ارشيف من :كرة القدم

مونديال 2014: غاري لينيكر هداف النسخة الثالثة عشرة

مونديال 2014: غاري لينيكر هداف النسخة الثالثة عشرة
يشكل غاري لينيكر الى جانب اسلافه غيرد مولر واوزيبيو ودي ستيفانو فريقا خاصا من اللاعبين الهدافين الذين طبعوا لعبة كرة القدم بطابعهم.

مونديال 2014: غاري لينيكر هداف النسخة الثالثة عشرة
غاري لينكر

واذا كانت الكرة في الماضي هجومية بحتة واتاحت للاعبين الذين سبقوا لينيكر تسجيل الاهداف بغزارة، فان الاساليب الدفاعية المعتمدة حاليا والمراقبة اللصيقة المفروضة على المهاجمين جعلت من الصعب عليهم ابراز مواهبهم، لكن لينيكر كان من القلائل الذين تجاوزوا العقبات بطريقة يصعب شرحها. فهو ليس صاحب قوة بدنية هائلة، ولا هو طويل القامة ليطير فوق المدافعين ويسجل اهدافا لكن سره قد يكمن في حاسة التهديف التي يملكها ووجوده في المكان المناسب في اللحظة المناسبة.

بدا لينيكر حياته الرياضية مع نادي ليستر سيتي عام 1978 وكان ابوه بقالا في المدينة ولم يلفت الانظار كونه قصير القامة (70ر1 م) لكنه فرض نفسه هدافا خطيرا بعدما توج هداف فريقه 4 مواسم متتالية. وسجل 95 هدفا في 200 مباراة خاضها وكانت الاولى في 1 كانون الثاني/يناير 1979 ضد اولدهام في دوري الدرجة الثانية واستدعي الى المنتخب الانكليزي في عهد بوبي روبسون للمرة الاولى في 26 ايار/مايو 1984 ولعب في ربع الساعة الاخير ضد منتخب اسكتلندا احتياطيا على ملعب هامبدن بارك في غلاسكو.

ولم يستطع ناديه الوقوف في وجه العروض التي انهالت عليه فاضطر مكرها للاستغناء عنه الى نادي ايفرتون الذي دفع 800 الف جنيه استرليني للتعاقد معه عام 1985.

تأقلم لينيكر مع فريقه الجديد في سرعة فائقة حتى انه سجل 39 هدفا توجته هدافا للدوري الانكليزي لموسم 85-86، كما انه اختير افضل لاعب في الموسم نفسه.

نجح لينيكر في دخول التاريخ من بابه العريض بعدما اصبح اول انكليزي يفوز بلقب هداف كاس العالم عام 1986  في المكسيك متقدما على افضل اللاعبين العالميين في البطولة امثال الارجنتيني دييغو مارادونا والبرازيلي كاريكا والاسباني اميليو بوتراغوينيو.

ولدى وصوله الى المكسيك كانت يده موضوعة في الجبس بعد اصابته بكسر في مباراة تحضيرية كادت تبعده عن النهائيات، لكنه تخطى هذه المشكله وتفوق على وضعه المعنوي وقاد منتخب بلاده الى الدور ربع النهائي قبل ان يسقط امام الارجنتين ويد مارادونا.

واللافت تسجيل لينيكر لستة اهداف من اصل 7 سجلها المنتخب الانكليزي، علما بانه لم يكن في الملعب عندما سجل بيتر بيردزلي الهدف الاخر بل كان يعالج خارجه. وقد انقذ لينيكر منتخب انكلترا من ورطة كبيرة بتسجيله ثلاثة اهداف في مرمى بولندا اهلته الى الدور الثاني، ثم اضاف هدفين في مرمى الباراغواي في ثمن النهائي واخر في مرمى الارجنتين.

ويعتبر لينيكر الفتى الذهبي في منتخب انكلترا لدوره الحاسم في تسجيل الاهداف، وقد برهن انه سيد في هذا المجال بعد تسجيله هدفا في مرمى فرنسا في مباراة ودية بعدما نزل احتياطيا في الشوط الثاني كما كان هدفه في مرمى بولندا في التصفيات الاوروبية جواز سفر المنتخب الانكليزي الى السويد.

وبعد نجاحه في كأس العالم كان فريق برشلونة الاسباني السباق الى التعاقد مع لمدة 6 مواسم مقابل 3 ملايين جنيه استرليني (نحو 5 ملايين دولار). وفي اول موسم له مع فريقه الجديد نجح لينيكر في ان يكون هداف الفريق برصيد 20 هدفا الا ان لقب هداف الدوري ذهب الى المكسيكي هوغو سانشيز مهاجم ريال مدريد الذي سجل 28 هدفا، ثم تولى لويس اراغونيس تدريب برشلونة لموسم واحد وتبعه يوهان كرويف ودبت الخلافات بينه وبين لينيكر لان الاول اوكل الى خوليو ساليناس مركز قلب الهجوم واعاد لينيكر الى وسط المعلب فتراجع مجموع اهدافه وابلغ مسؤولي النادي الاسباني رغبته في ترك الفريق قبل انتهاء عقده بثلاث سنوات فاسرع توتنهام الى التعاقد معه.

وعلى رغم البداية غير المشجعة مع فريقه الجديد بعد فشله في التسجيل في اول 5 مباريات خاضها عاد ليثبت بما لا يقبل الشك انه من طينة المهاجمين الكبار امثال الالماني غيرد مولر والبرتغالي اوزيبيو وحل عام 1989 ثانيا في ترتيب الهدافين. واستطاع قيادة فريقه عام 1988 الى الفوز بكاس الاتحاد الانكليزي رغم اضاعته ركلة جزاء في المباراة النهائية امام نوتنغهام فورست.

ولعل النقطة السوداء الوحيدة في سجله هي كاس الامم الاوروبية التي خاضها وهو مصاب في التهاب في الكبد وهو ما اثر سلبا على ادائه فلم يسجل اي هدف وخرج منتخب بلاده وهو يجر ذيل الخيبة بعد تلقيه 3 خسائر متتالية.

لكن لينيكر طوى هذه الصفحة بسرعة، وفي كاس العالم في ايطاليا عام 1990 رفع رصيده من الاهداف الى 10 بعد تسجيله 4 اهداف منها 2 في مرمى الكاميرون وواحد في مرمى جمهورية ايرلندا واخر في المباراة نصف النهائية امام المانيا قبل ان يخسر فريقه بالركلات الترجيحية واكتفائه بالمركز الرابع بعد خسارته امام ايطاليا 1-2.

وترك لينيكر توتنهام في نهاية موسم 1992 واعتزل المباريات الدولية بعد كأس الامم الاوروبية وبدا مغامرة جديدة مع فريق ناغويا غرامبس ايت الياباني.

حصل لينيكر على كاس اللعب النظيف الذي يقدمه الاتحاد الدولي وهي جائزة استحقها تماما لانه خلال 13 عاما في ملاعب كرة القدم لم يطرد اي مرة ولم ينل بطاقة صفراء على رغم ما يتعرض له من خشونة لمنعه من التسجيل، وهو يقول في هذا الصدد على اللاعبين الا ينسوا ان ان هناك اطفالا يشاهدونهم، لذا يجب عليهم ان يكونوا مثالا للنشىء. وتقديرا لجهوده مع المنتخب منحته ملكة بريطانيا وسام الشرف من رتبة فارس.

 
لينيكر في سطور

- ولد: 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1960 في مدينة ليستر

- النوادي التي لعب فيها: ليستر سيتي 78-85، وايفرتون 85-86 وبرشلونة 86-89، وتوتنهام 89-92

- خاض اول مباراة دولية ضد اسكتلندا عام 1984.

- انجازاته: احرز بطولة الدرجة الثانية الانكليزية مع ليستر عام 1984، توج هدافا لكاس العالم 1986 برصيد 6 اهداف، بطل كأس اسبانيا عام 1988 مع برشلونة، بطل كاس الكؤوس الاوروبية عام 1989 مع برشلونة، بطل كأس الاتحاد الانكليزي عام 91 مع توتنهام، لعب 71 مباراة دولية، سجل خلالها 47 هدفا.

 
2014-05-30