ارشيف من :ترجمات ودراسات
تقرير واحد يُفزع "إسرائيل"
ثارت ثائرة "إسرائيل" كالمعتاد، ولجأت للتو إلى توصيفاتها المعتادة أيضاً، باتهام كل من يخالفها الرأي أو يقترب من احتلالها وممارساته الإرهابية بأنه "لاسامي"، وإنه كان مع "المحرقة" أو التزم الصمت تجاهها.
في جرم واحد، شعرت "إسرائيل" بالخزي، فكيف إذا اشتغل العرب على فضح جميع جرائمها، من خلال تقارير أو حتى صفحات إعلانية، تنشر في كبريات الصحف العالمية، في أمريكا، وفي أوروبا وفي روسيا والصين.
لينشروا تقارير حول عنصرية الكيان الصهيوني، وحول احتلال وطن وتشريد شعبه، وحول وضع حوالي 11 ألف أسير في معتقلات النازية الجديدة، وحول استهداف المدنيين وقتلهم واستخدامهم دروعاً بشرية، وحول استخدام الأسلحة المحرمة ومنها الفوسفور، وقد بثته الفضائيات خلال محرقة غزة على العالم كله، بالصوت والصورة، وحول المجازر والمحارق وجرائم الحرب التي يرتكبها جنود الاحتلال، وحول التنكيل بالجثث بعد إعدام معتقلين.
في مواقف الاحتلال وممارساته على الأرض ما يدينه ويجرمه ويفضحه أمام العالم، لكن ثمة من يدير الظهر، وخصوصاً من أولي الأمر، من المعنيين مباشرة بكشف جرائم هذا العدو، وخصوصاً ممن يتعرض يومياً، وعلى مدى عقود، للتنكيل والارهاب والتخريب والتشريد والتهويد، أي السلطة الفلسطينية، والدول العربية المفترض أنها معنية في كشف ما يرتكبه الاحتلال وفضحه والعمل جدياً من أجل مساءلته ومحاسبته ومعاقبته.
ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني منذ ما قبل العام ،1948 عام اغتصاب فلسطين، جرائم ضد الإنسانية. المهم من يهتم بالمتابعة والملاحقة، إلا إذا كان العرب، كما هي العادة، ينتظرون من الغير في هذه القضية أيضاً أن يتحركوا عوضاً عنهم ويفضحوا مجرمي الحرب في الكيان الصهيوني ويطاردوهم بالإدانة والمحاكمة.
( دار الخليج )