متنوعة

الركبي في الأحياء الفقيرة في البرازيل

الركبي في الأحياء الفقيرة في البرازيل
شبان يركضون على ملعب في مدينة ريو دي جانيرو.. قد يكون مشهدًا مألوفًا في أي مكان بالبرازيل، أرض عشاق كرة القدم ونجومها. الا أن تفصيلاً بسيطًا يصنع الفارق: هنا، يزاول هؤلاء رياضة الركبي.

في مورو دو كاسترو، الحي الفقير في التلال المحيطة بنيتيروي، إحدى ضواحي ريو، استعيض عن الكرة الدائرية التي يجري خلفها الملايين عالميًا، بكرة الركبي البيضوية التي يتقاذفها الفتية والفتيات.

يحظى أقران هؤلاء في الدول المتقدمة بتسهيلات لمزاولة الركبي. لكن في مورو دي كاسترو، يشي كل ما يحيط بهم بالفقر: أرض الملعب ترابية مع أقسام قليلة يغطيها العشب، لا قوائم خاصة لمرمى الركبي، ملابسهم غير موحدة وبعضهم حفاة، واذا ما قاموا بركل الكرة أو رميها أبعد من اللازم، يرجح أن تسقط في قنوات الصرف الصحي.

ورغم ذلك، تزاول الرياضة بجدية كبيرة فأكثر من عشرين لاعبًا يافعًا يركضون على أرض الملعب، يرمون الكرة لبعضهم البعض بحركات سريعة منسّقة. .

في البرازيل التي يبلغ تعداد سكانها 208 ملايين نسمة، لا يتعدى عدد لاعبي الركبي المسجلين 16 ألف شخص، في مقابل الملايين المسجلين لمزاولة كرة القدم.

وفي حين تحلم الغالبية العظمى من الشبان بالسير على خطى نجوم الكرة الذين دافعوا عن ألوان المنتخب الوطني، ومنهم نيمار أغلى لاعب في العالم، تراود لوكاس أكوينو شاغاس أحلام مغايرة.

فالشاب البالغ 17 عاما ويحمل شارة قيادة فريق للركبي في الحي الفقير، يجيب بلا تردد عندما يسأل عن حلمه بالقول "اللعب مع +أول بلاكس+"، كنية المنتخب النيوزيلندي للركبي، أحد أفضل المنتخبات في تاريخ الرياضة.

- تحدي الحياة :

الشخص الذي عرّف هذه المنطقة الصغيرة النائية على الركبي هو روبرت مالنغريو، برازيلي بريطاني يبلغ من العمر 28 عامًا، متخرج من جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة، وسبق له مزاولة هذه الرياضة كهاوٍ في انكلترا.

أحب مالنغريو هذه الرياضة، وأراد أن يساهم على طريقته في تقديم أمر ما لمدن الصفيح  البرازيلية التي غالبًا ما يعاني سكانها من الفقر المدقع والظروف المأسوية والشعور بأنهم منبوذون من قبل المجتمع. فأطلف
قبل أربعة أعوام، منظمة غير حكومية باسم "وان ريو" (ريو واحدة)، آملاً في أن يساهم استقدام أمر غير مألوف بالنسبة الى البرازيليين كرياضة الركبي، في إحداث صدمة إيجابية وتغيير الواقع نحو الأفضل، واعتبار هذه الرياضة "مدخلاً نحو خطوات أخرى.

يقول مالنغريو ان قدومه برفقة خمسة لاعبي ركبي من جامعة أوكسفورد يمتازون ببنيتهم الضخمة، مع كيس من كرات الركبي، تسبب بـ "نوع من الصدمة" في الحي الفقير.

ويوضح الفتى شاغاس "لم أكن قد سمعت برياضة الركبي سابقا"، مشيرا الى ان رفاقه المعتادين على مزاولة كرة القدم، تفاجأوا عندما أبلغهم اللاعبون انه لا يفترض بهم ركل الكرة، بل تقاذفها باليد.

وبحسب مالنغريو، تنعكس الركبي على أسلوب حياة الشبان أيضًا: فهي رياضة تقوم على اللعب الجماعي، وتعتمد بدرجة أقل من كرة القدم على النجومية الفردية، ولا مكان فيها لأي اعتراض على القرارات أو الصراخ في وجه الحكام. وفي الملعب أيضًا، يختلط الفتية والفتيات في المنافسات، وسط صيحات بالانكليزية.

في الفترة الماضية، شارك فريقان من مورو دو كاسترو في بطولة للركبي على شاطىء مدينة نيتيروي، وأحرز أحدهما اللقب.


2017-10-02