ارشيف من :ترجمات ودراسات

"هآرتس": لا يوجد في مخزون القيادة لاسرائيل سوى قادة لا يقلون فشلاً

"هآرتس": لا يوجد في مخزون القيادة لاسرائيل سوى قادة لا يقلون فشلاً

"الانتقاد.نت" - علي حيدر

شكلت التصريحات التي اطلقها نائب رئيس الحكومة موشيه يعلون، حول عدم الرضوخ لضغوط الولايات المتحدة، ووصف حركة "السلام الان" والنخبة الإسرائيلية بالفيروس، بالنسبة للكاتب جدعون ليفي اليساري في صحيفة هآرتس انذارا حول الجيل المقبل من القيادات الذي ينتظر دولة "إسرائيل".
"هآرتس": لا يوجد في مخزون القيادة لاسرائيل سوى قادة لا يقلون فشلاً
وينطلق ليفي في مقالته من ان الجيل الحالي، المتمثل برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس المعارضة تسيبي ليفني، يستنفذ نفسه.

ويتوقف عند ابرز وريثين محتملين للقيادة القائمة، الممثلين بموشيه يعلون من حزب الليكود وشاؤول موفاز من كديما، ويعتبر انهما "اذا كانا يمثلان الامر العظيم المقبل فهذا يعني ان على إسرائيل ان تواصل المراوحة في المياه الضحلة الحالية".
 
اما بخصوص الصف الثاني من القيادات الإسرائيلية "فلا يلوح أي امل"، بل ان صورته "ينبغي ان تقلقنا وتزعجنا جدا". وشدد ليفي على ان ما ينبغي ان يقلق بقدر لا يقل هو ان الوريثين المحتملين (يعلون وموفاز) كان يترأسان قيادة الجيش لسنوات.

ويؤكد الكاتب في هآرتس ان ما قام به يعلون هو انه "عرض مسرحية رعب لرجل يميني متطرف، غريب الاطوار، خطير، غير مرتبط بالواقع". لكنه لم ينف امكانية ان "يفلت (يعلون) من الساحة، كما هو الاجدر به، وانما  يمكن ان يصبح ايضا ذات يوم رئيس الوزراء كما يتطلع اليه بكل قوته". وحذر من انه في حال حصول ذلك فإن ذلك يمكن "ان يوقع مصيبة كبيرة على اسرائيل في علاقاتها مع الولايات المتحدة ومع جيرانها وفي نسيجها الديمقراطي الرقيق، في الداخل. وان الخير لن يخرج من  رجل هذه هي ارائه وهذا هو عالمه".

اما بخصوص موفاز فيصفه ليفي بأنه "طَموح بقدر لا يقل" عن يعلون. وهو الذي اكد قبل ايام "انا المرشح الرائد لرئاسة الوزراء، بالقطع، والفرص طيبة جدا" وعدد انجازاته العامة الكبرى بـ"تصفية الشيخ احمد ياسين، والقبض على سفينة كارين ايه وحملة "السور الواقي". ولكن الكاتب وهنَّ من حقيقة هذه الانجازات ونفى ايضا ان يكون حقق انجازات مدنية عند توليه وزارة المواصلات. لكنه رغم ذلك قبل بمسألة واحدة انه اكثر معقولية من يعلون رغم ان "مذهبه ايضا ضيق كعالمه".

وبعد ان يؤكد الكاتب على احقية طموحهما بالوصول إلى رئاسة الوزراء يعود إلى دق جرس الإنذار بأن كونهما مرشحين جديين للقيادة المقبلة "يجب ان يقض مضاجعنا" خاصة وان إسرائيل أمام قرارات لا تشبه ما تقف أمامه دول أخرى.

ويلفت ليفي إلى عدم "وجود باراك اوباما بانتظارنا في الصفوف الخلفية من مجلس النواب، ولا توجد اي شخصية مدنية واعدة تستعد على خطوط الانطلاق، وفراغ الساحة العامة المدنية يدعو مرة اخرى كبار الضباط السابقين الى اخذ زمام القيادة، حتى بعد ان ظهر الجيش الإسرائيلي نفسه اكثر فاكثر كجهاز اشكالي بل وفاشل"، وبفعل الفراغ القيادي الذي تعاني منه إسرائيل يوضح ليفي انه "بعد كل هذا القدر من الأحلام العابثة والآمال التي تحطمت من الجنرالات، فإنهم مرة أخرى في مقدمة المنصات". ويؤكد أن "هذا هو مخزون القيادة المقبلة لإسرائيل" وعلى ان "فشل جيل القيادة الحالي في فتح صفحة جديدة وشجاعة، يقودنا نحو الهوة، ويفوت الفرص تلوى الاخرى في دولة باتت اكثر منبوذية في العالم، يلوح ضباط قاتمون وخطيرون كزعماء للغد.

2009-08-24